23 ديسمبر، 2024 8:58 ص

قطع الاعناق ولا قطع الارزاق!!

قطع الاعناق ولا قطع الارزاق!!

تعم الشارع العراقي هذه الايام موجة استياء وغضب شعبي عارمة لعدم صرف بعض الوزارات مستحقات العاملين على سبيل الاجور اليومية والمتعاقدين معها ، وهو اجراء ليس له مايبرره رغم حالات الفساد المستشري وسرقة مليارات الدولارات من حزينة العراق ،  وقد اندلعت تظاهرات واسعة في بغداد والمحافظات تطالب بصرف مستحقات العاملين على الاجور اليومية، ومنهم من تم قطع راتبه لاكثر من شهر!!
ان بامكان الحكومة ان توفر المبلغ المخصص للفقراء وذوي الرواتب الضعيفة وبخاصة اجور العاملين على سبيل العقود والاجور اليومية من مخصصات بعض الوزراء والنواب وكبار العاملين في وظائف الدولة ومؤسساتها وهي كثيرة وتكفي لتمشية رواتب هؤلاء المساكين لأشهر بل وربما لسنوات!!
الا يكفي الحكومة التي يتفاعل الشعب معها بايجابية هذه المرة كل هذه المساندة وهذا التأييد الذي حظيت به ، من اجل مواصلة عملها ، واذا بها تعود لتقتص من الفقراء واصحاب الاجور اليومية وترفض منحهم رواتبهم المستحقة وهم اصحاب عوائل وعليهم دفع التزمات ايجار بيوتهم ومولدات الكهرباء والمدارس واجور النقل اليومي الباهضة التي تعادل نصف راتبهم ، واذا بالدولة تأتي لتقتص منهم وتعاقبهم مرة اخرى بحرمانهم من مستحقاتهم الشهرية التي لاتساوي فتات ما يقبض كبار العاملين من موظفي الدولة من اؤلئك الذين لاعمل لديهم اصلا وهو جيوش العطالة والبطالة ، سوى قبض الرواتب سواء عملوا ام لم يعملوا!!
الا يتذكر هؤلاء  مقولة الامام علي كرم الله وجهه الشهيرة : قطع الاعناق ولا قطع الارزاق.. ولو كان الفقر رجلا لقتلته!! الا تشكل مثل هذه المقولات درسا لمن لم يخش الله ان من يحرم البشر من حقوقهم ورواتبهم وكأنما اسهم في قطع اعناقهم، بل ان قطع الاعناق ربما عند الله تكون جريمته اكثر من قطع ارزاق البشر!!
ما يتم استعراضه من صفقات الفساد كل يوم في مختلف دوائر الحكومة والبرلمان يكفي لمعيشة دول، وليس موظفي الاجور اليومية، بل ويكاد يشغل كل جموع البطالة من الخريجين وقد اصبحوا بالملايين تكتض بهم ساحات البطالة وهم من اعلى التحصيل العلمي وفي كل التخصصات، بل وبعضهم من ذوي الشهادات العليا الذين لم يتم تعيينهم حتى الان!!
اتقوا الله في عباد الله ايتها الحكومة وايتها البرلمان ، فقد بلغ السيل الزبى وصبر العراقيين على ظلمكم لن يطول، واذا ماهب الشعب وثارت ثورته البركانية فسيحطمكم جميعا ، وتنهار عروشكم وامبراطورياتكم ، فاتقوا الله في شعبكم وابناء جلدتكم ولا تذوقونهم الامرين بعد ان صبروا على جوركم وظلمكم لاكثر من عشر سنوات وانتم قد حطمتم كل امالهم في الحياة حتى اكتسحتنا داعش شر اكتساح، وعاثت في الارض قتلا وتدميرا بعد ان اشتدت وطأة ظلمكم على الشعب حتى طاح حظ العراقيين الذين ابتلوا بالاف من المفسدين من القادة الفاشلين ممن نهبوا ثروة البلد وقتلوا وارهبوا الناس وبنوا امبراطورية لللعصابة والجريمة تعيث فسادا في الارض تقتل وتستبيح على هواها ولا احد يقول لها على رأسكم حاجب ايها الموغلون في دماء العراقيين وفي نهب ثرواتهم وقد ابقيتم خزينة بلدكم فارغة ، اما جيبوبكم فقد امتلأات من السحت الحرام، لكن الله لكم بالمرصاد يوم ينتصر للمظلومين وعباد الله الفقراء وما اكثرهم في العراق الجريح!!
الا تخشون ايها الوزراء والنواب غضبة رب السموات والارض ، لتقطعوا ارزاق بني جلدتكم، ولا تستحوا من امرأة اصبح الحصول على رغيف الخبز لديها انتهاكا للكرامة وبيعا لاعراض البعض منهن؟!!
ودعاء ملايين العراقيين ان يقطع الله رقاب كل من يقطع ارزاق العراقيين ويحرمهم من قوتهم اليومي، وان ثورة الفقراء لابد وان تندلع في يوما ما لتقتص ممن عاثوا في الارض قتلا وتدميرا وفسادا بلغ كل حدود العقل والمنطق والاخلاق..وان غدا لناظره قريب!!