صرحا كل من الكرملين والبيت الابيض؛ ان الرئيسين الروسي والامريكي سوف يلتقيان في نهاية الاسبوع المقبل، غير انهما لم يحددا مكان عقد الاجتماع بين الزعمين الروسي والامريكي. روسيا رفضت العرض الايطالي بعقد الاجتماع في روما، لكن الرئيس الروسي قال ربما يتم عقد الاجتماع في الامارات العربية المتحدة. لاحقا بعد يوم من هذه التصريحات؛ اقرا الجانبان عقد اجتماع رئيسهما في ولاية الاسكا الامريكية في نهاية الاسبوع المقبل. جاءت هذه التطورات بعد زيارة ستيف ويتكيف الى موسكو الاسبوع الماضي والتي قالا عنها كل من البيت الابيض والكرملين بانها كانت زيارة او مفاوضات بناءة وناجحة جدا. ان الخبراء في كلا الدولتين هما الآن في صدد اعداد جدول الاعمال او برنامج المفاوضات بين زعيمي اعظم قوتين نوويتين في العالم. الرئيس الامريكي طلب ان يكون معه او ان يكون الاجتماع بين الرئيسين زاد الرئيس الاوكراني، لكن الرئيس الروسي رفض ذلك موضحا ان الوقت ليس مناسبا لعقد مثل هذا الاجتماع مع الرئيس الاوكراني، الرئيس الامريكي لم يتصلب في موقفه من اشراك الرئيس الاوكراني قائلا؛ ليس من المهم اشتراك زلينسكي في هذا الاجتماع. بحسب تسريبات الصحافة الروسية قبل عدة ايام ان دول اوروبا الرئيسة المانيا وبريطانيا وفرنسا؛ كانا قد درسا في وقت سابق عملية اقصاء الرئيس الاوكراني ليحل محله قائد عسكري متقاعد او سابق في الجيش الاوكراني. احد المسؤولين الامريكيين قال في معرض حديثه عن عملية او مفاوضات وقف الحرب في اوكرانيا انه من الممكن ان تحتفظ روسيا بالأرضي الاوكرانية التي احتلتها خلال الحرب. الرئيس الاوكراني في اخر تصريح له؛ ان اوكرانيا لن تتنازل لروسيا عن اي شبر من اراضيها. الرئيس الامريكي قال هو الأخر ايضا؛ انه من الممكن ان تنتهي الحرب في غضون اسابيع. الرئيس الروسي كان في غضون ذلك قد اطلع كل من الرئيس الهندي والصيني على ما دار بينه وبين المبعوث الخاص للرئيس الامريكي. ان الحرب في اوكرانيا هي من اعقد حروب القرن الحالي، وايضا هي اصعب حرب وهي ايضا اخطر حرب على السلام الدولي وعلى الاستقرار الدولي. ان المفاوضات ومن وجهة النظر المتواضعة في هذه السطور سوف او من المحتمل جدا الذي يرتقي ربما كبيرة جدا الى مستوى او سقف اليقين؛ لا تفضي الى وضع نهاية لهذه الحرب، في القريب العاجل او في اسابيع او في حتى اشهر؛ بالاستناد في التحليل على اهداف هذه الحرب سواء من جانب روسيا او من جانب امريكا او من جانب الغرب. روسيا لا تريد ان تنتهي هذه الحرب الا بسيطرتها بصورة كاملة على كل الارض في المقاطعات التي ضمتها رسميا لها، او يتم الاتفاق باعتراف اوكرانيا رسميا على انها اصبحت بحكم الواقع روسية، وتنسحب اوكرانيا منها او من ما تبقى تحت سيطرتها من هذه المقاطعات، ليس اوكرانيا فقط، بل امريكا ايضا ودول الاتحاد الاوروبي ايضا. كما ان روسيا ومن الجانب الثاني لا تريد ان يتم الاتفاق او اتفاق انهاء الحرب والرئيس الاوكراني في موقعه كرئيس لأوكرانيا بحجة من انه رئيس غير شرعي او ان ولايته قد انتهت، ولم يعد رئيسا شرعيا، وهذا هو ما صرح به اكثر من مسؤول روسي بما فيهم بل في اولهم الرئيس بوتين نفسه. دول الاتحاد الاوروبي هي الأخرى من جانبها وهنا المقصود بريطانيا وفرنسا والمانيا وبولندا؛تعارض ان تنتهي الحرب لصالح روسيا اي ان تحقق روسيا كل اهدافها منها. روسيا بوتين سوف تهادن وتساير الرئيس الامريكي في الاجتماع المرتقب بينهما في نهاية الاسبوع المقبل؛ في عملية المفاوضات سواء التي سوف تجري في الاجتماع بينهما، او في المفاوضات بين روسيا واوكرانيا التي سوف تجبر امريكا الثانية على الدخول فيها. لكن هذه المفاوضات وما اقصده التي سوف تجري لاحقا بين الخبراء الروس والاوكرانيين؛ هل تقود سريعا اي في اسابيع وحتى اشهر قليلة في وضع حد لهذه الحرب؟ حسب المعلن من مواقف اوروبا ومواقف الرئيس الاوكراني والاصرار الروسي على ان تحصل على اعتراف ليس من اوكرانيا فقط، بل من دول الاتحاد الاوربي وامريكا بان كل المقاطعات التي ضمتها لها هي صارت بحكم الواقع أرض روسية رسميا وقانونيا. ان حصول هذا هو صعب جدا في الاشهر المقبلة والروس يدركون تماما ان هذا لن يحصل في الاشهر المقبلة، وربما اكثر، من حساب الاشهر. ان هذا الاعتراف سوف تحصل عليه روسيا طالت الحرب ام قصرت؛ ان كل من امريكا ودول الاتحاد الاوروبي في نهاية المطاف سوف يرضخون لأهداف روسيا، لأن لا طريق لهم الا هذا الطريق. ليس لأن روسيا اقوى من امريكا والغرب، بل ان العكس هو الصحيح تماما. ان عند روسيا اوراق ضغط وهي طالما هددت بها وعلى لسان اكثر من مسؤول روسي الا وهو استخدامها للسلاح النووي، ولو ان اغلب هذه التهديدات جاءت بصورة غير مباشرة اي انها كانت ضمنية في السردية الروسية او في كل ردود المسؤولون الروس على تصريحات سواء الامريكية او الاوروبية. لكن ومن الجهة الثانية، ان دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية سواء في وقت المفاوضات او في الوقت التالي الذي سوف تتوقف فيه هذه المفاوضات المرتقبة بين روسيا واوكرانيا؛ زيادة وتيرة الضغط الاقتصادي على روسيا سواء بالعقوبات او بتشديد العقوبات الاقتصادية؛ ليشمل الدول التي تتعامل مع روسيا اقتصاديا، ليس الهند والصين فقط، بل دول اخرى، او في اثارة الفوضى والاضطرابات في خواصر روسيا الرخوة او على مقربة من حدودها، في مولدافيا او في دول اسيا الوسطى، او في القوقاز الروسي. كل هذا ربما سوف يحصل، ويحصل ايضاوفي تزامن؛ محاولة الجانبان الامريكي والروسي تجسير الهوة بينهما على طريق أعادة العلاقات بينهما الى ما كانت عليه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا..