23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

قل سارق ولا تقل “نشال”

قل سارق ولا تقل “نشال”

لا يجوز أطلاق صفة نشال على شخصية سياسية او اجتماعية او دينية اتهمت بالفساد او ارتكبته و تتمتع بسطوة وحضور واسع ومركز مرموق وحمايات وخدم وحشم ويمتلك عقارات في داخل وخارج البلاد وتشفع له حصانته او علاقاته من العقاب ,هذا الشخص ومن اجل ان لا يبخس حقه تطلق علية صفة “سارق” وليس “نشال”, وذلك لاعتبارات عدة من الناحية الأدبية “سارق” أكثر لياقة من “نشال” ومن الناحية الفنية مفردة سارق لها إيقاع عند المتلقي المخموط من ماله ووظيفته فمفردة “سارق” عندما يختار لها نوطه على السلم الموسيقي تعطى”صو” وبالإمكان استبدلها بمفردة ” ناقص” لتوظيف الشعري مثل(كم ناقصا” في البلاد يسرق مالنا وملاذه دوما” لأول منزل) في إشارة الى البلد الذي يحمل جنسيته, ثم أن مفردة “نشال” سوقية تمتهن في الأسواق العامة والكراجات مثل( علاوي الحلة كراج النهضة الميدان سوق العورة…الخ) كما أشارة الدكتورة “حسنة ملص” في كتابها الموسم(العلاقة بين السارق والدعارة) صفحة” 555 “واغلب هؤلاء يمتهنون هذه المهنة بدافع الفقر والعوز والفاقة وسطوة المجتمع, عكس السارق المتحضر الذي يمتهنا بدافع الجشع واستغلال المنصب او الجاه الأمر الذي ينعكس على المجتمع ويدمر بناه الفوقية والتحتية و يشارك في أنتاج المزيد من النشالين بسبب سرقة مستحقاتهم بطريقة نرجسية مقننة دون ان يترك اثر او يتعرض الى تهديد او خوف كونه محصن أما “بحرز” من شيخ شرموط او بصفته الوظيفة ,لذلك يؤكدون المنضرين على مريدهم بعدم الخلط بين النشال الفقير الجائع الذي لسعته سياط الفاقة والحرمان وبين السارق صاحب البدله الأنيقة وربطة العنق او المتستر خلف أللجلباب الديني و اضهارعيوبه او تضخيمها او اختلاقها فالمهم ان يظهر السارق الذي دفعه الجشع والسلطة زنيما” مخصيا” مسلوب الرجولة .