23 ديسمبر، 2024 9:26 ص

قطر والامارات ومصر لم تسبق الاكراد بالتعاون والتسيق مع النظام الصهيوني وينكرون !!!

قطر والامارات ومصر لم تسبق الاكراد بالتعاون والتسيق مع النظام الصهيوني وينكرون !!!

… وثمة معلومات، قديمة وجديدة، عن “روابط”، سرية وعلنية، بين الحركات الكردية وإسرائيل، بعضها يعود لستينيات القرن الفائت، وبعضها حديث، وتجري المبالغة عن قصد، في تضخيم أثر “العامل الإسرائيلي” في “المسألة الكردية”، وتصدر هذه المبالغات عن مصدرين: أولهما إسرائيل، التي تسعى في توسيع شقة الخلاف والصراع بين العرب والكرد، من ضمن استراتيجية لتفتيت المنطقة، وتحويلها إلى فسيفساء من الأقليات، تظهر معها إسرائيل بوصفها “الأقلية الأكبر” في الشرق الأوسط , أما المصدر الثاني، فهم خصوم الحركة الانفصالية الكردية، من عرب وعجم وترك، الذي يسعون في تصوير كردستان العراق كـ “إسرائيل ثانية” في المنطقة، بهدف حشد المخاوف والشكوك في النوايا الكردية، وتوسيع جبهة العداء والكراهية لأكراد العراق وأكراد المنطقة ككل… علماً بأن أكراد العراق والمنطقة عموماً، كأي مجتمع من مجتمعاتها، فيه من يراهن على إسرائيل ويسعى لتوطيد العلاقة معها، تماماً مثلما تفعل حكومات وأنظمة عربية قريبة وبعيدة، ومثلما تردد بعض تيارات المعارضات العربية، خصوصاً في دول الأزمات، وفيه من يتخذ مواقف مغايرة تماماً.

وللأكراد العراقيين صلات تاريخية مع الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية المعاصرة وفصائل منظمة التحرير، وبعضهم قاتل ببسالة في خنادقها وقواعدها طوال سنوات المواجهة العسكرية مع إسرائيل من لبنان وفي جنوبه، وبعضهم كان في صدارة صفوف حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني في المغتربات والشتات، الفلسطيني والكردي على حد سواء إسرائيل منافقة وهي تزعم التزامها بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه، فهي تمنع على الشعب الفلسطيني حقاً مماثلاً في الحرية والاستقلال وتقرير، وهي تفرض أبشع وأطول احتلال في تاريخ البشرية جمعاء، على شعب توّاق لحريته وتحرره… وقادة إسرائيل يتقمصون ثوب الحمل الوديع وهم يذرفون الدفع على معاناة الكرد ومراراتهم، فيما ممارساتهم الاحتلالية الاقتلاعية، تشف عن ذئب متوحش في ثياب هذا الحمل. وبمقدور العرب، العراقيين أولاً، أن يدفعوا الأكراد دفعاً إلى الأحضان الإسرائيلية، من خلال الاستجابة لمكر إسرائيل والوقوع في أفخاخها… وبمقدورهم أيضاً أن ينجحوا في كسب ود الأكراد وصداقتهم، بل وتحالفهم وانحيازهم للقضايا العربية، إن هم أجادوا مقاربة هذا الملف بصورة متوازنة تحفظ أمن دولهم ومصالح شعوبهم… وتبدأ المسألة باعتراف عربي بحق الكرد في تقرير مصيرهم، والاعتراف بهم كأمة نعيش معها وتعيش معنا منذ فجر التاريخ، والبحث عن صيغ وترتيبات لضمان عيش آمن وكريم للجميع، من دون هيمنة أو شوفينية، ومن دون استتباع أو “استكراد” كما في التعبير الشعبي المفعم بالعنصرية… بمقدور العرب أن يسدوا أي ثغرة تتسلل من خلالها إسرائيل إلى هذه الأمة الشريكة لنا في تاريخ المنطقة وجغرافيتها… ومثلما نجح العرب ذات زمان في تحصين أفريقيا وأمريكا اللاتينية في وجه التمدد الإسرائيلي، فإنه من باب أولى أن يجربوا النجاح مع أخوة وأشقاء لهم في التاريخ والجغرافيا والدين وكثير من القيم والعادات والتقاليد , إسرائيل تروّج لـ “حلف الأقليات” في المنطقة، وهي تعرض نفسها صديقاً صدوقاً للأقليات الدينية والعرقية فيها، وهذه مقاربة “ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب”، وعلى العرب أن يفعلوا كل ما بوسعهم، لإقناع “أقلياتهم” وليس الكرد وحدهم، بأنهم مواطنون لا رعايا، وأن حقوقهم الفردية والجمعية، مكفولة في دول مدنية – ديمقراطية تقوم على أساس المواطنة الفاعلة والمتساوية… على العرب أن يسلموا بان فراقاً (انفصالاً) توافقياً خير بمائة مرة، من وحدة قسرية، لا يعني مرور الزمن فيها، سوى تكريس الشروح والندوب والانقسامات وعلى الكرد في المقابل، عراقيين أم غير عراقيين، أن يصلوا إلى الاستنتاج النهائي، بأن مستقبلهم يتقرر في ضوء نجاحهم في إقامة علاقات طبيعية وحميمة مع إخوانهم العرب، وأن التلويح بالتعاون مع أعدائهم أو الاستقواء بهم، هي سياسة قصيرة النظرة، وتزرع بذور صراعات لاحقة، وعليهم أن يطردوا مرة وإلى الأبد، فكرة الاستثمار في الجسم العربي الهزيل والمتشظي، فالضعيف اليوم، سيتقوى غداً، وما يؤخذ في لحظة “استباحة” لن يظل لقمة صائغة لمن يغتصب حقاً ليس له… العلاقة بين العرب والكرد، يجب أن تُقرأ من منظور المصلحة والمستقبل، لا أن تبقى أسيرة لعقد الماضي ومآسيه، فالتطلع للأمام هو ما يفيد الشعبين ويؤسس لعلاقة مستقبلية وطيدة، يبدو الجميع، وبالأخص الكرد، ولكل الاعتبارات المعروفة، بحاجة لها مثل العرب، وأكثر منهم..

نفت حكومة إقليم كوردستان، اليوم السبت، 31 آب، 2019، صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود معسكر اسرائيلي في أربيل.
وقال المتحدث باسم حكومة إقليم كوردستان جوتيار عادل في بيان: “تداولت بعض وسائل الإعلام العراقية، تصريحاً لا صحة له، يدّعي وجود معسكر اسرائيلي تديره امرأة برتبة جنرال في اربيل وأضاف أن “حكومة اقليم كوردستان تنفي هذه الإدعاءات الملفقة، والتي لا أساس لها من الصحة وتابع أن “الهدف من ترويج افتراءات كهذه، هو للدعاية السياسية، ولتحقيق مكاسب شخصية لمطلقيها لا أكثر وكان الأمين العام لحركة النجباء، أكرم الكعبي، قد قال في تصريح صحفي أول أمس الخميس، إن “الإسرائيليين يدخلون بجوزات سفر أمريكية مزورة إلى البلاد، ونحن نعرف أماكن توجد الإسرائيليين في السفارة الأمريكية، وقاعدة عين الأسد”، مشيراً إلى “نشاط امرأة إسرائيلية برتبة جنرال تدخل العراق، وتمتلك معسكراً في أربيل”.

 

وأخبر المدرب نيوزنايت أن المسؤولين الكرد كانوا يعرفون بهويتهم، ولكن الجنود المتدربين لم يعرفوها. وقال أن حساسية السلطة في كردستان كانت جدية، لأن “أعداءهم” السياسيون طالما أتهموهم بأنهم شركاء مع إسرائيل. وقد أنكرت السلطات الكردية في السابق السماح لأي من الإسرائيليين الدخول إلى “شمال العراق”(*)

ويخبر المدرب الإسرائيلي نيوزنايت: “يوم بعد يوم يزداد توترك، لأنك تعلم حقيقة المكان الذي أنت فيه وحقيقة شخصيتك، ويحتمل أن تكشف في أي وقت”. وقال: “كنا ندربهم على كل الدروس الخاصة بمحاربة الإرهاب، وأمن المطارات، وعلى استعمال الأسلحة المختلفة، وكيفية التعرف على إرهابي في الزحام، وهذه كلها تدريبات لقوات المهمات الخاصة.”ويستمر المدرب: لقد عبرنا الحدود من تركيا، وقام ضابط أمن بتمريرنا دون ختم جوازاتنا. لكن كما يمكنك أن تفهم أنه مادام اثنان من ضباط الأمن قد عرفوا أننا إسرائيليين ورأوا جوازاتنا، فلا بد أن قياداتهم تعرف بالأمر أيضاً.. هذا أمر طبيعي”!يقول “خالد صالح” الناطق باسم حكومة الإقليم: “هذه إفتراءات ليست جديدة علينا، فمنذ الستينات والسبعينات كانوا يطلقون علينا إسم “إسرائيل الثانية” في المنطقة وأنه يجب إزاحتنا من قبل القوميين الإسلاميين، واليوم من قبل المجموعات الإسلامية.”ولأن إيران صارت العدو الرئيس لإسرائيل، فقد أشارت تقارير إلى أن إسرائيل تسعى لإستغلال مساحات من العراق لزيادة خياراتها الستراتيجية. فأحدى أهم المشاكل التي تواجه إسرائيل في ضرب إيران هي المسافة الكبيرة ، خاصة وأن معظم طائرات إسرائيل من النوع القصير المدى، ولا تمتلك سوى عدد قليل من الطائرات التي يمكن تزويدها بالوقود في الجو. وقد أقترحت بعض الدراسات استخدام مطار في كردستان كنقطة توقف لتلك الطائرات للتزود بالوقود، يعود كشف حقيقة التحالف القوية بين إسرائيل وكردستان إلى ما كتبته “ذي نيويوركر ماكازين” عام 2004. وكان الصحفي الشهير سيمور هيرش قد لاحظ أن الإسرائيليين قد انتقلوا إلى قواعد متقدمة يمكن أن تنطلق منها طائراتهم لضرب الأجهزة النووية الإيرانية. ويقول هيرش: “لقد نشطت إسرائيل في مساندة التمرد الكردي ضد العراق في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كجزء من الإستراتيجية الإسرائيلية للبحث عن التحالفات مع “غير العرب” في الشرق الأوسط.”وذكر “تقرير ويلش” في حزيران 2004: “كان الهدف من هذه الحرب (على العراق) دائماً تقوية المركز السترايتجي الإسرائيلي، ولا شيء آخر. لا النفط ولا الديمقراطية ولا أسلحة الدمار الشامل. كان الهدف هو توسيع مجال للتأثير الإسرائيلي، وهذا هو ما يحدث بالضبط!”

ويتحدث المدرب الإسرائيلي عن مبالغ كبيرة من النقود تم شحنها من كردستان بواسطة طائرات خاصة إلى مطار الأردن، حيث تنتظر طائرات أخرى تأتي من إسرائيل لإستلام شحنات الأموال، وايصالها إلى إسرائيل، وكلها طائرات خاصة، ولا تستعمل الخطوط التجارية لذلك ابداً.في الرد على منتقدي العلاقة بينهم وبين إسرائيل تكررت عبارة “لن يكون ملكياً أكثر من الملك” كثيراً في تصريحات المسؤولين الكرد…وكأن العلاقة مع إسرائيل قضية قومية للعرب فقط، وليست خطر على العراق يتضح من اعترافات مسؤولي إسرائيل بأهدافها فيه، وكأننا أيضاً مسؤولين عن أية ممارسات لأي عاهر عربي، وأنها يجب تعتبر حجة علينا وضوءاً أخضر لممارستها في العراق أيضاً!أخبرني صديق سافر إلى قبرص عن طريق سليمانية، أنه وجد هناك مكاتب لثلاث خطوط جوية دولية فقط في المطار، وكان مكتب شركة العال الإسرائيلية واحداً منها، فأية أولوية عظيمة لإسرائيل إذن لدى كردستان، وما الذي يفعله مكتب خطوط جوية لولا وجود حركة نقل نشطة جداً ومستمرة بين البلدين، يعلم الله ما تنقله إلى العراق عن طريق كردستان، فكأننا إذن نحاذي إسرائيل، وقد فتحنا الحدود معها!! هل من غرابة إذن أن ترفض كردستان سيطرة بغداد على مطاراتها؟ هل من غرابة أن يستمر الإرهاب في العراق كل هذه السنين؟من المناسب هنا أن نتذكر ونقارن مع حقيقة أن مسعود وجلال والنواب الكرد، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، لمجرد أن رئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري زار تركيا، وأعتبرها ساسة كردستان، سبباً كافياً للإصطفاف مع المؤامرة الأمريكية لعزله، وتم ذلك بالفعل! فكيف لو أن الجعفري استدعى قوات تركية لتدريب قوات خاصة عراقية، يشتبه الكرد في أنها موجهة ضدهم؟ كيف لو أنها كانت من دولة يصرح مسؤول كبير فيها عن مخططات حول إبقاء كردستان تحت التمزق والإرهاب لضمان أمن دولته، بمثل ما صرح به آفي دختر عن العراق؟ كيف علينا أن نتعامل مع شركاء لا يجدون من يتعاونون معه عسكرياً، خير ممن يقول وزير أمنه السابقة عن العراق أن “تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الاسرائيلي”؟ أليس من المتوقع إذن أن يستغل هؤلاء كل فرصة إذن “لتكريس الأوضاع الحالية” الممزقة، من أجل أمن بلادهم؟ أو ليس ما تقدمه كردستان لهم باستظافتهم وتسليمها أمر تدريب قواتها الأمنية، وتجهيزها بالمعدات، يمثل أكبر الفرص؟هل يفترض على العرب لكي لا يتهموا بالشوفينية وبأنهم “يريدون إبادة الكرد”، أن يقبلوا ليس فقط بكل ابتزاز وظلم، بل ايضاً هذا الخطر داخل حدودهم، وينتظرون نتائجه بسلبية إنتحارية، دون أن يفتحوا فمهم بكلمة! فهل هناك ابتزاز أشد من هذا الإبتزاز وإذلال أشد من هذا الإذلال لمثل هذه الشراكة؟

فالسؤال يطرح نفسه بالفعل: ما حاجة كردستان لمدربين إسرائيليين لتورط نفسها؟ وسؤال آخر يطرح نفسه أيضاً: لماذا يكشف الإسرائيليون تلك التدريبات امام البي بي سي؟ لا نجد جواباً مقنعاً لذلك، سوى ان الأمر كله ربما يكون تغطية لقضية أخطر. فمن المحتمل أن يكون التدريب ليس للبيشمركه، وإنما للإرهابيين من “قاعدة” وغيرها تقوم به إسرائيل لحسابها وقد تم اكتشافه بشكل ما، ففضلوا “تقليل الخسائر” بالإعتراف به، ولكن على اعتبار أنه للبيشمركه! لن نعرف الجواب بشكل قطعي بالطبع وليس أمامنا سوى التكهن. فالحقائق التي أمامنا هي وجود شركات أمن إسرائيلية تدرب مجموعات في كردستان، لا نعلم شيئاً عنها، ويقول المسؤولين الكرد أن لا علم لهم بها! فإن كانو أمن مطار وبيشمركه فلا يمكن أن لا يعرف بالأمر أكثر المسؤولين الكرد. فإن كانوا صادقين فهذا يعني أن الأمر خطير إلى درجة منعت معرفته عنهم! قيادة كردستان وحدها تستطيع أن تفسر لنا هذا الفلم مع تبرير إنكارهم لوجود إسرائيليين في كردستان، وأخشى أن الجواب أخطر من أن يأتي!

تكاثر الجدل في العراق حول علاقة كردستان بإسرائيل على إثر صدور تقارير غربية حول الموضوع، واتهامات من قبل سياسيين وصحفيين عراقيين لكردستان بإقامة تلك العلاقات. ولعل آخر من أثار الموضوع، الشاعر الكبير سعدي يوسف الذي أشار بمناسبة إشاعات (لا أساس لها) عن احتمال تولي السيدة العراقية الأولى “هيرو ابراهيم”، زوجة الرئيس جلال الطالباني، الرئاسة من بعده، إلى علاقة “عريقة” لها بالموساد الاسرائيلي وأنها صديقة حميمة لتسيبي ليفني، و (أنها) حضرت معها لقاءات خاصّة وعامّة في أكثر من عاصمة”، ونشر الخبر مع صور تجمع السيدتين (إن كان لنا أن نسمي ليفني “سيدة”!).

وإن كانت العلاقة التاريخية بين الطرفين غير قابلة للإنكار، وموثقة بالصور، فأن الساسة الكرد بشكل عام أنكروا وجود أية علاقة في الوقت الحاضر. لكن طريقة تصرف هؤلاء الساسة عموماً، إضافة إلى التقارير ذات المصداقية الكبيرة، مثل الصحفي الأمريكي الكبير سيمون هيرش، الذي كان له فضل مشهود في فضح ووتركيت، وكذلك شكاوى إيران والعديد من المؤشرات الآخرى الداخلية مثل ظهور مجلة “إسرائيل كورد” وتصريحات كادرها بوجوب إقامة العلاقة المباشرة وتأكيدهم أن الشعب الكردي يريد ذلك، ومصافحة طالباني لـ باراك في أثينا التي أثارت ضجة تستحقها، وكذلك تصريحات صريحة من بعض الساسة الكرد مثل النائب عن كتلة التغيير في برلمان الإقليم عبد الله محمود الذي قال: “الإقليم أمامه فرصة لإقامة علاقات مع كل الدول بضمنها إسرائيل إذا كانت متجانسة مع مصالح شعب كردستان”. وتابع محمود “إنا كمواطن كردستاني لا مانع لدي من زيارة أية دولة كانت إيران أو إسرائيل”. ومن الطبيعي فأن تغلغل الإحتلال الأمريكي في كل مفاصل العراق من جهة، والعلاقة الإستثنائية بين كردستان وأميركا من ناحية ثانية (متمثلة بتأييد ممثلي كردستان لكل القرارات الأمريكية ووجهات النظر الأمريكية في العراق) وعلاقة أميركا غير الطبيعية مع إسرائيل من الجهة الثالثة، (وقد اعترف الرئيس طالباني بأنه يرى أن أمريكا احتلت العراق من أجل إسرائيل والنفط! يجعل من تلك العلاقة بين كردستان وإسرائيل أمر محتم، ومقلق. ما الذي تأمله إسرائيل من أحتلال العراق، وما الذي تخططه له، لكي تحتله أميركا من أجلها؟ لعل خير جواب على هذا يأتينا من محاضرة وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق (آفي ديختر) الذي قال: لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا و توقعنا! مشيراً إلى أهداف إسرائيل في العراق بقوله :”نّ تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الاسرائيلي”. و قوله “ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان”. و”استمرار الوضع الحالى فى العراق ودعم الأكراد فى شمال العراق ككيان سياسى قائم بذاته، يعطى ضمانات قوية ومهمة للأمن القومى الإسرائيلى على المدى المنظور على الأقل” و”هناك إلتزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك الى خط IBC سابقا عبر الأردن ..وإذا ما تراجع الأردن .. مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى فى كردستان تتم الى تركيا واسرائيل.”

هل يحق لنا أن نقلق أم لا؟ بل هل يتوجب علينا أن نقلق أم لا؟ كل هذا، إضافة إلى تقارير سرية محتملة، جعلت الساسة العرب (مثل عموم عرب العراق) يشككون بنهاية تلك العلاقة، خاصة وأن إسرائيل من الصعب جداً إنهاء علاقة معها إن هي بدأت. فهي سرعان ما تمد أذرعاً متشابكة وتنشر عملاء لها في المناطق الحساسة، وبدرجة أو أخرى تستولي على مركز القرار وتجعل اية إجراءات للتراجع عن تلك العلاقة أمراً عسيراً. لذا فأن الإتهامات باستمرار تلك العلاقة لم تتوقف تجاه كردستان. ومؤخراً، كانت الإتهامات الأخيرة موجهة بشكل مباشر من عدد من النواب مثل النائب عن ائتلاف دولة القانون فؤاد الدوركي، الذي اتهم إقليم كردستان بـ”إقامة علاقات غير مشروعة مع دول عديدة بينها إسرائيل “، خلال احتجاجه على اعتراضات بعض قادة الكرد على صفقات الأسلحة التي عقدت مع روسيا وكذلك اشار النائب سعد المطلبي إلى توغل إسرائيل في العراق وامتلاكها “وجوداً حقيقياً” في كردستان مضيفاً أن الدعم الذي تتلقاه منطقة كردستان بدأ يسبب مشاكل كارثية على باقي المناطق في العراق إضافة إلى التاثير السلبي للناخب العراقي وعدم ثقته بالاحزاب السياسية العراقية كونها لم تقف وقفة جادة ضد ما يحدث من تجاوزات في منطقة كردستان. وأشار النائب عن “ائتلاف دولة القانون” أمين هادي عباس إلى عدم عدم خضوع مطارات ومنافذ كردستان لمراقبة الحكومة المركزية “لذلك نحن على قناعة بأن الاسرائيليين يدخلون الاقليم بسهولة كرجال اعمال أو سياح, وربما يصل هؤلاء الى المدن العراقية المختلفة من دون ان نعلم بذلك”.

(*(كان السؤال الأخير عن إسرائيل وخطة ترمب للسلام المعروفة إعلامياً بـ “صفقة القرن”، كيف يراها بارزاني وهل سيقيم علاقة مع تل أبيب؟ فقال: “طالما نحن ما زلنا جزءاً من العراق، إذا افتتحت إسرائيل سفارتها في بغداد فستفتتح لها قنصلية في أربيل ونرحب بها، ولكن من دون سفارة في بغداد لا يمكن أن تقوم علاقة مع إسرائيل. ونحن نعتقد أن العلاقة معها أمر طبيعي فقد أصبحت واقعاً ولا يمكن لأحد أن يرميها في البحر، وأعتقد معظم الدول العربية الآن لديها علاقات معها وهذا أمر طبيعي وأفضل. بالنسبة لصفقة القرن بتصوري أن أي مشروع للسلام أفضل من مشروع حرب، أما طريقة تقييمها والتعاطي معها فهو شأن أهل البيت “صاحب الدار أدرى بما فيها”. الحرب لن تؤدي إلى نتيجة أبداً، لقد تمت تجربة 3 حروب 1956 و1967 و1973 إلى جانب عشرات الحروب الصغيرة الأخرى، وكلها لم تفلح)*)

يلعب “مسعود البارزاني” دورًا خطيرًا في المنطقة العربية لحساب “إسرائيل”، لا تتمثل خطورته في مجرد حلم الاستقلال عن “العراق”، بزعم مظلومية “القومية الكُردية”، ورحب “مسعود البارزاني”، رئيس “إقليم كُردستان العراق”؛ وزعيم “الحزب الديموقراطي الكُردستاني”، بـ”صفقة القرن”، في حديث لصحيفة (إندبندنت عربية)؛ مدعيًا أن إقامة علاقات بين الأكراد و”إسرائيل” ليست جريمة نظرًا لكون العديد من الدول العربية لها علاقات مع الدولة العبرية، ويمكن للأكراد أن يفتحوا قنصلية في “أربيل” تابعة لـ”إسرائيل”، وفي حقيقة الأمر هذه ليست المرة الأولى التي يُصدر فيها “البارزاني” مثل هذه التصريحات، فقد سبق وصرح بها أثناء زيارة له لـ”الكويت”، بل ليست عجيبة ممن تعتبره “إسرائيل”: “حليف أحلامها”، كما سبق ووصفته صحيفة (يديعوت أحرونوت).

ويعتقد “مسعود البارزاني”، ومعه بعض أكراد العراقيون؛ أنه: “نظرًا لقوة إسرائيل داخل لوبيات السياسة في الولايات المتحدة، فإن الدعم الإسرائيلي لاستقلال كُردستان يعني في الأساس دعم الولايات المتحدة لاستقلال الأكراد وكذلك أيضًا كانت رؤية والده، “مصطفى البارزاني”، وبعض الأكراد العراقيين يعتقدون، أنه إذا كانت “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” يقفا بجانب “كُردستان”، فمن يمكنه أن يقف ضدهم ؟ ومع ذلك لم ينجح الأكراد فى إقامة دولتهم الكُردية ولم تسمح لهم العواصم، لا العربية ولا غيرها، بإقامة دولتهم، فلا أحد يقبل أن تقوم دولة على أساس عرق أو دين.

وقد سبق وأذاع التليفزيون الإسرائيلي؛ صورًا ترجع لسنوات عقد الستينيات من القرن الماضي، تُظهر إلتقاء “مصطفى البارزاني” مع قيادات إسرائيلية.

وليس من المستغرب أن تكون “إسرائيل” هي الوحيدة في العالم التي تُعلن تأييدها للانفصال الكُردي عن “العراق”، فـ”الكيان الصهيوني” لم يأل جهدًا في إضعاف البلدان العربية بشتى الوسائل والأساليب، وقد إمتدت ذراعه المخابراتية، (الموساد)، إلى “أكراد العراق” إبان تمردهم المسلح في الستينيات من القرن المنصرم، وكان هذا العقد يُمثل بداية التغلغل الإسرائيلي في شمال “العراق” الكُردي , إذ زار المنطقة الكُردية، في عام 1965، “دافيد كمحي”، أحد كبار الضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلية، (الموساد)، وإلتقاه، وقتذاك، زعيم التمرد الكُردي، الملا “مصطفى البارزاني”، (والد مسعود)، الأمر الذي أدى إلى تنامي العلاقات “الكُردية-الإسرائيلية”، وكان من ثمار ذلك، زيارة الملا “مصطفى البارزاني” إلى “إسرائيل”، في عامي 1968 و1973، وبعد رحيل “البارزاني الأب”، تواصلت هذه العلاقات في حقبة “البارزاني الابن”، ليحصل من جراء هذه العلاقة تطور مخابراتي بالنسبة إلى “الكيان الصهيوني”، عندما أنشأ جهاز (الموساد) الإسرائيلي قاعدة سرية في منطقة “زاويتة”، التابعة لمحافظة “دهوك”، قبل أن تقوم دولة إقليمية بإحراق هذه القاعدة في عام 2008.

ووفقًا لما ذكره “إليعازر تسافرير”، وهو مسؤول كبير سابق في (الموساد)؛ كان لدى “إسرائيل” مستشارون عسكريون في مقر الملا “مصطفى البارزاني”، وقامت بتدريب وتزويد الوحدات الكُردية بالأسلحة النارية والمدفعية الميدانية والمدفعية المضادة للطائرات ووفقًا للتقارير الأخيرة، هناك بين 400 – 730 أسرة يهودية تعيش في المنطقة الكُردية. وفي 18 تشرين أول/أكتوبر 2015، أطلقت حكومة “إقليم كُردستان” اسم، “شيرزاد عمر مامساني”، وهو يهودي كُردي، بصفته الممثل اليهودي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وفي 9 أيلول/سبتمبر 2017، أصبحت “إسرائيل” أول بلد يؤيد الاستقلال الكُردي، كانت “إسرائيل” القوة العالمية الكبرى الوحيدة التي تدعم استقلال “كُردستان العراق”. وفي الهجوم العراقي الذي تلاه ضد الأكراد، سرعان ما حرر الجيش العراقي الأراضي التي أستولت عليها (البيشمركة) الكُردية خارج حدود “كُردستان العراق”، خلال الحرب ضد (داعش)، بينها مدينة “كركوك” خلال الحرب القصيرة وكانت صحيفة أميركية، قد سبق وكشفت، عن اتفاق سري بين رئيس “إقليم كُردستان”، “مسعود البارزاني”، و”إسرائيل”، يُنص على نقل مئتي ألف كُردي يهودي من “إسرائيل” إلى الإقليم بعد استفتاء الاستقلال

وقالت صحيفة (al-monitor)، أن عدة وسائل إعلامية تركية أكدت أن رئيس “إقليم كُردستان”، “مسعود البارزاني”، توصل إلى اتفاق سري مع الحكومة الإسرائيلية، يتضمن الاتفاق على نقل اليهود الإسرائيليين من أصل كُردي – وهي جماعة تُضم حوالي 200.000 شخص – من “إسرائيل” إلى حكومة “إقليم كُردستان” بعد استفتاء الاستقلال وعندما ثار الأكراد ضد حُكم الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، وحَظوا بتعاطفٍ إقليميٍّ ودولي، كانت حجتهم، وقتها، أن الرئيس العراقي، ومن سَبقه من رؤساء، لم يكونوا ديمقراطيين، ومارسوا القمع ضد الشعب الكُردي وانتفاضته، ويَقفون في خَندق العَداء في مُواجهة “أميركا” و”إسرائيل”، أما الآن تختلف الصورة، و”كُردستان العراق” يتمتع بالحكم الذاتي ووضع اقتصادي جيد، ولذا فإنه إذا اندلعت شرارة الحَرب الأهليّة، أو توسّعت إلى حربٍ إقليميّة، فإنه سيَكون من الصّعب على السيد “البارزاني” أن يَجد من يُسانده في المَنطقة أو خارجها إلا حليفه وشريك حلمه، “إسرائيل”، التي تتمنى تقسيم “العراق”، بل وكل دول الجوار لدويلات صغيرة.

ويعود تاريخ العلاقات “الكُردية-الإسرائيلية” إلى الستينيات من القرن الماضي، حين رأت “إسرائيل” في الأكراد حليفًا قويًّا يمكن دعمه والإعتماد عليه لإضعاف النظام العراقي السابق؛ إذ قامت “إسرائيل” بمساندة قوات (البيشمركة)، المجموعات القتالية الكُردية، ودعمتهم بالسلاح والعتاد والتدريبات، في أثناء خوضهم حرب الاستنزاف مع الجيش العراقي، سنة 1966، وتكرر الأمر نفسه في حرب 1974. وقد ذكرت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أن الجنرال الإسرائيلي، “تسوري ساغيه”، قد أُرسل، وقتها، إلى “إقليم كُردستان”، لتطبيق التدريبات التي أعطاها للأكراد على الطبيعة الميدانية هناك. كما أنه أرسل “ساغيه” مع إثنين من كبار الضباط المظليين الإسرائيليين، “يهودا بار” و”عوزي فرومار”، والخبير في العمليات المسلحة، “ناتان راهاف”، إلى “إيران” لتدريب ضباط أكراد على شن عمليات مسلحة داخل “العراق”، بالاشتراك مع المخابرات الإيرانية، فيما قد هرَّب الأكراد، في المقابل وبالتعاون مع (الموساد) الإسرائيلي، “منير ردفا”، الطيار المقاتل الآشوري الذي انشق عن الجيش العراقي، عبر تحليقه بمقاتلة من طراز (ميغ-21) من “العراق” إلى “إسرائيل”، عام 1966.
أما بعد سقوط النظام العراقي السابق، عام 2003، فقد توطدت العلاقات العسكرية والسياسية بين الطرفين، وأصبحت العلاقة أكثر وضوحًا، إذ عبر رئيس الوزراء السابق، “آرييل شارون”، وبعد اجتماعات بين مسؤولين إسرائيليين وأكراد؛ عن: “عمق العلاقات الطيبة مع إقليم كُردستان”، فيما ذكرت صحيفة (نيويوركر)، عام 2004؛ أن عناصر الجيش والمخابرات الإسرائيليين ينشطون في المناطق الكُردية في “إيران، وسوريا، والعراق”، ويقدمون التدريب لتلك الوحدات، ويشنون عمليات سرية بمساعدتها، وما يزال ذلك الدعم العسكري مستمرًا للأكراد من قِبل “إسرائيل” حتى يومنا هذا، كما أن “إسرائيل” هي التي أشارت على “الولايات المتحدة”، و”التحالف الدولي”، بالدعم والإعتماد على الأكراد في حربهم ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، في “سوريا” و”العراق”، 2014.

