18 ديسمبر، 2024 11:24 م

قمة الرياض مثل أعلى لمكافحة الإرهاب!

قمة الرياض مثل أعلى لمكافحة الإرهاب!

(نشكر السعودية على الإستثمارات التجارية الضخمة، والإتفاقيات الأمنية، الحيوية، الطويلة التي عقدتها معنا)، هذا ما قاله الرئيس الامريكي، للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، عند توقيعه عقود تسليح، بمبلغ( 110 ) مليار دولار تسلم فورياً، لتأمين الدفاعات السعودية، مؤكداً على أن:(عقد ثلاث قمم عربيةـ خليجيةـ إسلاميةـ أمريكية)، يؤكد مكانة السعودية العالمية والإقليمية، وأن حكومة الرياض تمثل صوت العقل والإعتدال، فعلى أي مكانة يؤكد؟ وعن أي إعتدال يتحدث هذا الأحمق الترامبي؟!
إن عقد مؤتمرات القمة بهذا الوقت (يمثل مطلباً في غاية الأهمية، لأنه تأتي في الوقت والمكان المناسبين، وهي مرحلة لبناء حقبة جديدة، بين العالم الإسلامي وأمريكا)، ويضيف ترامب عليها: (أن اللقاءات التي عقدت على هامش القمة المذكورة، يؤكد الثقة الكبيرة لأمريكا بهذه المملكة، للقيام بمهامها على أكمل وجه)، ولكن ليسمع العرب أو قادة الدول الإسلامية، ويعوا أهمية مثل هذه المؤتمرات، فهي لحماية أذنابهم وأشواكهم، حيث يزرعونها لتمزق الأمة وتفرق الكلمة.
الرئيس الأمريكي، لم يمضِ على رئاسته سوى( 100) يوم، وسارع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ميزانية بلده التي يبلغ فيها الدين العام يفتح صفحات جديدة لعلاقة أمريكا، ودورها لرسم خارطة جديدة للمنطقة، وإن كانت السعودية كما يقول زعماء الدول المشاركة في القمة، أنها مثل أعلى في حفظ السلام، ومكافحة الإرهاب، فلماذا لم تنهِ ملفاتها العالقة، والساخنة مع البحرين، واليمن، وحتى العراق، ونظام الأسد في سوريا؟ألا يفترض بالعرب أن يكونوا كالبنيان المرصوص؟
إنشاء مركز إستراتيجي لمكافحة التطرف، وإستهداف منابع الإرهاب وتجفيفها، يمثل هدفاً سامياً وجب على المسلمين جميعاً تحقيقه، لئلا يشوه الدين الحنيف، الذي يقرُّ التسامح، والتنوع، والحرية، والكرامة، والتعايش، والسلام، والأخوة، عندها ستضمد جراحات المنطقة العربية بأكملها، لأن الفكر المتطرف هو ما يجب القضاء عليه، فالمعقول جداً في هذا الوقت الإنفجاري الحرج، أن يتم القضاء على المرض والمرضى معاً، لا أن يتم تزييف الحقائق والكيل بمكيالين كما يحدث مع نظام البحريني القمعي.
أهم شيء عند أمريكا صدقوا أم لم تصدقوا من تعاملها مع مملكة آل سعود هو القضاء على الدين فيفرّغونه من محتواه العقائدي والوجداني فتختفي:(هيهات منا الذلة) و(يا لثارات الحسين)و(لبيكِ يا زينب) فإزالة الشعائر وإلغاء الطقوس المقدسة هدفهم لكي تبقى الناس مثل البهائم ولأنهم يعرفون جيداً أن بقاء الدين والمذهب هو ببقاء شعائره وطقوسه وتوقير رموزه ولأن العقائد تبقى تبعاً لحجم شخصياتها الثائرة لذا سيعلم الذين عقدوا قمتهم الفارغة أي منقلب ينقلبون.