9 أبريل، 2024 2:34 م
Search
Close this search box.

قطر وما ادراك ما قطر

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا في كلية الدفاع الوطني ندرس عناصر القوة والضعف الشاملة لمختلف الدول ( الاقتصادية ، السياسية ، الاجتماعية ، العسكرية ، التقنية ) وبالتالي كنا نؤكد على الطلبة الذين هم قادة في الدولة والجيش بأن القوة لا تكمن في جانب واحد من تلك الجوانب،ونبين لهم بهذا الصدد لماذا الدولة س مهابة ولماذا الدولة ص مستضعفة وغالبا ما نضرب المثل بأسرائيل وكيف تمكنت من الاستمرار وتحقيق انتصارات على صعيد العناصر الخمسة اعلاه .
بدأت قطر بالبروز على صعيد السياسة الاقليمية منذ فترة ليست بالطويلة وصارت المؤتمرات تحج اليها ( مقاومون ومدعي المقاومة ، مناهضون ومدعي مناهضة ،وغير ذلك الكثير.وصارت تلعب دورا مؤثرا في المحيط الاقليمي .
بعيدا عن نظرية المؤامرة بدأت في البحث عن سر ذلك التأثير وكانت هناك عناصر قوة ماثلة للعيان منها انها صاحبة اعلى دخل فردي العالم فضلا عن انها تهتم بمراكز البحوث والدراسات وتوظف فيها الكثير من الكفاءات العربية وغيرها ، كما وجدت انها تغدق اكثر مما ينبغي على علاقاتها الدولية والاقليمية وخصوصا الجهات غير الرسمية او المعارضة لدولها ، بل ان جهودها في هذا المجال هو اضعاف ما تبذله على الداخل القطري مستفيدة كباقي اقطار الخليج (الفارسي) من الوفرة المالية والاستقرار السياسي .
يمكن القول ان الستراتيجيات توضع بناءا على المصلحة العليا لأية دولة بل هي الخطة التي تفضي لتحقيق تلك المصلحة ، ولكن تلك المصلحة قد تكون مصلحة لحاكم فرد كهتلر مثلا أو لعائلة حاكمة او لفرد في عائلة حاكمة مصاب بالنرجسية او بالفردية او بالتغريد خارج السرب ( خالف تعرف ) وبالتالي فأنه يرى المصلحة العليا في مصلحته وعقده الشخصية .
لذلك نجد ان قطر لها بصمات غير خليجية كتحرر المرأة وبروز شخصية الشيخة موزة ومستوى التعليم وغير ذلك الكثير من الايجابيات والسلبيات ومنها خلع الابن لابيه .
قص لي شاهد عيان ان السيد عزة الدوري زار قطر لحضور مؤتمر القمة في الدوحة ، ذلك الذي سبق غزو بغداد وكان في استقباله وزير الخارجية الذي اصطحبه الى مقر اقامته وكان الدوري غاضبا لان استقباله من لدن وزير الخارجية كان متنافيا مع البروتوكول ، فجلس الوزير وامسك بركبتي الدوري قائلا
– استاذ عزة انتم منتهين اي بروتوكول وأي دبلوماسية ابحثو لكم عن حل ،تعلمو السياسة ..اجابه الدوري : نحن من يعلم الناس السياسة ..اجابه الوزير: ساعطيك فكرة ..عندما قمنا بالثورة على الوالد حشدت السعودية جيشها على حدودنا فاستقليت طائرة خاصة ونزلت في تل ابيب ولم اعد منها الا بعد ان اعادو الحشود السعودية الى معسكراتها .
تلك الحادثة لا توضح تعقيدات المواقف القطرية بل تزيدها غموضا واعذرو سذاجتي فأنا افضلها على نظريات المؤامرة حيث من الواضح ان الحلف العربي الاسلامي الامريكي الاخير هو موجه باتجاه ايران وطموحاتها الاقليمية ولعل سذاجتي تلهمني ان تلك الطموحات ( الايرانية) هي بالضد من الطموحات الاقليمية الاسرائيلية وبالتالي فان اي صديق لاسرائيل ينبغي ان يكون بالضد من الطموحات الايرانية حتى ولو كان بالضد من الطموحات الاسرائيلية حسب مبدأ التخادم في العلاقات الدولية (تخادم المصالح رغم عدم وجود الاتفاق بل رغم وجود الاختلاف) كتخادم ايران وامريكا خلال الغزو الامريكي للعراق والذي فسره الكثيرون على انه اتفاق امريكي ايراني ، والتخادم الايراني التركي اليوم في الموقف من قطر
العالم برمته اليوم عدا استثناءات لا تمتلك تأثيرا جوهريا متفق ضد ايران وتشذ دولة صغيرة كقطر عن هذا الاجماع الذي لا يمكن تفسيره الا بأنه وقوف ضد امريكا والخليج واسرائيل لهو امر يثير الكثير من التساؤلات ويحير الباحثين والمحللين ( بغض النظر عن سلامة الموقف من عدمه) ذلك ان قطر ليست دولة راديكالية اولا وليست دولة مؤسسات ثانيا كي تقفز على الجغرافيا وغيرها من العوامل مما يزيد الصعوبات امام المحللين .
ولعل ما يثير الغرابة اكثر انه رغم ان هذا الحلف هو ضد ايران الا ان العقوبات التي طالت قطر لم تطل ايران نفسها فسفن الاولى لا زالت تمخر عباب الموانيء الخليجية وقطر منعت من ذلك ، وأزيدكم غرابة في ان ايران المستهدفة من هذا الحلف ستبدأ الوساطة بين قطر والخليج ، كأجراء شكلي لان المقاطعة لها فوائدها الكثيرة لايران كونها ستملأ الفراغ الاقتصادي حيث ان قطر لم يبق لها الا ايران ولعل الثانينة منتشية تماما لهذه المقاطعة فضلا عن ان اسرائيل تدرس الآن سبل استثمار المقاطعة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب