قمة بغداد… التمثيل الهزيل والموقف الخجول: تآمر على العراق وتخاذل عن فلسطين

قمة بغداد… التمثيل الهزيل والموقف الخجول: تآمر على العراق وتخاذل عن فلسطين

في زمن الانهيارات الكبرى، لا يُنتظر من القمم العربية أن تغيّرمجرى الأحداث، لكن ما شهدناه في قمة بغداد الأخيرة تجاوزحدود الخذلان، ليكشف عن محورين خطيرين من التآمر: الأولعلى العراق، والثاني على فلسطين.

أولًا: التآمر على العراق وتهميشه المتعمّد .

انعقاد قمة عربية في بغداد بتمثيل رسمي خجول، وغياب لافتلكثير من القادة، لم يكن مجرّد مصادفة أو خطأ بروتوكولي، بلكان تعبيرًا صارخًا عن نية سياسية ممنهجة لتقزيم دور العراقفي محيطه العربي، وتثبيت صورته كدولة لا يُعوّل عليها.
هذا التمثيل الهزيل لا يمكن قراءته إلا في سياق محاولةمتعمدة لعزل العراق سياسيًا، ومنعه من لعب أي دور قيادي أومستقل في الساحة الإقليمية.

لطالما اتُهمت إيران بأنها تسعى لإضعاف العراق سياسيًاواقتصاديًا، بينما الحقيقة التي يتغافل عنها الأشقاء العرب أنالتآمر الحقيقي جاء من داخل البيت العربي نفسه؛ حيث عملتبعض الأنظمة على ترويج سردية مفادها أنالعراق هو منيبتعد عن حاضنته العربية، في حين أن الواقع يُظهر أنالعرب أنفسهم هم من يدفعون العراق بعيدًا، لا رغبةً في إبعادهفحسب، بل خشيةً من أن ينهض ويصبح شريكًا نديًا فيالقرار والمستقبل.

إن قوى الخليج لا تجد في عراق قوي إلا تهديدًا لاحتكارهاالسياسي والاقتصادي في المنطقة، ولذلك تعمل بشكل منهجيعلى إبقائه على الهامش.

ثانيًا : تخاذل جماعي عن فلسطين .

في الوقت الذي كانت فيه آلة القتل الصهيونية تمطر غزةبنيرانها، وتُباد العائلات الفلسطينية عن بكرة أبيها، كان العربفي قاعة بغداد يقرؤون بيانًا ختاميًا لا يرقى حتى لمستوىالأسى، ناهيك عن الردع أو الرفض الجاد.

وجاء رد الاحتلال على القمة واضحًا وفوريًا: تصعيد دموي،قصف متواصل، ورسائل نارية بأنقممكم لا تعنينا، وخطبكملا تخيفنا“.
أمام هذا المشهد، بدا أن القمة لم تكن منصة لتوحيد الصفوف،بل واجهة لتبرير العجز العربي، وتكريس التطبيع، ودفن ماتبقى من قضية اسمها فلسطين.



لقد آن للعراق أن يُعيد رسم خريطة تحالفاته الدولية وفق منطقالمصالح الحقيقية لا المجاملات الوهمية.
عليه أن يتجه بجدية نحو تفعيل اتفاقية طريق الحرير، والانفتاحعلى الصين وروسيا، والدخول في شراكات استراتيجية طويلةالأمد، بعيدًا عن محور الارتهان العربي ـ الغربي الذي لميجلب له سوى التهميش والخذلان.

فلا جدوى من انتظار موقف من عواصم ترى في عراق ناهضخطرًا على مكاسبها، ولا من مؤتمرات تُعقد لشرعنة الفشل لاصناعة القرار.

أحدث المقالات

أحدث المقالات