وكشف “البارزاني”، في أحاديثه بشكل شفاف، أن “الولايات المتحدة” خذلت “القومية الكُردية” بشكل عجيب؛ حين قالت قبل الاستفتاء إنها ستقف موقف المحايد، ثم إنحازت للسلطة الاتحادية في “بغداد” بشكل واضح حين اقترب الاستفتاء وأصبح واقعًا. ويقول: “لم يعِدنا الأميركيون أبدًا بأنهم يؤيدون استقلال كُردستان، وعندما طرحنا موضوع الاستفتاء في البداية لم يعترضوا وقالوا نحن سنتخذ موقفًا محايدًا، ولكن عندما صار الاستفتاء إنحازوا عمليًا للنظام في بغداد ولم يكن موقفهم محايدًا بعكس ما توقعنا. لم نكن نتوقع هذا الموقف من أميركا أبدًا. أخلفوا وعدهم بإتخاذ موقف محايد على الرغم من أننا شرحنا لهم أن الاستفتاء ليس لإعلان الاستقلال مباشرة، ولكننا سندخل من خلاله في مفاوضات مع بغداد بإشرافكم وبإشراف الأمم المتحدة، نعطيه الوقت اللازم، ولكنهم حقيقة استغلوا الفرصة، بغداد وغيرها، وأرادوا أن يقوموا بنفير عام، ولكن الحمدلله أنهم فشلوا وعن موقف دول الخليج من الاستفتاء يقول: “أنا ممتن جدًا من موقف الدول العربية بصورة عامة ودول الخليج بشكل خاص، موقفهم كان أشرف بكثير من مواقف دول كنا نتوقع أن تكون إيجابية أو محايدة. موقف دول الخليج كان إنسانيًا ومعقولاً ومتوازنًا ولم يتوقف حراك “البارزاني” نحو تفتيت “العراق” عند حلم قوميته الكُردية التي يتاجر بها مستغلًا عواطف بسطاء الأكراد، لكن كما قولنا؛ هو يلعب دورًا أخطر من ذلك فبعد سقوط نظام “صدام”، توجه “مسعود البارزاني” لأهل المذهب السُني وزعاماته ونصحهم بتشكيل فيدرالية لهم وحكم ذاتي، لكن ذلك لم يتم. وإتخذ أهل السُنة في “العراق” منحى المقاطعة والعيش على مباديء الوحدة، فكانت النتيجة سلبية وضدهم تمامًا. ومع تزايد الفساد والتهميش للسُنة عادت مرة أخرى دعاوى الانفصال، ويقول “البارازاني”: “السُنة إرتكبوا أخطاء كبيرة، قاطعوا العملية السياسية بعد سقوط النظام؛ وكان هذا خطأ كبيرًا. دعوتهم 3 مرات إلى أربيل وحاولت أن أشرح لهم أن الأمور تغيرت والعالم تغير والمنطقة تغيرت والعراق تغير، يجب أن يعيدوا النظر، ولكنهم كانوا لا يزالون تحت تأثير الثقافة القديمة. بعد صياغة الدستور كان الجميع مقتنعًا بالفيدرالية على أساس أنها توزيع عادل للثروة وللسلطة، وحتى الشيعة كانوا موافقين في البداية والسُنة هم من رفضوا، وبعد ذلك تغيرت المعادلة. السُنة إرتكبوا خطأين، الأول مقاطعة العملية السياسية بعد السقوط، والخطأ الأكبر رفضهم الفيدرالية بعد صياغة الدستور”.