23 ديسمبر، 2024 2:17 م

عندما احببتها صرت انشد لها موطني موطني حتى ترسخ هذا الحب في القلب ينمو يكبر تحول الى عشق ثم انتقل منتشرا في العقل والوجدان بالدورة الدموية الكبرى، هامستني هامستها باحلى الكلام المعسول كنت اقبلها صبيحة كل يوم مع شجوات ( فيروز ) واسهر معها على طرب الشرق ( ام كلثوم ) لم تبخل عليَ بالعطف والحنان ، اُغازلها بين هذه وتلك بأغاني الزمن الجميل لـ ( رضا علي ، زهور حسين ، ناظم الغزالي ، سليمة مراد ) وبين الفينة والفينة نعطر اذاننا بالمقامات الخالدة لـ ( حسن خيوكة ، يوسف عمر، محمد القبنجي ، رشيد القندرجي ، فلفل كورجي ) نرتشف معها جاي الفحم المعطر بالهيل في مقهى حسن عجمي .
هبت عاصفة صفراء غير متوقعة … جعلتني … لا اقول تركتها إنما هجرتها وسافرت مجبرا تحت التهديدات المكررة من مجهولين بعد ان وضعت صورتها بين الياف قلبي مغلفة بشغافه حفاظا عليها من عاديات التأكل او التمزق تحسبا لأمل العودة اليها الى الوطن الذي حاولت الغربة والبعد نخرعظامي وعظامها والتسلل بالسكري والضغط الى دمائنا متعجلة في قتلنا ، لكن هيهات .. هيهات لم نستسلم لا للمرض ولا لليأس .
عدت اليها بعد سنوات مرة ، وجدتها ليست كما كانت مرسومة في القلب حصينة رصينة ، معالمها انقلبت على عقب تبدلت في الباطن والظاهر ، في الباطن تأزمت نفسيا وفي الظاهر شكلا وصورة ، وجدتها في غرفة الإنعاش تعرضت للهتك والتنكيل ومحاولات قتل باسم الارهاب تارة وبمكروب الطائفية وبجرثومة الصراعات السياسية تارة وبالمحاصصة المقيتة تارة اخرى وتارة وتارة وكل تارة لها غاياتها تتقدمها رئاسة التارات صاحبة الحقوق المحفوظة غازي بغداد الاحتلال الذي قتل فينا الحب بطرق واساليب ممنهجة مشرعنة بالدستور والحكومة الوطنية والحرية وحقوق الانسان باستخدام آلاته وأدواته المتاحة والمكتسبة حتى تكالبت على قتل حبنا لـ ( بغداد ) إرادات تغلبت في احايين كثيرة بل تفوقت على إرادة الاحتلال .
  ( التاريخ يعيد نفسه ) مع اختلاف الاسباب والمسببات على اساس هذا المبدأ ورقنا صفحاته هروبا بالحبية المعشوقة ( بغداد ) بصورتها الاصلية الاصيلة وصورتها الحالية المزيفة بغية تحديد مكامن التغيرات الطارئة عليها لإعادة القديم ( الاصيل ) الى قدمه ( اصله ) بعد العودة الدائمة اليها الى الحب الاول والاخير وقد تعددت القلوب الهائمة بحبها قلوب شابة تفصح عن حبها بصدور مفتوحة منشرحة  واصوات تدوي بالحب في ساحات الحب ساحة حب التحرر ، ساحة عشق التحرير. في ساحة التحرير تحت نصب حب الحرية للانعتاق من ظلمة الحب وقتلته .