20 مايو، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

قل مصاححة ولا تقل مصالحة؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

المصالحة كلمة لا تعني ما فيها بقدر ما تشير إلى عكسه , لأن الأخطاء لا تتصالح , والآثام لا تتفق , والخطايا لا تتفاعل على طاولة واحدة.

والعقل البشري لا يمكنه أن يحقق تفاعلا إيجابيا إذا كان محشوا بالأوهام والتصورات المنحرفة , والإعتقادات المتمادية في غلوها وتطرفها وإنحرافها.

المشكلة العاصفة في المجتمع هي ليست نتصالح أو نتخاصم , وإنما هي في آليات تفكير ذوي الأحزاب والفئات والمدارس والتوجهات , ويتضح فيها أمراض فكرية ونفسية خطيرة تستدعي الوقوف عندها ومعالجتها قبل القفز إلى سراب المصالحة.

فلب المشكلة أن الجميع غير متصالح مع الوطن , ومتخاصم مع نفسه ومعتقده , وكل ما هو إنساني وحضاري معاصر.

فنحن أمام طبقة من المتنفذين المعزولين تماما عن مكانهم وزمانهم , ويعيشون في سرابات أوهامهم وإنحرافات رؤاهم , ويعتمدون على الآخرين في تدبير الشؤون.

فكيف يتصالح مَن لا إرادة عنده ولا قدرة على إتخاذ قرار بدون مباركة عليا؟!

هذه مشاكل مرعبة مبرمجة تسعى إلى إقتسام البلاد وليس لتقسيمها , وبموجبها سيكون التقسيم حلما , لأنه يكون بإرادة أهله , أما الإقتسام فيتحقق بإرادة الآخرين ووفقا لمصالحهم وتطلعاتهم الخفية.

ولكي نكون صادقين , لا بد من تصحيح الرؤى وإيجاد الثوابت المشتركة , التي بموجبها يمكن إنجاز أي تفاعل إيجابي قويم.

فهل هناك فهم مشترك للوطن والمواطنة والمواطن , وهل أن الإرادة حرة , وهل أن النفوس قد تشذبت وتطهرت من أوذان الرؤى السلبية والسلوك المنغلق؟

ليتصالح الجميع مع أنفسهم أولا , ومع أفكارهم ووطنهم ودينهم , ويوقظوا الإنسان الذي فيهم , قبل أن يترنموا بفرية المصالحة.

فصححوا أنفسكم أولا ومن ثم تحدثوا عن التصالح مع بعضكم!!

العلة في المتنفذين وليست في الشعب , وهم يعكسون ما فيهم على الشعب!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب