19 ديسمبر، 2024 1:14 ص

قلب وقالب ابراهيم الجعفري

قلب وقالب ابراهيم الجعفري

بين کل فترة وأخرى، يخرج علينا وزير الخارجية أبراهيم الجعفري بتصريح وموقف غريب وعجيب من نوعه يثبت فيه وبکل وضوح مدى ولائه وتبعيته الکاملة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ودفاعه المستميت عنها، وعلى الرغم من کل الانتقادات اللاذعة الموجهة له عراقيا وعربيا ودوليا، لکن الجعفري لايکترث لذلك ويصر على نهجه اللاوطني المشبوه هذا.
الجعفري المعروف والمشهور بتصريحاته التي فيها الکثير من التخبط والخلط والضبابية وعدم الفهم بحيث صار مثارا للسخرية والتهکم، لکنه وعندما يتعلق الامر بالنظام الايراني فإن کلامه يکون موزونا ودقيقا وواضحا الى أبعد حد، ومن هنا، فإنه وعندما يقوم مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون، بتهديد وتحذير النظام الايراني من استهداف المصالح الاميركية في العراق، فإن الجعفري وعلى هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، وفي معرض رده على بولتون قد قال:” نقول بملء افواهنا نحن لسنا مع أي تهديد ضد ايران العزيزة ولسنا مع أي تدخل، بل نحن مع ايران قلبا وقالبا ونرفض أي تدخل أجنبي بحق أي دولة أخرى”، لاندري أين هي هذه الغيرة والحمية عندما يتعلق الامر بالعراق نفسه حين تهدده إيران أو حتى ترکيا؟ لماذا ينتفض الجعفري دائما ويرغي زبدا عندما يکون هناك من يتحدث عن النظام الايراني.
المثير للسخرية والاستهجان والتهکم هو إن الجعفري عندما يقول”لسنا مع أي تدخل”، فإنه لايعلم بأن کلمة”التدخل”صارت مقترنة بالنظام الايراني، إذ أن تدخلاته في بلدان المنطقة عموما والعراق خصوصا صارت حديث الساعة والمجالس، وإنه عندما يقول لسنا مع أي تدخل، فلماذا لايتحدث عن تدخلات هذا النظام في العراق والتي هي أساسا سبب تصريحات بولتون مثلما إنها مصدر قلق وتوجس لبلدان المنطقة والعالم خصوصا وإن بلدان الاتحاد الاوربي قد سبق وأن أعلنت رفضها للتدخلات الايرانية في العراق خصوصا والمنطقة عموما والمطالبة بإنهائها، ولکن هذا الجعفري وعوضا عن ذلك فإنه يعلن بأنه مع إيران قلبا وقالبا، وهو يقول الحق ذلك إنه لم يکن إلا مجرد رقم صغير في خدمة هذا النظام.
تدخلات النظام الايراني السافرة في العراق والتي نرى اليوم أوضح صورة لها من خلال مايقوم به الارهابي قاسم سليماني وسفير النظام الايراني إيرج مسجدي بشأن تحديد الرٶساء الثلاثة في العراق، والتي رفضها ويرفضها الشعب العراقي بکل قوة ويقف بوجهها، قد جاء اليوم الذي يجب فتح السجلات الخاصة بها، لکونها کانت وستبقى خطرا على العراق، إذ إنها وکما قالت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة.