23 ديسمبر، 2024 4:41 ص

قطعة قماش اغلى من الذهب..!

قطعة قماش اغلى من الذهب..!

يسأل كثير ممن لم يعرفوا الإسلام الحقيقي، والذين هو بعيدون عن ما جاء في كتاب الله القرآن الكريم، ما ذلك الذي اغلى من الذهب وما سره؟ ولمَ ترتديه المرأة المؤمنة.!
الفترة الاخيرة نرى ان الداعين لتقييد المرأة، لا لتحريرها، يرون ان الاسلام قد يضايق المرأة، ويجبرها على الحجاب ولا يعلمون ان حجاب المرأة المؤمنة، قد اوصى الله به كما في الآيات الثلاث، هي آيات الحجاب، وهن قوله تعالى: وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب: 53} وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ {الأحزاب: 59} وقوله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور: 31}.
حجاب المرأة هو اغلى من الكنز لديها، لما له من علو لشأنها ومنزلتها، والذي يقربها لله عز وجل والى النبي الاكرم وال البيت، وبالخصوص لمولاتنا المظلومة فاطمة الزهراء عليها وعليهم افضل الصلاة والسلام، لكون الله قد اوصى بالحجاب والستر، أما بعض الذين يدعون حرية المرأة، الذين يريدون تجريدها من عفافها وحجابها، ولا يعلمون ان اول من حرر المرأة هو الإسلام، حيث كان عصر ماقبل الإسلام يقتلون النساء، ولا يعيرون لهن اي اهمية بل حتى كانوا يعتبرون المرأة عار عليهم، كما كان في زمن الجاهلية، حيث إنتشار كثير من عادة دفن البنات وهن أحياء، وكانت هناك الكثير من القبائل مشتهرة بذلك، وقد كان ذلك الفعل غير منتشر في بعض من القبائل المستقرة في الحجاز، واليمن، ولكن ذلك الفعل لم يكن عند العرب فحسب، ولكن كان هناك العديد من الأمم أيضاً.
الاسلام هو الذي جاء بحرية المرأة، وكفاها اطماع الكافرين والمفسدين، حيث أن الحجاب والعباءة هما الدين الحقيقي والإسلامي، الذي ينقذها من أطماع وشرور أصحاب النفوس الضعيفة، الحجاب من بديهيات التاريخ الإسلامي، حيث كانت نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وسائر النساء المؤمنات يواظبن عليها، كما هو واضح لمن اطلع على سيرة المسلمين منذ العصر الأول، بل هي من الفرائض المشتركة بين الاديان الالهية، حتى انّ المجتمعات المسيحية كانت تراعي ذلك على العموم الى عصر قريب ولا تزال صور مريم (عليها السلام) عندهم متضمنة لحجابها، والحكمة من فرضها ضمان العفاف في المجتمع، بسلامة الاجواء الاجتماعية عن عناصر الإغراء من المرأة للرجل الأجنبي، لان من شأن الاغراء بحسب سنن الحياة أن يكون لأجل جذب الرجل للعلاقة الخاصة، فإذا لم تجز تلك العلاقة كان من الطبيعي تحريم مظاهر الاغراء، فهذه الفريضة تقي المجتمع عن منافيات العفاف، وأضرار العلاقات غير المشروعة، وقد علم ان المرأة بطبيعتها هي الأكثر تضرراً من الممارسات اللا أخلاقية، والأمر مشهودٌ في المجتمعات التي لا تتقيد بالحجاب مما يؤدي إليه عدم مراعاتها من المفاسد الاخلاقية، وبعد فالحجاب موافق لفطرة المرأة فانها جبلت على الحياء عن الظهور أمام الرجال الأجانب بمظهر الاغراء، وتشعر بالحزازة فيه.
السيدة زينب الكبرىٰ عليها السلام، مثالاً في العفة ومراعاة الحجاب والستر، وهيَ في الحجاب والعفاف فريدةٌ، لم يَرَ شخصها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخويها الى يوم الطف، لذلك من الواجبات التي لابد لكل إمرأة مؤمنة مراعاتها هي الحفاظ على الستر والحجاب والعفة، والمرأَة العالِمة بدينها لَن يكون مِن السهل تغيِير قناعاتها أَو ثقافتها، في حين أَن المرأَة التي تفهم الدين بِصورة سطحية سيكون مِن السهل تغيِير ثقافتها، وجرهَا نحو أَفكار أَبعد ما تَكون عن الدين ومن خلال ما كتب، نعلم ما هو اغلى من الذهب الذي ترتديه المرأة المؤمنة المنتظرة، التي تربي الأجيال التي ستنصر المهدي المنتظر عجل الله فرجه، نعم حجابها وعفافها هو كنز لا يقدر بثمن.