23 ديسمبر، 2024 4:21 م

قطر والفرصة الاخيرة

قطر والفرصة الاخيرة

: ليس من الخفي ولا بالجديد عمق الخلاف السعودي القطري التاريخي نسبياً كون البلدين هما من بلاد القبائل التي استحدثها الاستعمار بعد الحرب العالمية، وطوال تلك السنين اختلفت اطوار ذلك الصراع بين المسلح و الاعلامي والسياسي وحتى الاقتصادي وعلى مستوى المؤامرات أيضاً. ولعل تاريخ الحكم في قطر المليء بالدسائس والانقلابات الا اخلاقية فيه اشارة كبيرة الى ان تلك القبيلة لا تحتكم الى المبدئية في اخلاقها العملية فماذا ننتظر من ابن نزع الحكم من ابوه عنوة ، نعم من المنطقي جداً ان نستند الى تلك الاخلاقيات لمعرفة ما من الممكن ان يصدر من هؤلاء.ولأجل هذا الحكم فقد طوعت نفسها تلك القبيلة لاي دولة قوية اجنبية ممكن ان تدعمها عسكرياً لتثبيت حكمها فأقدمت مثلاً على بناء قاعدة السيلية العسكرية كجزء مهم من اتفاقية امنية عريضة وقعتها مع الأميركان وبدات تلك القبيلة بعد الحصول على مسببات الامان و الثروة ان تبحث عن السلطة كما هي القاعدة البشرية والشهرة والعالمية لسد ذلك الفراغ في شخصية تلك الدولة الباحثة عن المجد في ركام العولمة فاتجهت نحو الفن تارة و الرياضة تارة اخرى ، بيد انها تعلم جيداً ان لا سلطة بلا نفوذ سياسي ولكنها اصطدمت بغريمتها القديمة و القبيلة الاكبر نفوذا ومالا وسطوة في شبه جزيرة العرب ، آل سعود، حيث ان امريكا قد اناطت بهم ملفات اكثر من دولة إبتداء من اليمن وفلسطين في ستينيات القرن الماضي مروراً بأفغانستان ولبنان وايران وغيرهم الكثير، بيد ان الدولة الفتية والطموحة للسلطة والتسيد وجدت ضالتها في الربيع العربي المستحدث من قبل الأمريكان فجعلت من ملف سوريا اختبارا لقدرتهم على ادارة الازمة بالاشتراك مع السعوديين الذين لم يعجبهم الحال فاستقطبوا كل توجه معارض لما استقطبه القطريين فكانت الفوضى عارمة في هذا الملف ، فتحولوا لمساندة الاخوان المسلمين في مصر وعاثوا في ارض مصر الفساد بأخوانهم و الغرماء يتربصون ويتحينون الفرص حتى استعان السيسي بهم فلم يتوانوا للضرب بقوة وتحفيز كل الحلفاء لضرب الإخوان وبالنتيجة ضرب الادارة القطرية للملف وافشالهم في ثاني التحارب التي اخضعها لهم الاسياد ، وكل ذلك بمرأى ومسمع منهم وتقييم لأدائهم على ارض الواقع. أما الآن وقد استيأست امريكا من وضع العراق و اطالت داعش امد حربها ولم تجني امريكا من هذا المخطط الداعشي ما كانت تحسبه، فقد سلمت ملف العراق رسمياً الى القطريين كأختبار اخير لتلك القبيلة ولا اظن ان الاميركان لديهم الثقة بالقطريين لادارة ملف تشترك فيه من الطرف الاخر داهية السياسة الفارسية ، لكنهم لعبوا على امكانية قطر المادية حيث ان اسلوب القطريين في التعامل مع الملفات هو اسلوب الإغراء المادي و استمالة المتطرفين وهو للاسف ما لم ولن ينجح به القطريون في العراق البتة بعد الآن.وللتوضيح فان السعودية في كل تلك الملفات ذات يد و تدخل لكن بما تشاء وبنصفيها العلاقاتي و المادي كونها تملك نوع من القدسية عند المسلمين .والرسالة تقول على أمريكا ان تعلم من تنازل وعلى أي ارض تلعب لان الاقوياء قد يدفنون في الرمال المتحركة وعلى الشركاء ألا يطعنوا في الظهر فما عاد في ظهورنا مساحة تتقبل الطعن.