19 مايو، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

قطر .. والوساطة المبهمة

Facebook
Twitter
LinkedIn

وزير الخارجية القطري ” الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ” اعلن امس بأنّ الدوحة < مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتّر > .! , ونلحظ هنا أنّ الوزير القطري إستخدم عبارة ” تخفيف التوتر ” ولم يقل ” رفع او ازالة التوتر ” , وذلك قد يعني لغوياً – على الأقل – أنّ التوتر سيبقى قائما على حاله بأستثناء الغاء جزء بسيط منه .! ومن غير المعروف ماذا سيتضمّن ذلك الجزء .! , وبهذا الصدد فأنّ على كلّ وزير خارجية في العالم أن يختار مفرداته بدقّة بالغة ويراجعها , حتى لو تطلّب الأمر ليسأل مستشاريه , واذا كان الوزير القطري يقصد ذلك او لايعنيه , فأنه قد سجّل على نفسه وعلى دولته نقطة بالضدّ , ولمْ تنتبه عليها جموع وسائل الإعلام العربية .!

تصريح وزير الخارجية القطري يعكس في طياته الشعور بالضعف واللجوء الى موقف دفاعي هشّ , كما أنّ الفقرة الأخرى التي وردت فيه , بأنّ الأمير تميم استجاب لطلب امير الكويت بتأجيل القاء خطابه الى الشعب القطري .! , فماذا يمكن ان يتضمّن الخطاب من تصعيدٍ اكثر في ضيق الأفق السياسي هذا .!

في الأساس , وموضوعياً , فأنّ سخونة الوضع السياسي في المنطقة وفي دول مجلس التعاون الخليجي , لم تعد قابلة للتجزئة او التخفيف ! , وبالتالي لا فائدةَ ترجى من اية وساطةٍ كويتية او سواها , فمثل هذه الوساطات سوف لن تجعل الأمير القطري أن يعلن طلاقه السياسي ” بالثلاث ” وأمام المايكروفون مع ايران ومع الأخوان المسلمين والدواعش وحزب الله ويوقف التدخل في شؤون الدول العربية الأخرى , كما وإن فعلها ” مجازاً ” فلا توجد ضمانات SUBSTANTIAL – بالأدلّة والبراهين بأنها ليست مناورة تكتيكية تدركها الرياض وابو ظبي والمنامة والقاهرة وغيرهم من العرب .

ولو كان أمير قطر جاداً في التخلص والتملّص من هذه العقوبات التي بدأت تتفاقم وتتعاظم , ولو كان يمتلك الإرادة السياسية والشخصية , لبادر على الفور للقيام بزيارةٍ سريّة الى الى السعودية او الأمارات والشروع بأجراء تفاهمات كاملة تتفق مع مصالح الشعب القطري والموقف العربي , ووفق سيناريو اعلامي – سياسي في غاية الدقّة , ومنْ ثَمَّ تبدأ عملية ” الإخراج السينمائي السياسي ” لذلك .!

إنّ كلّ ما ذكرناه اعلاه قد امسى وباتَ فاقداً لأيّةِ قيمةٍ تُذكر , فالأزمة , والحلول العربية او القطرية قد إستنفذت , وفلتت من او عن نطاقها المفترض , والأزمة هذه هي الآن تحت ” العناية غير المركّزة ” دولياً , فهنالك التصريحات الأمريكية المتناقضة بين الرئيس ترامب والعسكر الأمريكي والتي يجري عزفها دونما كفاءة .! , ولم تتّضح بعد طبيعة موقف بريطانيا المنهمكة بعملية ارهابية جرت بالسكاكين وليست بالمفخخات .! , وإنّ امريكا وبريطانيا يشكّلان ” القِبلة وليست القُبلة ” التي تتم الصلاة السياسية – الخليجية بأتجاههما .!

مطلوب فقط , فسحة من الزمن القصير لنشهد ما سنشهد من مشهد!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب