23 ديسمبر، 2024 12:12 ص

قلب عراقي جريح  وسع حب محمد والمسيح

قلب عراقي جريح  وسع حب محمد والمسيح

في طريقي للصلاة  بمسجد  الحبيب المصطفى  ظهيرة  ، الأحد ، وما إن نادى المنادي  “حي على الفلاح ” دقت أجراس كنسية العذراء ..كنيسة  تشرفت بإسم خير النساء ،مريم الزاكية ،  ، تن تن تن، ففاض كموج البحر الهادر حب الحبيبين في قلبي  الجريح .. حب محمد والمسيح عليهما من الله الحليم  أزكى صلاة وتسليم  .. لوهلة استدعيت  الى ذاكرتي   الحبلى   بالهموم  درر النبيين والرسولين  الكريمين  الطاهرين المطهرين  فهمت بعبقهما في عالم الملكوت  السرمدي .
 
 سيدي ..حبيبي  المسيح عليك سلام من الله يامن قلت وقولك حق “كما انه لا يستطيع أحد ان يتخذ علي موج البحر دارا فلا يتخذ الدنيا قرارا” … سيدي المسيح سلام عليك ، يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا ، كيف لا وانت القائل وقولك حق ” يا علماء السوء جعلتم الدنيا علي رؤوسكم والآخرة تحت اقدامكم ، قولكم شفاء وعملكم داء ، مثلكم مثل شجرة تعجب من تراها وتقتل من أكلها”…. سيدي  عيسى كيف  لا أحبك ، لا أجلك، لا أصغي لمواعظك ، لا أتفكر في حكمك ، لا أتعظ بزهدك ،  لا أعجب  بورعك وأنت القائل ” خادمي يداي، ودابتي رجلاي، وفراشي الارض، وغطائي  السماء ،  ووسادي الحجر، ودفئي في الشتاء مشارق الارض، وسراجي في ليلي  القمر، و إدامي في نهاري الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، وفاكهتي وريحانتي ما أنبتت الارض للوحوش والانعام، أبيت وليس لي شئ، وأصبح وليس لي شئ، وليس على وجه الارض أحد أغنى مني” .
 
سيدي ..حبيبي  رسول الله محمد  عليك من الله أفصل صلاة وتسليم ..كيف لا أنصت  لأحاديثك الشريفة وانت القائل ” ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع احد لله الا رفعه “، كيف لا أقف إجلالا لذكراك العطرة وانت القائل ” الانبياء اخوة لعلات-  أخوة من أب واحد – أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم” ، كيف لا تدمع عيناي وانا أقلب طرفي بحديثك الشريف  الذي  توصي به بالضعفاء خيرا   ” أبغوني في الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم”، وفي حديثك الشريف الذي  توصي به بالخدم خيرا  ” هم اخوانكم وخولكم جعلهم الله تحت ايديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم فأعينوهم”، كيف لا اتفكر مليا في حديثك الشريف الذي توصي به  بإفشاء  السلام بين الناس ” يا أيها الناس افشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”، كيف لا أتوقف عند حديثك الشريف الذي توصي به  بالنساء والأيتام  خيرا ” اللهم أني أحرج – ألحق الأثم بمن ضيع حقهما – حق الضعيفين اليتيم والمرأة”.
 
 
انهمرت بذكرى  الحبيبين دموعي على الخدين  مدرارا  ، وقبل ان تطأ قدماي المسجد تناهى من بعيد  الى مسامعي صوت  شاعر المهجر ، رشيد سليم الخوري ( الشاعر القروي ) وهو ينشد :
أرضيتُ أحمدَ والمسيحَ بثورتي….وحماستي، وتسامحي وحناني
 
يا مسلمون ويا نصاري دينكم……دينُ العروبةِ واحدٌ لا اثنانِ
 
بيروتكم كدمشقكم ودمشقكم…..كرياضكم ورياضُكم كعُمانِ
 
ستجدِّدون المُلك من يمنٍ إلى …..مصرٍ إلى شامٍ إلى بغدان