22 نوفمبر، 2024 9:30 ص
Search
Close this search box.

قف !! أرفع يدك !!! أنت صحفي ؟؟؟

قف !! أرفع يدك !!! أنت صحفي ؟؟؟

حسين باجي الغزي
كلما مررت من إمام سيطرة للتفتيش اقرأ العبارة الازلية (لاتخشى الشرطة إن لم تكن مذنبا )فأحس بالانتشاء واسحب نفسا عميقا من إنني لست مذنبا إلا (باللمم )ومن إنني احمل وبشرف هوية الصحفيين التي تزيد من حمايتي وتحصيني بسبعة أسوار ومن إنني ابن الشعب وابن السلطة الرابعة ونبض الجماهير ولسان حال الشارع وعونا لكل مسئول وقيادي شريف يحب وطنه ويتفانى في خدمته ويقبل النصح والتوجيه والدعوة إلى الهدي بالحكمة والموعظة الحسنة .وأصادف الكثيرين من ساسه ومسؤولين ومواطنين يجلون الصحفي ويقدسون عملة ويبدون له صفحة التبجيل والتكريم.شعورا بالتأكيد ناتج عن وعي ووطنية ومعرفة ومن انه مالم تكن مذنبا فلاتخشى الإعلام والصحافة.
وفي الوقت الذي تزداد فيه الدعوات العالمية والمحلية لحماية الصحفيين وتمكينهم من أداء دورهم المهني والإنساني والتثقيفي ، نجد بأن الصحفيين العراقيين وغالبية العاملين في وسائل الإعلام العراقية وغيرها ، يتحولون إلى مشاريع ضحايا يتم ترصدهم و اتخاذ القرارات المتسرعة باعتقالهم أو تعنيفهم والإساءة إليهم ، لا لأنهم يحملون السلاح أو المتفجرات التي يعرف الجميع أنها ليست من لزوميات أو أدوات عملهم، إنما لمجرد قيامهم بواجبهم المهني والإنساني ، و كشفهم عن الحقائق السياسية التي تضر بالوطن والمواطن اوكشف ملفات فساد أو تجاوزات إدارية ،ونشرها إمام الرأي العام خدمة لاستقرار العراق وحماية لأبنائه الذين يستحقون ما هو أكثر من التغطيات الصحفية والإعلامية ، وما هو أكثر من البيانات والتصريحات التي تطلق لغايات الاستهلاك الإعلامي دون إن تمارس فعلها على الأرض.
إن نظرة سريعة إلى الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميون والصحفيون في عراقنا الجريح.. تدعو إلى التوقف والتفكر في الأسباب التي أدت إلى قتل واعتقال والإساءة إلى هذا العدد الهائل من العاملين في الصحافة وحقول الإعلام ،يدعو إلى إسراع الجهات المعنية ، المحلية والدولية ، في تفعيل الآليات والتشريعات والإجراءات التي تضمن وقف هذا الاستهداف والاستهتار المشين بحقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية التي يشكل التزام الحكومات بها أساسا للاعتراف بمشروعية وجودها وشفافية أدائها .
إن هذه الانتهاكات لا يمكن فهمها من دون الرجوع إلى التناقضات الكامنة في بعض ممن يتقمص الفكر الدكتاتوري في العقل السياسي الحكومي ،الذي يدعو إلى تحقيق الديمقراطية والحرية في العراق، ولا يستطيع في الوقت نفسه إن يتعايش مع الحالة المتقدمة التي حققها الإعلام العراقي خلال السنوات الأخيرة ، من خلال سعيه الدائب إلى تكريس النزاهة والموضوعية المهنية ، في إطار الازدياد الملحوظ في أعداد المؤسسات الصحفية و الإعلامية البعيدة عن الاستقطابات السياسية والطائفية والعرقية والجهوية.
وفي الوقت الذي يشعر فيه الصحفيين في الناصرية عن آلامهم و امتعاضهم جراء مايتعرض له زملائهم في الميدان من انتهاكات ومضايقات وتجاوزات للحقوق الصحفية وتطاول يحد من مساحة الحرية التي كفلها لهم الدستور والقوانين المرعية .
نشيد ونثمن رعاية البعض من السلطات. .للإعلام والتعامل بمهنية ومسؤولية معنا .ونذكر البعض ممن لايزالون يعيشون في عقلية الدكتاتورية والرأي الواحد، إن العراق اليوم بلد الديمقراطية وبلد الحريات وهو يسجل نموذجا متفردا بين الأمم بتامين القوانين واللوائح التي تيسر عمل الصحفيين واتساع حركتهم والتعبير الحر عن أرائهم .
إن ما تعرض له الزميل الصحفي والمحلل السياسي ابراهيم الصميدعي من اذلال واهانة.. واحتجازه في محجر..اضطر الى( قضاء حاجته) فيه .. وحسب ما ذكره الصميدعي في صفحتة …في صرح من صروح الدولة والتي ينص دستورها على الحق في حرية التعبير.. ورعاية المواطنين .وأنه لأمر.. يثير الدهشة والاستغراب ان يحصل ذلك.. خصوصا وان مثل هذه الأماكن أكثر وعيا وتفهما لعمل الصحفي .خصوصا وان هؤلاء الزملاء كانوا ولايزالون يعملون بمهنية وحيادية ويقفون على مسافة واحدة من كل الأطياف والاتجاهات. أننا.. نطالب السادة المعنيين بالتعامل وفق مبادئ ديننا وأعرافنا ومن منطلق المحبة والتسامح والوئام بين أبناء العراق الواحد. ونطالب السلطات..الموقرة ضمان وتأمين عمل زملائنا في الميدان وتفعيل القوانين التي تحميهم وتكفل حرية عملهم.
آملين إن ننعم جميعا في عراقنا الحبيب عراق الأمن والسلام والحرية في ظل التحولات الديمقراطية الجديدة ،ونبذ الكراهية والعنف والتسلط . وان لانسمع يوما في ربوع عراقنا الحبيب.. من يقول متعنتا (قف ارفع يدك أنت صحفي ).
[email protected]

أحدث المقالات