15 نوفمبر، 2024 9:54 ص
Search
Close this search box.

قطر تقول: يا ليتني مت وأنا اؤذنُ!

قطر تقول: يا ليتني مت وأنا اؤذنُ!

يحكى أن ديكاً كان يؤذن عند فجر كل يوم، وذات يوم قال له صاحبه: أيها الديك لا تؤذن أو سأنتف ريشك! فخاف وقال في نفسه: “الضرورات تبيح المحظورات”، ومن السياسة الشرعية أن أتنازل، وأنحني قليلاً للعاصفة حتى تمر، حفاظاً على نفسي وريشي، فهناك ديوك غيري تؤذن، ومرت الأيام والديك على ذلك الحال، وبعد أسبوع جاء صاحب الديك وقال: أيها الديك إن لم تكاكي كالدجاجات ذبحتك!
قال الديك في نفسه مثل ما قال سابقاً:”الضرورات تبيح المحظورات”،ومن السياسة الشرعية أن اتنازل، وأنحني قليلاً للعاصفة حتى تمر، حفاظا على نفسي، وتمر الأيام وديكنا الذي كان يوقظنا للصلاة، أصبح وكأنه دجاجة!وبعد شهر قال صاحب الديك:أيها الديك الآن إما أن تبيض كالدجاج، أو سأذبحك غداًعندها بكى وقال:ياليتني متُ وأنا أؤذنُ، هكذا تكون سلسلة التنازلات عن المبادئ والقيم، تحت مسمى”فقه الواقع” مكلفاً، باهظاً، مميتاً كما يقال.
القرارات التي تصنعها الكرامة صائبة وان أوجعت، وهذا ما لم تفعله قطر، حينما تعاملت بإزدواجية مع قضايا المنطقة، خاصة فيما يتعلق بدعم المنظمات الإرهابية، والجماعات المتطرفة وإيوائها، فحاولت زج نفسها، متوهمة بأنها قطب مهم في المنطقة، وحليف إستراتيجي لأمريكا، وذلك بإستعمال أدوات الإعلام المغرض، المتمثل بقناة الجزيرة، وقيادات حركة الإخوان المسلمين، كيوسف القرضاوي الذي منحته الجنسية القطرية، وإستمرت بالدعم والتمويل، لكن السعودية قالت لقطر:سأنتف ريشكِ!
قالت قطر حفاظاً على نفسها:”الضرورات تبيح المحظورات”، فقادت حملة على السعودية تحت شعار: (أخرجوا الأمريكان من أرض الحرمين)، ففاوضت الأخيرة على خروج جنودها من السعودية، وبدأت قطر تتزاحم مع كل مَنْ هب ودب، لإسقاط الأنظمة العربية واحدة تلو الأخرى، (ليبيا والقذافي، سوريا والأسد، مصر والسيسي، وحتى العراق واليمن)، ليكون لها موطئ قدم في السياسة الدولية، وتأثيرها على مراكز القرار العالمي، لكن أمريكا طلبت منها أن تكاكي!
حالما تسلم تميم بن حمد دفة حكم إمارة قطر، بإنقلاب أبيض على أبيه عام(2013)، لم تتغير سياسته عن والده، بل أقام علاقات سرية وعلنية مع إيرانن وقوى شيعية مؤثرة، ومساندة واضحة تصر عليها لجماعة المسلمين الإخوان، وهذا لا يرضي السعودية بمذهبها الوهابي المتطرف، مقابل ذلك بدأت أمريكا بمراجعة حساباتها مع قطر، كون الدول الخليجية أبدت إمتعاضها من سياسة قطر، وتصدرت قائمة الدول الراعية والممولة للإرهاب.
زيارة ترامب لعاصمة القرار الوهابي الرياض، رسمت خارطة مرحلة جديدة، إستعرت خطوطها بعد التسريبات القطرية ضد السعودية، وبما أن ترامب وعد بإصلاح ما أفسده أوباما في الشرق الأوسط، فإن صاحب البيت الأبيض طلب من بعض الدول، وفي مقدمتها قطر بأنه حان الوقت لتبيض، وتنسى أنها كانت ديكاً يؤذن، للضغط في القضايا العربية والإقليمية، عليه تميم بن حمد إضطر للقول:هكذا تكون سلسلة التنازلات مكلفة، باهظة، وقد تكون مميتة!

أحدث المقالات

أحدث المقالات