23 ديسمبر، 2024 4:51 م

قلب التطرف ومعقل الارهاب

قلب التطرف ومعقل الارهاب

بحسب ماقد ذکر موقع “تسنيم”، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، فإن مثل المكتب السياسي لحركة “طالبان” الأفغانية برئاسة مسؤول المكتب، طيب آغا، وصل، يوم الاثنين الماضي، إلى العاصمة الإيرانية طهران، وأضاف الموقع أن الوفد التقى بعدد من المسؤولين الأمنيين الإيرانيين لبحث مسائل عدة، منها أوضاع المنطقة، وملف المهاجرين الأفغان بإيران، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

هذه الزيارة من وفد تنظيم معروف بکونه من أخطر التنظيمات المتطرفة(السنية)، لطهران، والتي تأتي في سياق ترسيخ إتجاه سياسي ـ عسکري تهدف طهران من وراءه إلى عرقلة اتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي أبرمته الولايات المتحدة مع أفغانستان في أبريل 2011، وزارة الخارجية الايرانية التي سارعت الى تکذيب نبأ وصول الوفد لکي تتحاشى تأثيراته و تداعياته السلبية على العديد من الاصعدة، لکن و طبقا لمصادر واسعة الاطلاع فإن هذه الزيارة قد تمت بالفعل.

إستقبال طهران لوفد يمثل المکتب السياسي لحرکة متطرفة کطالبان، ليس بجديد و بغريب عليها، ذلك انها المرة الثالثة التي يزور فيها وفد رسمي من الحركة الأفغانية إيران، إذ قام وفد آخر بزيارة شبيهة في وقت سابق. كما شارك وفد من طالبان أفغانستان في مؤتمر مايمسى بالصحوة الإسلامية الذي تنظمه إيران منذ أربع سنوات تقريبا، کما أن طهران سبق لها وان إستضافت عناصر و رموزا من تنظيم القاعدة نفسه على أراضيها و قدمت لهم کل التسهيلات اللازمة، وان هذه الاستراتيجية(أي إسضافة التنظيمات الارهابية المتطرفة)، هي عماد للسياسة الخارجية الايرانية المتبعة ضد دول المنطقة تحديدا بهدف کسب إمتيازات للمساومة عليها على طاولة المفاوضات.

التقارير التي أکدت سابقا على وجود إتصالات و تنسيقات و مشاورات بين تنظيم داعش الارهابي بشکل خاص و تنظيمات أخرى مشابهة لها مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والتي جرت و تجري على قدم و ساق في سياق يخدم مصلحة و توجهات الطرفين، والتي يسعى القادة و المسٶولون الايرانيون الى نفيه بشدة لمعرفتهم بأن ذلك يفضحهم و يکشفهم على حقيقتهم، ذلك أن هذه الجمهورية التي تزعم بأنها تدافع عن الشيعة و تحميهم، فإنها في نفس الوقت تستضيف أعدائهم و أندادهم و تقدم لهم کل أنواع الدعم و المساعدة، مما يٶکد بأن مراميها و أهدافها أبعد و أوسع من حماية الشيعة و الدفاع عنهم.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وکما هو واضح و جلي، يستند في بقائه على تصدير التطرف الديني و إذکائه في المنطقة و العالم، وان التطرف الديني وبحسب ماقد أکدت الزعيمة الايرانية المعارضة”رغم انه مغطى بقناع الاسلام

لکنه في عداء واضح مع أسس الإسلام و تعاليم القرآن الحقيقية. كما وانه يعتبر أكبر عدو للمسلمين. ومنذ غزو المغول قبل ثمانية قرون حتى الآن لم يرق عدو دماء المسلمين بالقدر الذي اراقه التطرف الإسلامي منهم”، وان هذه بديهية لايمکن إنکارها بأي شکل من الاشکال، والاخطر من ذلك أن السيدة رجوي تستطرد بشأن التطرف الديني الذي تصفه بأنه حرب ضد البشرية و الحضارة و التقدم، فإنها تٶکد في نفس الوقت بأن أهم ميزة يتميز بها التطرف الديني هي “تبعيته لاستبداد ولاية الفقيه في إيران.”.

مايحدث في العراق و سوريا و اليمن و حتى أفغانستان من جراء التطرف الديني و فتنة مذهبية شعواء تحصد الارواح بلا حساب لاتمت للإسلام بصلة، انما تدار کل خيوطها و سياقاتها من طهران التي صار العالم جميعا يعلم علم اليقين بأنها قلب التطرف الديني النابض و معقل الارهاب الاکبر في العالم کله.

[email protected]