يعرف النظام الإيراني بميزات خاصة، على الصعيد الداخلي، ممارسة القمع وعلى الصعيد الخارجي، تصدير الإرهاب وإثارة الحروب، و طوال 39 عاما من حکم الملالي تم إثبات و تأکيد هذه الميزات عمليا و على أرض الواقع مرارا و تکرارا.
لفترة طويلة، لأکثر من ثلاثة عقود من القمع الوحشي لهذا النظام، کانت المقاومة الايرانية لوحدها فقط من تقول هذه الحقيقة، لکن اليوم لم يعد الامر مقتصرا على المجاهدين و المقاومة الايرانية کي يقولوا و يکرروا ذلك، بل إن العالم کله قد صار يرى هذه الحقيقة و يقر بها مذعنا.
تم إعلان استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة يوم 13/أكتوبر-تشرين الأول 2017 تجاه النظام الإيراني و تسمية الحرس الثوري في قائمة الارهاب الخاصة بوزارة الخزانة الأميركية ، من الواضح جدا إن هذه الاستراتيجية جاء متأخرة جدا ولو لم تکن هناك سياسة المماشاة و الاسترضاء من جانب الادارات الامريکية السابقة لکان يجب أن يتم هذا الاجراء قبل 16 عاما على أقل تقدير.
كما إنه لو لم تغض الولايات المتحدة طرفها في عام 2009، عن انتفاضة الشعب الإيراني الغاضبين عندما نزلوا إلى الشوارع هاتفين بشعارات ضد حكام إيران القمعيين وللأسف ضحوا بحياتهم على أثر فتح النار عليهم من قبل الحرس الثوري، لکانت الاوضاع مختلفة تماما .
نعم، لو لم تغمض الولايات المتحدة عينها على الاوضاع في سوريا في عام 2013 حيث کان النظام على مشارف السقوط، ولم تمهد الطريق للحرس الإيراني للإندساس داخل سوريا ، لكان الوضع يختلف تماما ولم تكن هذه الفرصة متاحة أمام بشار الاسد لکي يسفك المزيد من الدماء و يشرد الشعب السوري المظلوم الاعزل والمغلوب على أمره.
طوال الاعوام ال15 المنصرمة، دأبت المقاومة الايرانية على إطلاق التحذيرات و بصورة متکررة و متواصلة من إن النظام الايراني يسحب المنطقة بإتجاه الفوضى و الازمات و يتدخل في العراق و سوريا و اليمن و لبنان و سائر بلدان المنطقة الاخرى من أجل توفير عامل الزمن لإستمراره و بقائه، ولو کان الغرب قد إلتفت الى هذه المسألة فإن الاوضاع کانت ستکون مختلفة في المنطقة ولم يکن بإمکان النظام المثير للحروب و المدافع عن الارهاب أن يصل الى النقطة الحالية.
هناك أمور و إحتمالات أخرى نستطيع ذکرها و وضعها أمام الانظار… لكننا نكتفي بما أسلفنا ونسعى للتطلع إلى الأمام والمستقبل وما يعتبر الاهم و الاکثر إلحاحا في الوقت الحاضر وهو احتلال مدينة كركوك الغنية بالنفط من قبل حرس النظام الإيراني والميليشيات التابعة له. هذه الاجراء العدواني قد تم في وقت کان المجرم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الارهابي، يجوب في السليمانية و بغداد بقية مناطق العراق من أجل أن يقوم بالتخطيط لهذا الاعتداء و الاحتلال.
بالاضافة الى ماقد ما أعلنته المقاومة الإيرانية تجاه هذا الإعتداء السافر ، عندما أعلنت عن تضامنها مع أهالي كردستان العراق وخصوصا مع أهالي كركوك المشردين مطالبة بتشكيل اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة هذا الاحتلال و الاعتداء الغاشم في کردستان العراق.
لقد أثبت هذا الاحتلال الفاضح مرة أخرى ضرورة قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد الحرس الثوري الإيراني وميليشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وافغانستان ومنع إرسال الأسلحة و قوات النظام الإيراني إلى هذه البلدان، وهذا الاجراء ضروري جدا من أجل ضمان إستتباب السلام و الامن في المنطقة و العالم.
الحرس الثوري الإيراني هو عامل القمع الاساسي في داخل ايران وإشاعة الإرهاب في كل العالم وإثارة الحروب والمجازر في المنطقة والحصول على السلاح النووي وتصنيع المزيد من الصواريخ الباليستية، کل هذه الامور حقائق دامغة لا يمكن التغاضي عنها، فعليه يجب تسمية جميع الأفراد والجهات والمراكز والشركات التابعة له والأطراف المتورطة في التعامل مع الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية وفرض العقوبات عليها دون أي مساومة وملاحظة.
كما نرى هذه الأيام الشعب الإيراني في طهران وسائرالمدن الإيرانية المنهوبة أموالهم بواسطة المؤسسات والجهات التابعة لحرس النظام يطالبون بإعادة أموالهم، هذا النظام الذي لم يلقى الشعب منه شيئا سوى الاعدام و التعذيب وکل أنواع القمع و المصائب و الاذى. الجماهير الساخطة و الحاملة أرواحها علي أکفها خرجت الى الشوارع و الساحات و هي تهتف مخاطبة خامنئي : ” إترکوا سوريا و فکروا بحالنا“.
الحقيقة ، إن النظام الإيراني ومن خلال إعتماده على القوة العسكرية والاقتصادية للحرس الثوري، وإستغلال ثروات الشعب الإيراني تماما لصالح إرساء مقومات الفاشية الدينية وإثارة الحروب وتصدير الإرهاب والاقتصاد بيد الحرس بصورة رئيسية عموما فعليه فإن تبني أية علاقة اقتصادية مع هذا النظام لا يحظى بشرعية لكونها تعتبر ضد الشعب الإيراني والمصالح الوطنية الإيرانية ويجب قطعها فورا.
إن قطع دابر نظام الملالي في المنطقة وطرد حرس النظام وميلشياته العميلة من العراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان ومنع إرسال الأسلحة وزج قواته إلى هذه البلدان يمکن إعتباره الخيار الافضل من أجل درء خطر الملالي وإجباره على الانسحاب وهو أمر لايجب التمهل فيه أبدا.