7 أبريل، 2024 9:12 م
Search
Close this search box.

قطعة قماش حرير وقطعة خبز لفقير

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يصدح صوت الخطيب ويتحدث للمصلين عن الموعظة والحسنة وعلينا نصرة الفقراء حسب ما يمليه عليهم الدين الإسلامي ، ومساعدة الفقراء ليس مقتصرة على دين الإسلام بل جميع الديانات والكتب السماوية تدعوا للوقوف بجانب الفقراء ، لا نريد ان نضع احاديث عن كل ديانة ودعوتهم لنصرة الفقراء ولكن ممكن تبحث وسوف تجد دعوة الديانات الأخرى لمساعدة الفقراء، أي دعوة تصدر أو حديث عن الوقوف بجانب الفقراء هذا شيء إيجابي ومن اي ديانة، الأهم هو احترام كرامة الإنسان ، لكن السؤال كيف التطبيق؟ لا فائدة لأي خطاب إن كان ديني او غيره لا قيمه له إذا لم يتم تطبيقه وأنا ابحث عن القيمة الخالصة للفقراء وما فائدتها، نحن هنا ليس في حديث عن الطعن في الديانات نهائي والعبادة شيء خاص بالإنسان أنا ابحث عن الإنسانية بالإنسان لكون الإنسانية عامه وليس خاصة ممكن لا دينين اكثر التزاماً من المتدينين في مساعدة الفقراء وممكن العكس .

لكن السؤال هل التزامك دينيًا يعطيك صفة الإنسانية؟ والسؤال المعكوس هل عدم الالتزام دينياً ينفي صلتك بالإنسانية ؟ لا يوجد هناك ارتباط نهائي بين ديانتك وإنسانيتك، جميع الكتب السماوية محتواها الكثير من الإنسانية، أي ليس مقتصرة على ديانة معينة وحتى كتب الفلاسفة الدينين و للادينيين دعت لنصرة الفقراء والمظلومين، لم ينزل الله بلاء على الإنسان ليكون فقير بل الفقر سببه الحاكم، هناك من سوف يأتي ويقلي جميع الديانات تم إلغائها بعد مجيء الإسلام وانا ليس في نقاش مع هذه التفاصيل وانا هدفي الإنسانية والفقراء على وجه التحديد، أي إنسان يمارس دور الإنسانية لا اعتقد سوف يربط عمله بديانة محدده وإلا لم نجد في الهلال والصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة من ديانات مختلفة إذاً دور مساعدة الفقراء تنبع من الإنسان نفسه أفضل من تمثيلها او ربطها بديانة معينة بدون تطبيق.

يلبس القماش الحرير الخالص ومن ارقى انواع الأصناف ويقفون على منابر ديانتهم ، وسياراتهم الفارهة تقف امام المسجد او الكنيسة او المعبد الخ من مكانات العبادة، تصدح حناجرهم للوقوف بجانب الفقراء ومساعدتهم، ممكن بدل هذا الصراخ المساعدات التي يتقاضوها بأسم الخمس أو الدعم تكفي الفقراء بحيث تجعلهم يعيشون حياة كريمة، صديق لي يقول سافرت عدد من الدول مصر، تونس، سوريا، لبنان، المغرب، الجزائر، تركيا، ايران وجدت الكثير من الفقراء الذين يتسولون مع كل اشارة مرور والخافي اعظم، وفضول مني أسأل عن ديانتهم الجميع مسلمين على الأطلاق، وحضرة مؤتمر في النرويج لم ارى اي فقير امامي او متسول، يكمل صديقي كلامه اقول في نفسي ما هو الخلل هل بنا نحن امة الإسلام ام الخلل في حكامنا؟ أكيد الخلل في الحاكم او القائد لهذه الجموع ليس في الديانة أي خلل وليس هي السبب، الخلل بمن يمثلها ويمثل علينا دور العابد والمصلح التقي، علينا ان نفصل إيمان الإنسان عن إنسانيته، انا لا اريد أن أرى تدينك بل اريني تصرفك الإنساني وهذا ما ابحث عنه في أي إنسان.

كنت في احد المطاعم كانت هناك طاولة يتناقشون عليها بأمور الدين وصراخهم يعلو بين شد وجذب بأمور الدين ، وكانت ايضاً طاولة اخرى يتجاذبون الحديث عن ليلتهم الحمراء أمس في احد النوادي الليلية، انا منتبه لحديث الأثنين لكون طاولتي بين الأثنين، دخلت متسولة معها طفلة وكانت متأمله تحصل مال من أهل الدين لكون نقاشهم حاد عن امور الدين، عندما مدت يدها وقالت لهم من امس لليوم لم نأكل انا وطفلتي لم يكلمها بل طردها وعندما الحت عليهم نهرها بكلامه ألا ترين نتكلم واشر بيديه اخرجي، وعندما ارادت الخروج ناداها من كان في جانب الطاولة الذين يتكلمون عن ليلتهم الحمراء واعطاها مبلغ من المال، هذه حقيقه شاهدتها بنفسي، ليس للدين أي شيء بالموضوع ولا من يتكلمون به، بل المسالة إنسانية ان كنت تقوم فرائض عبادتك او كنت غير ملتزم، وبالحالتين لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، انا في وجهة نظري مقومات الإنسانية في داخلك هي من تقوم دينك وليس العكس والإنسانية عندما يتم ربطها مع الدين تصبح اكثر إنتاجًا واكثر صدقًا، عندما احدد الدين او دينك لا احدد ديانة معينة بل تشمل جميع الديانات في العالم.

لكن السؤال هل رأيت رجال الدين فقراء؟ الجواب لا اعتقد لكن يبنون خطاباتهم على معاناة الفقراء وكأن الدين خُلق لهذا الشيء، لكن لو جيشوا خطاباتهم لبناء الإنسان بدل المتاجرة بأسم الفقراء لكان قل عدد الفقراء وتم حل جزء من مشكلة الفقر في هذا العالم، أيضًا بعض المنظمات الإنسانية تدعم حملاتها لمساعدة الفقراء عن طريق جمع التبرعات وتوزع جزء من هذه الأموال على الميسورين ولا يجني منها الفقراء شيء، احدى المنظمات تدعم حملتها لدعم الكُتاب في خطر بجمع الأموال لتسهيل امر الكُتاب من سكن ونقل وراتب شهري، والمضحك ما تجمعه من اموال يذهب للكُتاب الغير معرضين للخطر لإنها تدعم الكتاب حسب المحسوبية، لدي معرفة بشخص لبس رداء الدين وهو بشكل مختصر لا يملك اي مال، أسس جمعية دينية لمساعدة الفقراء وبدأ يستقطب التبرعات بأسم الدين، بين يوم وضحاها اصبح من اصحاب الملايين بين بنايات شاهقة وفلل وسيارات فارهه ولا يوزع من الاموال للفقراء سوى القليل. لا الدين ولا المنظمات ولا الجمعيات الخيرية تمثل الإنسانية الحقيقية، الضمير والأخلاق والمبادئ الصادقة والتعامل الحسن بين المجتمع هو من بين إنسانيتك من عدمها، وهنا اعلاه ليس استنقاص بالدين ولا المنظمات الخيرية بل المشكلة في الإنسان الذي يمثلها، يعني لا تغير الديانة والمنظمات الإنسانية من ثوب المنتمي لها إذا كان هو في الأصل سيء وأكثرهم يتم توظيفه عن طريق العلاقات الشخصية ليس على كفاءته او التزامه اخلاقيًا بدساتير هذه المنظمات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب