الرياح الباردة التي زارتنا وهزت أغصاننا، وارتعدت أطرافنا تذوقنا طعم الحاجة وحرارة العجز، هذه الحالة من الشعور هل أحيت فيك روح المبادرة والإحساس بالآخرين ممن يعيشون يومهم بتعفف رابطين حجر المجاعة على بطونهم؟ رياح باردة جعلتك مضطربًا تختبئ خلف جدرانك وملابسك، التي أثقلت حركتك، كيف بيمن يعيش جل أيامه في شقاء وقلة حيلة؟ هل يهمك هذا الأمر أم أنت ممن يخلص نفسه من المسؤولية بإلقاء التهم على الجمعيات والجهات المختصة بالتقصير وعدم سد الحاجة وجر حبل اللوم على كل مقتدر يبخل في المساهمة لرفع العناء عن المحتاجين؟ ولكنك لاتحرك ساكنًا وتبدأ بنفسك على صعيد المبادرة والإحساس والآداب الاجتماعية.
إبدأ بالقليل خير من العدم، اجمع يدك بيد الآخرين لتصنعوا فريقًا مساهمًا في العطاء وخلق الفارق. نجيد رمي الكرة على الآخرين وتحميلهم التهم والتقصير ولا نقف على أنفسنا، نسأل ماذا فعلت أنا تجاه هذا الأمر ؟!
وكفانا بذلك الآية الكريمة التي تعددت لتدل على أهمية الإنفاق والعطاء لتطرق أبواب الضمير لدينا، وتحيي الرحمة بأنفسنا، فمن يتلقفها ويسارع لعمل الخير وبذلك ينتصر.
“لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”.(92) (آل عمران).