18 ديسمبر، 2024 11:03 م

“قل موتوا بغيظكم”.. الحشد في قلب المعركة

“قل موتوا بغيظكم”.. الحشد في قلب المعركة

قرار العبادي بإشراك الحشد في تحرير الموصل خطوة جريئة، لجمت الخطم العاوي.. حجرا
خاطب الربُ المسلمين الأوائلَ، في محكم كتابه.. القرآن الكريم: “كتب القتال عليكم وهو كره لكم” يعني المجاهدون الاوائل، وهم تحت أنظار الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، كانوا بقدر قناعتهم الراسخة بالدعوة، لا يحبون القتال، ولو بصفة جهاد تقربا لله، فأي رجال هؤلاء، الذين إستجابوا لنداء الوطن، وهو يتجلى من فتوى الامام علي السيستاني.. بسرعة لم تمهل “داعش” لدخول بغداد، وهو في أوج عنفوان قوته، مدعوما بتمويل ورجال ونساء واسلحة، وفرتها له إرادات دولية.. إقليمية وعالمية، معروفة.
الحشد ما زال يدافع عن مجتمعات تآخى معها بالايمان المطلق وحب العراق.. حرر تكريت وسامراء والفلوجة والرمادي كاملة وهو سائرون الى تحرير الموصل، بعد الخطوة الجريئة التي أقدم عليها رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، بزجهم في شرف المعركة؛ كي لا يصادر دورهم، ولأن ليس لها سواهم.. والاهزوجة الشعبية تقول: “إشلون بهذا أنكر يومي”.

 مكر
“يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” ثمة دعوات حملت الموضوع أكثر من محموله، بدعوات البنية “الديموغرافية – السكانية” التي ستتهجن بتحرير الحشد الشيعي للمناطق السنية، قالوها من دون حياء، في حضرة السيد العراق.. مرجحين التحرزات الفئوية القاصرة، على الانتماء الوطني المطلق لله،.. ثم “شنعوا” بإفتراءات روجت لها قنوات متواطئة مع “داعش” تدعي زورا وبهتانا تجاوزات على أهالي المناطق المحررة، من الحشد الشعبي، مستخدمين فيديوهات “داعش” في سوريا، على أنها للحشد في الفلوجة، بينما لقاءاتي الشخصية مع الاهالي في المدن المحررة، بدءا من “العلم” و”تكريت” مرورا بـ “سامراء” و”الفلوجة” وليس إنتهاءً بـ “الشركاط” والحشد يتجه لـ “الموصل” كلهم يتشكرون من إخوتهم أبناء الجنوب، الذين عتقوهم من عبودية “داعش” وأمنوهم من خوفه وعززوهم في بيوتهم ووقروا حرماتهم التي سفحها “داعش”.
لكن عين البغض تبدي المساوئ، بل تكذب إن لم تجد تجاوزا حقيقيا.

 تسلل
مسؤولون كبار، تسللوا للعملية السياسية بإيعاز وتسهيلات من جهات بعثية وتكفيرية و… مضادة للتجربة العراقية الجديدة، إستغلوا بضع فلتات تحدث مثلها مليارات في الحروب؛ إستغلوها ذريعة في حجب دور الحشد الشعبي، الذي اثبت كفاءته العالية؛ لأنه عسكري عقائدي متطوع لله والوطن، من دون راتب.. يلتهم الرصاص.
حجبوا دور الحشد لأنه حقيقي، بقصد تبديد الارادة العسكرية المؤمنة، لكن قرار زجه في تحرير الموصل، تعزيز جدي لدوره الذي ارادوا مصادرته، عن معركة يستطيع حسمها بأقل خسائر، وبأكبر زخم من الانتصارات.
وبهذا فإن القرار أخرس أطرافا تتواجد في العملية السياسية، من أجل ضمانات فئوية.. تفرض نفسها على العملية، لتحرس مصالحها وتدمر شركاء الوطن.

 قدسية
نريد أولادنا سالمين، يزهو الوطن بهم، فإن خيرنا بين فلذات أكبادنا وكرامة العراقيات، نختار الكرامة، حتى لأؤلئك الذين يصرون على حساب أنفسهم طرفا نظيرا، ونحن نبذل الدم والمال في سبيل تحريرهم!
بهذا يجيء القرار شجاعا، يقضي بمشاركة الحشد الشعبي، في تحرير الموصل؛ لأنه عامل مهم ورئيسي في سرعة ودقة الحسم، الى جانب الجيش وسرايا السلام والعشائر.. قرار مهم وجريء، تضاد مع إرادات خبيثة، وعلى أساسه تعهدت هيئة الحشد الشعبي برفع آذان النصر من مئذنة جامع النبي يونس.. عليه السلام، بمدينة الموصل قريباً، في إشارة إلى أن قرار رئيس الوزراء د. العبادي، بمشاركة الحشد في تحرير الشرقاط والموصل، لجم الأصوات البغيضة، التي سعت لإبعاده عن المهمة المقدسة.
إن أبطال الحشد، في لهيب جمر المعركة، يعدونها “مهمة مقدسة” على صعيدي الواقع والبيان.. إنسجاما متكاملا.. لا تناقض في القول والفعل المشهود.. وهذا ما أغاظ سفراء “داعش” المتسللين الى العملية السياسية، يتبوؤن مناصب مؤثرة فيها.
الهيئة أضافت في بيانها، أنه “بالرغم من الحملة الشعواء التي شنتها بعض الاطراف بهدف منع الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير الموصل تتصاعد المطالب الشعبية والسياسية والرسمية بضرورة مشاركة قوات الحشد الشعبي في استعادة المدينة من دنس التنظيم الاجرامي والاقتصاص من المجرمين على ما اقترفته ايديهم طيلة الفترة السابقة” فجاء قرار رئيس الوزراء رد إعتبار لبطولات الحشد وتضحياته الملائكية، وثأرا لمظلومية المأسورين تحت سيف “داعش”.
وقالت الهيئة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي: “بعد مرور عامين على جريمة تفجير جامع ومرقد النبي يونس (ع) واستمرار داعش في سيطرته على مدينة الموصل الحدباء وجعل اهلها رهائن واسرى وارتكابه ابشع المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والكفاءات، تستعد قوات الحشد الشعبي وبقية صنوف وتشكيلات القوات الأمنية لخوض معركة التحرير الكبرى التي سينقض فيها على “داعش” واعوانه ويعلن نهايته وزواله من ارض الموصل والعراق بالكامل ويرفع آذان النصر من مئذنة النبي يونس.. عليه السلام”.
هذا النبل الإلهي وأخلاق الفرسان، اللتان يتمتع بهما الحشد، تجعلانه أولى بثواب التحرير؛ فلولا إستجابة الحشد لفتوى المرجعية، سريعا، لصبح “داعش” في ساحة التحرير.. هل هذا ما كنتم تريدونه وأحبطه الحشد.. كنتم تنتظرون وصول “داعش” منذ 2003، متواجدين بيننا.. تتمتعون بخيرات العراق وثرواته، وتعملون ضده.
إذن قرار العبادي بإشراك الحشد، في تحرير الموصل، كما جاء في البيان، وكما هو على ارض الواقع ميدانيا، خطوة جريئة، لجمت الخطم العاوي حجرا.