من عجائب وغرائب الدهرفي العراق أن الأحداث دائماً ماتتكرر, فقد أعاد الى ذهني مقطع فيديو أنتشر على مواقع التواصل الأجتماعي, لرجل كبير في السن, يرتدي عمامة بيضاء, وهو يسير في الشارع, تجمع حوله مجموعة من الصبيةِ يستهزئون به, ويتلفظون عليه بالفاظ نابية, ويحاولون الأعتداء عليه.
رجعت بذاكرتي الى ثمانينيات القرن الماضي, في زمن الملعون هدام, كنا نسكن في محافظة ذي قار, كان أحد أعمامي رحمه الله, يرتدي عمامة وهو رجل دين كبير في السن, يسكن في محافظ النجف الأشراف, يحب أجواء الريف فكان يأتي هو وعائلة ليقضي العطلة الصيفية عندنا.
قليلٌ ماأشاهده يرتدي العمامة السوداء, والتي كانت نادرة في ذلك الزمان, كان الفضول يكاد يقتلني لمعرفة ذالك السر وراء عدم أرتدائهُ لها, فبادرة لسؤاله في عدم لبس ذلك التاج المحمدي, فقالي ياأبن أخي عندما أسير في الشارع, يقوم رجال الأمن بالأستهزاء , وأطلاق عبارة نابية, ويجمعون مجموعة من الصبية يتصايحون خلفي هذا “خميني خميني”, وحفاظاً مني على هذا التاج من أن يفقد هيبة بين الناس السذج, اقوم بنزعهُ.
اليوم أصبح جلياً لدي ترابط المشهدين, فهناك أيادي خفية تحاول العبث وتشوية صورة التاج المحمدي, بعدما وضع بذرةُ الأولى النظام الصدامي عن طريق عملائه في بعض مايسمى رجال الدين ومدارسهم, فكانت نتائجه هذا الأشواك التي تشك كل من لامسها او حاول الأقتراب منها.
فعلى مدى قرون من الزمن حافظة الحوزة العلمية ورجال الدين على قدسية التاج المحمدي من خلال مدارسها الرصينية ورجالاتهم الذين قادوا المجتمع العراقي, في جميع محنه وثوراته, فثورة العشرين ليست ببعيدة عنا,وفتوى التنباك, وفتوى الأمام الكبير السيد الحكيم ضد الشيوعيين, وعدم مقاتلة الأكراد, وأخرها وليس أخيرها فتوى الجهاد العظيم للأمام السيستاني, التي لولاها لأصبح هؤلاء المستهزئين, مهجرين في بلدان الجوار,ولسبيت نسائهم وقتلت أبنائهم.
قدم التاج المحمدي خيرة رجاله شهداء على أرض العراق, ليست منه ولا فضلً بل واجباً, وهم جالسون في بيوتهم منعمين يتقاسمون كعكة العراق وخيراتهُ, فعلى مدى عقد من الزمن والتاج ينادي بالأصلاح, حتى بح صوتة, وتلك الأذان الصماء لاتسمع كأن بها وقرا, اليوم خرجت الى الشارع لتلعب لعبتها القذرة, لتشوية التاج المحمدي وبأيادي صبيانية, مدفوعة الثمن وفق مخططات رسمت في بعض بلدان الجوار وفي سفاراتهم النتنةَ.
لكن نقول لهم كيدوا كيدكم وأجمعوا عددكم, وقواكم فلايصح الا مانريد ولايبقى الامانريد, ولايحكم هذا العالم سوى التاج المحمدي الأن الزبد يذهب جفاء ويبقى ماينفع الناس…سلام.