17 نوفمبر، 2024 8:47 م
Search
Close this search box.

قطر.. قطر.. قطر

تكاد مفردة «قطـَر» أن تكون أكثر المفردات ترديدا في الشرق الأوسط منذ أكثر من سنتين، فقد صارت «قطـَر»، بقدرة قادر، هي سبب كل بلاءات الشرق الأوسط والى حد ما افريقيا وأوروبا.
إنني على الصعيد الشخصي أرى أن هناك تضخيم للدور القطـَري. ولكن بمرور الوقت بدأتُ اسلم بوجود بعبع اسمه قطـَر. ولكنني، وأقولها على حياء، مازلت لست مقتنعا بأنّ افراد عشيرة صغيرة واحدة (آل ثاني) قادرون على العبث بمقدرات بضع مئة مليون عربي وبضع مئة مليون من قوميات وأجناس أخرى
ولكن لا قيمة لقناعتي امام المخططات الإقليمية والقارية التي تتهم قطـَر بتنفيذها، والتي يمكن أن اوجزها بما يلي:
قطـَر هي التي تحرك سُنّة العراق ضد الحكومة المركزية، وتحاول اشعال الحرب الاهلية من جديد.
قطـَر تقود مؤامرة تقسيم العراق طائفيا وعرقيا للسيطرة على خزين العراق الغازي الهائل في محافظة الانبار.
قطـَر تدعم تنظيم «الإخوان المسلمين» في الامارات العربية المتحدة.
قطـَر تدعم تنظيم «الإخوان المسلمين» في الكويت.
قطـَر تدعم «الإخوان المسلمين» في السعودية.
قطـَر طردت عدة آلاف من مواطنيها من ذوي الاصول السعودية على خلفية خصومة مع الرياض التي لم ترد أو تعترض على الاجراء القطـَري.
قطـَر هي التي رعت ومولت العمليات العسكرية للإطاحة بحكم المجنون معمر القذافي في ليبيا.
قطـَر هي من تدعم حكومة «الإخوان المسلمين» في مصر، وهي التي تحمي الاقتصاد المصري من الانهيار وبالتالي تحمي مصر من إعلان الافلاس. وهي انما تفعل ذلك من اجل الاستحواذ على قناة السويس.
أي أن قطـَر تريد أن تفعل ما عجزت عنه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مجتمعة قبل أكثر من خمس وخمسين سنة، حينها لم تكن قطر موجودة على الخريطة السياسية بعد.
قطـَر تمول المعارضة المسلحة التي تحارب النظام السوري وتمدها بالسلاح والعتاد والمال. وهي انما تفعل ذلك لقطع الطريق على مشروع تصدير الغاز الإيراني والعراقي عبر سوريا إلى اوروبا، الذي قد يؤثر سلبا على امكانياتها التصديرية.
قطـَر مولت الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افغيدور ليبرمان. على ذمة ستيفي ليفني.
قطـَر تكاد تشتري كل ما يقع بين يديها من بنوك وسلاسل فنادق وأندية رياضية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وبتنا نسمع عن تململ فرنسي من هذا النهم القطـَري للاستحواذ على املاك عقارية في باريس.
قطـَر تمَوِّل وتُسَلح المتطرفين المسلحين في مالي، حسبما جاء على لسان السكرتير الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم هارليم ديزير.
من المؤكد انه لا قطـَر ولا ستين قطـَر قادرة على التصدي لكل تلك الملفات الخطيرة في منطقة شائكة ومعقدة كالشرق الأوسط، ولكن كل «الضحايا» يؤكدون، بالصراخ أو بالهمس، ضلوع قطـَر في التآمر على امن دولهم. والطريف أن قطـَر هي الوحيدة التي تنفي ضلوعها بأي من الملفات المذكورة.
إنّ نظام الحكم في قطـَر عائلي وراثي، تحتكر فيه عشيرة آل ثاني كل المناصب والمواقع الحكومية المهمة. والبلد ليس فيه ميزانية، والواردات الهائلة تسجل باسم الامير وأبناء اسرته الاقربين، أي انه لا يوجد حد فاصل بين العام والخاص، فقطـَر وما فيها مُطَوَّبٌ باسم آل ثاني. وقد اختار الحَمَدان (حمد جاسم وحمد خليفة) أن يفتحا بيت المال لتمويل كل الاعمال الاجرامية التي يستحيل تمويلها بشكل قانوني.
كشف الخبير الاقتصادي والكاتب الصحفي العراقي ميثم لعيبي أن قطر تقع في ذيل قائمة الدول التي تتيح بياناتها الاقتصادية امام الجمهور، فهي تقع في المرتبة «صفر» في مؤشر الموازنة العامة المفتوحة،«وهو في الأساس مسح لمجموعة من البلدان عبر عدد من المعايير الموضوعية المعترف بها دوليا لتحديد درجة كل بلد فيما يتعلق بشفافية عرض الموازنة العامة وإتاحة المعلومات والبيانات أمام الجمهور، وهو مقياس مكون من 100 نقطة».
ويضيف لعيبي أن أغلب التحليلات تشير أن الدول التي لا تفصح عن بياناتها هي دول ذات «مؤسسات ديمقراطية ضعيفة وتحكمها أنظمة متسلطة، وان بعضها يعتمد على تصدير مواد أولية كالنفط والغاز. كما ان هذه الدول تتميز بخصائص أخرى مثل اشتراكها بعدم التمتع بمؤسسات التدقيق والرقابة المستقلة وعدم وجود آليات موضوعية لمتابعة ما اذا كانت السلطة التنفيذية تتبع توصيات تلك المؤسسات». [جريدة العالم الغراء 2013-02-06، العدد 750].
لا تتميز قطـَر عن دول الخليج العربي الأخرى في الثراء، فالكويت والإمارات العربية ليستا اقل ثراء منها. إلا أنّ الحَمَديْن الشقِييْن القصيريْ النظر يعتقدان أن كل شيء قابل للشراء. وهما مطمئنان من انهما محصنان من أي عقاب أو ردع طالما ضَمنا رضا جماعة «قاعدة السيلية».

ولله في خلقه شؤون.

أحدث المقالات