ترقرقت دموع نائب محافظ البنك المركزي الدكتور مظهر محمد صالح عندما خرج من السجن .. بكفالة. ترقرقت مرتين على مااظن  ـ وحتى لو كان ظني هنا اثم فهو اثم ابيض ـ مرة لانه خرج الى الحرية بعد ان ذهب برجليه الى مركز الشرطة بعد ان اتهم بـ “الفساد”.. ومرة لان الراي العام نجح في الوقوف الى جانب قضيته وهو تطور مهم ينبغي التاسيس عليه واستثماره من اجل ان نبيض السجون من كبار الابرياء من امثال الدكتور صالح لا عتاة القتلة والمجرمين.
اكاد اقول هنا ان دموع صالح اختزلت قصة الفساد في العراق. ففيما يقضي رجل نزيه فضلا عن كونه عالما في تخصصه اربعين يوما في السجن دون ان تحوم حوله اية شبهة فساد بينما تعرض بعض القنوات الفضائية وفي مقدمتها الان قناة “البغدادية” المزيد من ملفات الفساد ومن خلال وثائق تعرض يوميا على الشاشة وعلى لسان نواب ومسؤولين حاليين وسابقين.
الاخطر في الامر الان هي الملفات التي تتصل بشبهات الفساد في وزارة الدفاع منذ عهد وزارة حازم الشعلان  حتى وزارة الدكتور سعدون الدليمي. كان العام الماضي قد انتهى عند صفقة الاسلحة الروسية. وما ان اطل علينا العام الجديد حتى تجدد الحديث عن صفقة الاسلحة الاوكرانية وقضية الطائرات “المجفتة والمصبوغة” والتي ما ان “طلعوا بيها ربعنا تراي بالجو” وما ان اطلقت اول صاروخ على هدف وهمي حتى احترقت وهي والصاروخ والطاقم وفلوسنا مثلما قال لـ “البغدادية” الاستاذ باقر جبر الزبيدي.
لا احد يعرف اين الحقيقة حتى الان. بعض الوثائق تتحدث عن نفسها وصوت النائب المتصدي الاول للفساد الشيخ صباح الساعدي “انبح من الصايح” ولم يسمع احد. نحن هنا لانريد الوقوف  مع الساعدي ظالما او مظلوما وليس مع اي من الاسماء التي اشار اليها فيما عرضه مؤخرا من وثائق ومعلومات. تلك الوثائق والمعلومات التي تتحدث عن صفقات اسلحة بعشرات ان لم تكن احيانا بمئات ملايين الدولارات. لكن ماهو مقلق ومحير بالفعل هو ان كثرة الاحاديث وعرض المزيد من الوثائق بشان الفساد دون حساب من اية جهة تنفيذية او رقابية ربما تاتي بنتائج عكسية طالما ان المسالة لاتتعدى عرض وثيقة في برنامج تلفزيوني تطال مسؤول كبير في الداخل محمي من المساءلة والعدالة والاجتثاث وابو الاجتثاث او مسؤول  في الخارج يهدد بالعودة قريبا وهو يعرف انه اصبح في مامن تماما. فهو اما يحمل جنسية اجنبية يحتمي بها او انه “شمع الخيط” وخلاص. بول بريمر سرق مليارات مثلما تقول الوثائق والمعلومات. حازم الشعلان متهم بسرقة ملايين او مليارات اخرى ولانعرف الحقيقة. عبد القادر العبيدي يهدد منذ شهور بالعودة ولم يات مع ان تهما تطاله بالفساد. الدكتور سنان الشببي يهدد بالعودة هو الاخر ولم يات مع ان هناك مذكرة صدرت بحقه. القصة تحتاج الى توضيح .. هل استوردنا طائرات “مجفتة ومصبوغة” من اوكرانيا ام لا؟ ماهي قصة الكوميشون في صفقة الاسلحة الروسية ولماذا اقيل علي الدباغ مثلا؟  هل قضية البنك المركزي “كلاوات” ام حقيقة؟ كل هذا وثمة من يعجب لماذا ترقرقت عيون صالح. قديما قال امرئ القيس .. “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل”.. اليس حريا بنا ان نقف نحن لـ .. نلطم؟