قمة بغداد مابين النجاح والفشل

قمة بغداد مابين النجاح والفشل

هل فشل ونجاح:

الحقيقة أن كلمة فشل أو نجاح هو تقييم لخطة بها في الموازنة رصيد وتخطيط وأهداف ومراحل واستراتيجية معينة تنطلق منها، ثم يأتي التنفيذ وتمتد المتابعة من المخطط لقيادة التكتيك وتحوير المسارات ثم الإنجاز وعندها في نهاية المرحلة تجري أعمال الرقابة المالية والإدارية والفنية ثم نحدد نجاح أو فشل النشاط القابل للقياس وفق معايير النجاح الموضوعة والمعروفة من خلال التخطيط الأولي والتصاميم كمواصفات.

القمة العربية ليست هكذا لنقول إنها ناجحة أو فاشلة في تنظيم المقاعد والكلمات وأمكنة النوم والمطاعم ومن يتكلم أولا فهذه من ضمن فقرة الإعداد الروتينية لاي مشروع وهو تهيئة ساحة العمل، ولو أن حصول مثل هذه الأخطاء يعبر عن إخفاق في التكتيك لكن لا يحكم على القمة التي كما قلنا لا تشكلها وصف النجاح والفشل لان لا تخطيط ولا متابعة ولا نتائج ولا عمل ولم يلحظ لها تأثير بل أحيانا تسبب الخلافات نتيجة خلل في التنظيم أو اختلاف في وجهات النظر.

هل تأمل الشعوب شيئا:

علمت القمة الشعوب ألا تأمل من القمة العربية شيئا لان القمم هي المعلم ولم تضع معايير وأطر ومحددات فكيف سيحكم المواطن ولا نتائج لأهم قضاياه التي تذكر، وما انفك الناس مختلفون على شعب يباد ولا يستطيع العرب ولا غير العرب أن يدخل لهم ما يأكلون، أو يحمي المدنيين من قصف لا معنى له في استراتيجية الحروب لانه يقتل مواطنين من كل الأعمار ويبد الحرث والنسل ومازالت الخطب ترد بشدة على المأساة.

لهذا تنظر الشعوب إلى المسار البروتوكولي وتتندر على السقطات الكلامية والخطأ في لفظ الأسماء أو الخطأ في الأولويات في الكلام، أو مفردات كان يطلب البعض من الآخر أن يصلح ما هو ذاته يفسد فيه أو ينصحه بما هو فاشل فيه، ولا يحس! مفارقات كهذه بات يتندر لها الجمهور.

فقدان آلية التنفيذ في الجامعة العربية يجعلها مؤسسة غير مكتملة الأهلية، فما مواقفها في الأزمات ونحن نرى قمم تعقد في اشد الأزمات وتنفض على موائد المضيف وهم قد ناقشوا شعب منهم يتضور بل يموت جوعا إن لم يمت بالقصف.

أزمات الأمة:

الجامعة العربية وشروط النصاب تحتاج إلى تعديل، وقبل كل هذا عليها أن تتفق مع القيادات على إعادة تنظيم تجعل لها أيادي تنظيمية وتستطيع أن تتابع وتحاسب وتقدم إجراءات في الحالة الطبيعية والأزمات ولها لكل ظرف آليات.

القادة العرب لابد أن يعيدوا دور الجامعة في التحالفات والتشكيلات حتى العسكرية منها، والحماية الذاتية وليس الاعتماد على الحماية الخارجية لانها لن تنقذ الشعوب ولا النظم وإنما تبحث عن مصالحها وستتضخم هذه المتطلبات مع كسل وتراخي الحماية الذاتية لتتضخم التكاليف إلى تصبح فوق الطاقة وربما تكون يوما ما مذلة.

الآن نحن أمام أزمة مذلة للامة وكرامتها ووجودها نوقشت لكن ما الفعل الذي سيكون غير ما تقوم به بدون الجامعة العربية ولا بدعمها أصلا كلا من قطر ومصر بمتابعة أمريكية.

هل نوقشت أنها مذلة للامة أم أنها مأساة إنسانية لا يراها البعض أنها إنسانية، بل يرى أن الإمارة على كومة حجارة هو الأهم ولا يهم مصير من تصدى للدفاع عن الأرض والحرية وتراه في كل مجمع دولي يبدي رغبته أن تكون الأرض بسلطته وكأنها هذه هي المشكلة.

هل نفكك الجامعة العربية:

الجواب حتما لا، فهي هيكل ممكن أن يعاد تنظيمه ويعدل ليكون فاعلا ويتولاه ناس حريصين على الأمة مع الصلاحيات لان العجز قد يخفف الحرص ويصبح المنصب هو الأهم.

وانا اكتب هذا المقال نجد أن العدوان على غزة الذي يرد عليه تنظيمات غير رسمية وليس دول الجامعة هو اللحظة في لحظة حاسمة تقوده دولة قطر التي باتت لها مهارة واضحة في الدبلوماسية مع الداعم المصري الذي ستضرر من أي إخفاق، ونجد أن ما حصل من بذل في الأسبوع الماضي وفاعلية السعودية وقطر كان له التأثير لما يعتبر حسما للمواقف عموما.

أما الحكم على القمة العربية في بغداد فلا يوجد فعلا معيارا للحكم إلا أن نقول إنها كالقمم السابقة كمخرجات ويبقى كرم الضيافة الذي تعرف به بغداد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات