23 ديسمبر، 2024 5:07 م

كان لقمة حركة  عدم الانحياز التي اختتمت اعمالها في طهران  ما يميزها عن سواها من مؤتمرات القمة للحركة كونها تأتي بمرحلة غاية في التعقيد تشوبها تداعيات ما تشهدته المنطقة  من تغيير ضمن ما يطلق عليه بالربيع العربي وما يشهده العالم من صراع  محتدم على النفوذ والعودة  الى اجواء الحرب الباردة بعد تنامي الدورالفاعل لكل من روسيا والصين على  مستوى القرار الاممي  ازاء الاحداث الساخنة وخصوصا الوضع في سوريا . ان انعقاد القمة في طهران  بحد ذاته وبهذا الحضور الفاعل والمميز على المستوى الرسمي لرؤساء الدول والحكومات المشاركة انما يمثل اكثر من معنى ودلالة على الصعيدين الدولي والاقليمي خصوصا بعد تلاشى مساحة اللون الرمادي في مواقف الانظمة الحاكمة  والجهات التي تتبع  اليها فلم يعد هناك ما كنا نسميه بغموض الموقف او ضبابية المنحى بعدما تكشفت ازدواجية التعامل الدولي الأمريكي منه والغربي على وجه الخصوص مع حالات الأصطفاف الطائفي والعرقي التي تضفي بتداعياتها على المنطقة والعالم خصوصا ازاء ما يحدث في سوريا والموقف من احداث البحرين والسعودية . الدلالة الآولى تتمثل في حقيقة واقعة لابد من الأعتراف بها هو حضور ايران كقوة فاعلة في المنطقة ينبغي التعامل معها من قبل دول الجوار الأقليمي والعالم بموضوعية وبعد نظر وبما يخدم المصالح المشتركة والمشروعة لجميع الأطراف بعيدا عن العقد الطائفية والتأريخية . الدلالة الثانية هو ما اثارته كلمة الرئيسي المصري محمد مرسي من ردود افعال لما حملته من نبرة طائفية وموقف متطرف في الرؤيا ازاء الوضع في سوريا والتجاهل التام لأنتفاضة الشعبين البحريني والسعودي وهو ما يدل على ان الرجل لم يقوى على على الخروج من العبائة السلفية المتطرفة وكان لابد له ان يذعن لمغازلة مشايخ الخليج والسياسة الأميركية في المنطقة .  الدلالة الثالثة والأهم هو الحضور  العراقي المميز وما كان لكلمة رئيس الوزراء نوري المالكي من صدى طيب وحترام الغالبية العظمى للدول المشاركة للطرح العراقي الرصين ووجهة النظر التي تبناها المالكي ازاء الأحداث في المنطقة وخصوصا الأزمة السورية وما تفدم به من مقترح تشكيل مجموعة عمل من دول الحركة وهيئة اتصال للتعامل مع القضية السورية على اساس الحوار بين جميع الأطراف  ونبذ العنف ورفض التدخل الخارجي  او تسليح طرفي المعادلة وهو ما اعطى المبادرة العراقية ميزة التفرد والقبول من الجميع الى حد التبني الرسمي  لحركة عدم الأنحياز لها وهو ما يؤكد حقيقة الدور العراقي الناهض والفاعل على المستوى الدولي وبما يليق بمكانته وتاريخة وما يستحقه ممن ممارسة الدور الريادي شاء من شاء وابى من ابى .