7 أبريل، 2024 8:39 ص
Search
Close this search box.

قطر مرة اخرى .. وأخرى – 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

اعود مضطرا وبرضا تام نزولا عند رغبة القراء الاعزاء الذين اتفقو على اني لم اعط (حديث الساعة) حقه وبما ان رمضان الحالي تفوق فيه النشر الديني الصحيح والفكاهة على بدعة الجمعة المباركة والدعاء (المعلن) على الواتس وغيره وكأن الله لم يقل سبحانه (( فأني قريب اجيب دعوة الداع اذ دعان)) و ((ادعو ربكم تضرعا وخفية)) ولم نجد نصا يشير الى الدعاء على الواتس الذي لا يصل والذي يدل على ان حياتنا ستتحول الى بدعا تنتج اخرى وما اكثر المدعين ولابسي لباس الدين ..لنزيد من الفكاهة فلدي نكتة عن (حديث الساعة) ايام نكات الدليم والكرد تقول ان كرديا جاء لبغداد وزار شقة لاصدقاء ، وبما انه يحب القمار لعبو فسألهم هل القمار ممنوع في بغداد فأجابوه نعم ، فسأل ماذا نفعل اذا دخل علينا رجال الامن؟؟ اجابوه سهلة نخفي الورق ونبدأ بالحديث بيننا ..سأل وعن ماذا نتحدث؟؟ قالو له حديث الساعة..دخل رجال الامن وأراد ان يبادر بالحديث فقال ((اي كاكا يكولون صدام هو اللي كتل عدنان)) كحديث الساعة والنتائج معروفة . تحدثت في مقالي السابق عن عناصر قوة قطر واتفقنا انها تمتلك عناصر قوة الا انها لا تؤهلها للعب الدور الذي لعبته مطلقا وكنت قد اشرت الى ان اسرائيل هي التي لعبت دورا فوريا في حماية الانقلاب القطري على الوالد واجبار الحشود العسكرية السعودية على التراجع عن حدودها مع قطر (من خلال حلفها مع الولايات المتحدة القائم على المصلحة المشتركة وتأثير اللوبي الصهيوني على عملية صنع القرار فيها الى حد ما
للتعمق اكثر في هذه الفكرة المحورية (بيضة القبان) كما علمنا البعض من سياسيينا الذين ضيعو البيضة والقبان والخيط والعصفور .. نقول انه يبدو ان الامر استمر على هذا المنوال الى ان صارت قطر محطة اسرائيلية في الخليج العربي كما كانت اسرائيل ولا زالت محطة امريكية اوربية في الوطن العربي .
ما الذي اختلف عن السابق، وما هذه الحملة القاسية المفاجئة بين قطر ومحيطها الخليجي ؟؟ سيصعب الجواب على من يتصور ان بناء السياسات العامة في (دول العوائل)والافراد) ودول الشرق الثالث وليس الاوسط يجري بالشكل الذي تجري فيه في دول المؤسسات حيث السياسة العامة تعبر منطقيا وافتراضيا على الاقل عن المصلحة (العامة) وبالتالي تكون بعيدة عن اهواء العوائل ورؤسائها وتتميز بالانسجام في الفعل العام حيث لا يجوز ان تمس السياسة العامة اي من السياسات الجزئية مما يؤدي الى هدر كل شيء….ويبقى البعد السياسي للسياسة العامة ركن اساسي في بنائها وهذا لا يعني ان يكون الاقتصاد والموارد في خدمة السياسة كما يجري في محيطنا بل ان السياسة هي التي توظف لخدمة الاقتصاد الذي يعني (طعام المواطن وخدماته وكرامته)
اقتربنا من فهم ان هذا النوع من الدول يرسم سياساته على اساس مصلحة (الملك) ومشروعه الذي يتمثل بنوازع وغريزة الخلود والعظمة ..ذلك الجنون الذي وضعه الله كغريزة لدى الانسان الفرد كغريزة البقاء والتملك وغيرها ولا يختلف الامر بهذا المجال بين ملكية السويد او الشاهنشاهية او ولاية الفقيه او ولي ولي العهد او امير قطر الا ان الاختلاف يكمن في ان دول المؤسسات تقيد النزعات الفردية للزعماء وتجبرهم على السير باتجاه المصلحة العامة اما في دولنا فلا دستور ولا غيره يقيد زعيما او يؤثر في نزعاته الفردية (جنون العظمة)
هنا يحصل التنافس غير الشريف بين الدول بعيدا عن شيء اسمه دين او مذهب او قومية او مصلحة شعب ..فكيف يحسب حساب لشعب لا يمتلك القدرة على التعبير عن ارادته؟؟ ولذلك نجد ان مصر الطموحة لم تكن على مر تأريخها مع اي تقارب بين سوريا والعراق لانهما سوية سيتمكنا من منافسة مصر في زعامتها للامة العربية ، وهكذا كان القطران البعثيان اللذان ناديا بان تكون امة عربية واحدة وقضيتهما المركزية فلسطين وجوازاتهما تقول (كافة دول العالم عدا العراق واسرائيل) والجواز العراقي يقول (عدا سوريا واسرائيل) …انها ايها الاعزة نزعة الزعامة لهذا المجيط الذي ربيعه انقلب خريفا مدمرا
السعودية التي تمتلك عناصر قوة لا تقارن بقطر على الاطلاق وتجد ان قطر(النتوء الصغير جغرافيا) تسرح وتمرح في المحيط العربي تستضيف مؤتمرات الاخوان والبعثيين (الحية والبطنج) وتستضيف كل من يسب حكومته ويأتيها معارضا ..علاقتها قوية بحماس وقوية جدا مع اسرائيل في الوقت نفسه وسباقة في هذا المجال
هل يرضي العائلة السعودية ذلك خصوصا وان قطر لم تساهم باموالها لكسب ود الراعي الاكبر للتحالف الجديد (رغم انها صلحت الخطأ اليوم واشترت طائرات ف 15ب 12 مليار دولار) وعلاقات الاولى مع اميركا هي الاكثر رسوخا وحجما .
وللحديث بقية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب