قلة المدارس في العراق … أزمة صامتة تهدد مستقبل التعليم

قلة المدارس في العراق … أزمة صامتة تهدد مستقبل التعليم

بين مدارس متهالكة، وصفوف مكتظة، ودوام ثلاثي مرهق، يكافح ملايين التلاميذ العراقيين يوميًا من أجل حق أساسي بات مهددا : التعليم فرغم الجهود الحكومية المعلنة لا تزال أزمة قلة المدارس واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه النظام التربوي في العراق وسط تحذيرات من انهيار المستوى التعليمي وانعكاساته المستقبلية على التنمية

 

أرقام تكشف حجم الكارثة

بحسب إحصاءات وزارة التربية العراقية، يحتاج العراق إلى أكثر من 10 آلاف مدرسة جديدة لتغطية النقص الحاد في البنى التحتية التعليمية ويجبر العديد من الطلبة على الدراسة في مبانٍ قديمة لا تصلح للتعليم أو في مدارس تعتمد نظام الدوام المزدوج أو الثلاثي لتوزيع الطلبة على فترات في ظل غياب الحلول السريعة .

 

تأثير مباشر على جودة التعليم

تؤكد تقارير تربوية أن الدوام الثلاثي يُضعف من جودة العملية التعليمية حيث يُقلص الزمن الدراسي ، ويزيد من إرهاق الطلبة والمعلمين ويؤثر على التركيز والتحصيل العلمي كما تزداد نسب التسرب المدرسي خاصة في المناطق الفقيرة والريفية بسبب الازدحام وسوء الخدمات .

تقول المعلمة فاطمة الجعفري ، من إحدى مدارس واسط :

” في كل صف لدينا أكثر من 50 طالبا وبعضهم لا يجد مقعدا يجلس عليه لا يمكن لأي معلم أن يقدم تعليما جيدا وسط هذا الضغط.”

 

مدارس بلا بنية تحتية

في كثير من المناطق، تعمل المدارس في ظروف لا تليق ببيئة تعليمية فهناك مدارس بلا مراوح في الصيف وبلا تدفئة في الشتاء وبلا مياه صالحة للشرب كما أن عددًا كبيرا منها يعاني من نقص في المختبرات ، والمكتبات ، والملاعب مما يحرم الطلاب من تجربة تعليمية شاملة .

 

من يتحمل المسؤولية؟

توزيع الميزانية الحكومية، والفساد الإداري، وضعف التخطيط جميعها عوامل تسهم في تفاقم الأزمة ويحمل أولياء الأمور الحكومات المتعاقبة مسؤولية ما يصفونه بـ”الإهمال المزمن” للتعليم رغم التصريحات المتكررة عن الإصلاح .

كما ولا يمكن الحديث عن تطوير التعليم في ظل غياب أبسط مقوماته وعلى رأسها المدرسة يجب اعتبار بناء المدارس أولوية وطنية لا مجرد مشروع ثانوي ، لذا اقترح بعض الحلول عساها ان تجدي نفعا في قادم الأيام .

 

حلول مقترحة

1. إطلاق مشروع وطني لبناء المدارس بالتعاون مع القطاعين الخاص والدولي

2. إعادة توزيع الموارد بما يضمن دعم التعليم كمحور تنموي رئيسي

3. تشجيع المبادرات المجتمعية على تمويل بناء أو ترميم المدارس في المناطق المحرومة

4. مكافحة الفساد في العقود المتعلقة بالمشاريع التربوية

ختاما نقول ان قلة المدارس ليست مجرد مشكلة إنشائية بل أزمة وطنية تمس كل أسرة عراقية وتمتد اثارها إلى مستقبل الأجيال القادمة فإذا كان التعليم هو حجر الأساس في بناء الأوطان فإن غياب البنية التحتية التعليمية يعني بكل بساطة تأجيل النهوض وربما التفريط بمستقبل العراق .

أحدث المقالات

أحدث المقالات