21 أبريل، 2024 7:21 ص
Search
Close this search box.

قطرةٌ رماديّةٌ في بحرِ رمضان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا أجد ايّ مبررٍ او مسوّغ لتمتلئ صفحات السووشيال ميديا في الإسهاب في الشرح والإيضاح عن فضائل الشهر الكريم , فهذه بالطبع غدت من المسلّمات المعروفة والمكررة سنوياً منذ مئات السنين او اكثر , ولا ادري اذا ما هؤلاء السادة المسهبين لا يمتلكون شيئاً لكتابته سوى الحديث عن رمضان والرمضانيات المعروفة والمحفوظة عن ظهر قلب من ابسط انسان .

في هذه ” القطرة ” او في جزيءٍ منها , فسوف تتقلص ولربما يطال الأنكماش لأعدادِ جلسات المنتديات والمحافل الثقافية والأدبية طيلة هذا الشهر المبارك , مراعاةً لأوضاع الصائمين , لكنها ايضاً ستترك اثراً في بعض الأنفس .

والى ذلك , وضمن مساحة او حجم تلك القطرة , فالكثير من البشر او أقلّ او اكثر من ذلك ما برحوا لا يميزون الفرق في المعنى اللغوي بين < الصوم والصيام > بينما هم على درايةٍ في المغزى والفحوى والمضمون ” وبشكلٍ ضمنيٍ ” بين كلا الصيام والصوم , وعلامَ ذلك , وما اسهل من ذلك .! وهل بقي مَنْ لا يعرف أنّ ” الصوم ” هو صوم النفس وصوم اللسان , بينما الصيام هو الأمتناع عن الأكل والشراب , أمّا اذا ما زال البعض لا يفهم ذلك فأنها كارثة الكوارث وبأمتياز .

من جانبٍ آخرٍ او من الضفةِ الأخرى لبحر رمضان وامواجه المتموجة حسب الأنواء والأجواء , فالأمر يتعلّق تحديداً بالمطاعم الشعبية المرخّص فتحها في هذا الشهر الكريم , فليس من اللائق ” الأستمرار والأصرار الحكومي لإلزام تلك المطاعم بوضع ستائرٍ مصطنعة عبر اقمشةٍ كأنها شراشفٍ ” وبشكلٍ غير هندسي على واجهاتها , بغية عدم إظهار منظر الأطعمة والذين يتناولون الطعام من خلف زجاج المطاعم .! , والذريعة المنتشرة في ذلك هي عدم إثارة الصائمين وفتح شهيّتهم للطعام .! , لكنّ هذا الأجراء وتلك الذريعة هي إهانة اصلاً للسادة الصائمين ” ونحن بدورنا نستثقل الكتابة في هذا الشأن ايضاً ” , كما ندرك مسبقاً أنّ هنالك من يزعم او يدّعي ولربما يظن أنّ فرض وضع الشراشف على ” الفاترينات ” – الواجهات هي لإحترام حرمة شهر رمضان , وكأنّ الحرمة لا تكون إلاّ بهذه الأقمشة البالية والمتهرّئة .! , فعلامَ ” مرّةً اخرى ” عدم استخدام الستائر المعدنية او غير المعدنية من داخل المطاعم وليس بأستخدام مرادفات الشراشف من خارجها .! .. ثُمّ , ومن خلال الرصدِ والمتابعةِ عبرَ سنينٍ وسنين , فكأنّه محظورٌ استخدام اية اقمشةٍ ملوّنة , وينبغي أن تغدو بيضاء اللون , وحتى لو لم تكن ناصعة البياض .!

اخيراً , يؤسفنا ايّما اسفٍ انجرارنا وإيغالنا الخاطئ ودسّ انوفنا في هذا الميدان الذي تفصله ” أبحرٌ وجبالُ ” حسبَ واستعارةً من المرحوم الراحل نزار قباني , وإيلاجه في الكتابة الصحفية والأدبية , ومن دون أن تغدو للضرورةِ احكامها , ولا نعترف بأنّ الإعترافَ بالخطأ فضيلة , وكان يتوجّب أن لا نخطئ .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب