اماطة الاذى عن الطريق صدقة
حديث نبوي شريف
بدأت في بلدنا بعد عام 2003 سلوكية جديدة ترسخت مع مرور الايام تمثلت في اقدام بعض الناس دون وعي وادراك على قطع الطرق امام حركة العجلات والسيارات والافراد المسافرين وشل حركة السير خاصة بين المحافظات والمدن تعكس في محصلتها نهجاً مخالفاً للشرع والاخلاق والسلوك المتحضر القويم .
ظهرت بواكير هذه السلوكية واصبحت ظاهرة واضحة بممارسات حمايات ومواكب المسؤولين الذي يعمدون الى قطع الطرق ومنع مرور الناس وايقاف حركة السيرلافساح المجال لمرور موكب ذلك المسؤول المبجل بالرغم من صدور التعليمات المشددة من حين لاخر تمنع ذلك التصرف والتي بقيت حبراً على الورق لانعدام المتابعة الميدانية لملاحقة تلك الخروقات التي تتقاطع مع الذوق العام وتعكس روحيه متدنية وعدم الشعور بالمسؤولية بالاعتداء المتكررعلى رجال المرور الذي يحرص على اداء واجبه الوظيفي في تنظيم حركة السير .
وترسخت سلوكية قطع الطرق بأبعاد جديدة مع الاسف الشديد حيث اتخذها البعض اسلوباً للتمرد والاحتجاج على قرارات الدولة والحكومة دون اللجوء الى اسلوب الحوار الهادف البناء الذي يوصلنا الى النتائج المرضية التي تخدم الناس وتشيع في نفوسهم الاطمئنان والرغبة في حل المشاكل بعيداً عن اسلوب العنف والرعب التي ستخلق بدورها اثاراً سلبية تعكس الوجه المظلم في بنيان المجتمع …
واريد هنا ان اضع تساؤلاً مشروعاً بأي حق يلجأ البعض من الناقمين على بعض اجهزة الدولة او الوزارة او سوء تقديم الخدمات للمواطنين الى قطع الطرق الرابطة بين المحافظات والمدن الرئيسية الذي تسبب في محنة للناس المسافرين وللذين يستخدمونها في تنقلاتهم كطريقة واسلوب ضغط للتعبير عن ارائهم وافكارهم التي تعكس كل نزعات البداوة والتعصب القبلي الاعمى وعدم التحضر … الا يوجد طريق اخر لعرض وجهات النظرومبررات الاحتجاج وهل ان عدم الرضا عن اسلوب تدني تقديم الخدمات وسير بعض الاجراءات القانونية والادارية الرسمية يوجب قطع الطرق وايذاء المسافرين والمارة الذين بينهم من لديه عمل طارئ او مراجعة طبيب ومنعهم من الوصول الى مكانهم المقصود الذي يبغون الوصول اليه …
ثم ما الذي يدعو البعض من المتظاهرين كأسلوب للاحتجاج والرفض الاقدام على تكسير الاجهزة والمعدات ومنظومات السيطرة على منظومة الشبكة الكهربائية التي وضعت لخدمتهم وخدمة المواطنين جميعاً وهي جزء من اموال الشعب والمال العام … ولماذا يعمد البعض خلال معاركهم العشائرية التي ابتلى بها الناس العزل الاخرين الى قطع الطريق العام لمرات متعددة كأسلوب لكسب معركة داحس والغبراء التي استعر اوارها بينهم لاسباب تافهة لارغام الطرف الاخر على التراجع والاذعان .
اقول بتواضع … ان قيم السماء والشرع والاخلاق والمثل قد وضعت اسس اعتبار الطريق والمال العام ملكاً للشعب والناس وان الاعتداء عليها بأي شكل من الاشكال يمثل اعتداءاً على تلك القيم النبيلة السامية وفي هذا الشأن يتحمل القائمين على تنظيم تلك التظاهرات لاي سبب كان نتائج تلك الاعمال والافعال التي جرى عرضها المسؤولية الشرعية الكاملة امام الله تعالى والمجتمع … واستنهض هنا مسؤولية رجال الدين الافاضل الاعتبارية وشيوخ العشائر الكرام ومكانتهم الشخصية في المجتمع والوجهاء والمثقفين في ممارسة دورهم القيادي والتربوي والديني والعشائري في التثقيف لمنع هذه الممارسات الخاطئة التي لا تنم عن سلوك قويم وتعزير كل من يقوم بها ومساعدة السلطات وقوى الامن في تقديمه للعدالة التي ستحد من تلك التصرفات واسقاط ترسباتها المريضة.