23 ديسمبر، 2024 12:40 م

قطرات المطر تلك المياه الناعمة التي تهبط من السماء راسمةُ من ذلك الهبوط لوحةُ جميلة متجسدة بطبيعة الخالق ,ومدى براعته في نعمته , تلك القطرات التي تتجسد بها سرُ من أسرار الحياة وتنتعش بها الكثير من مخلوقات الله , وتحي بها الارضٌ الميتة , وأن كانت تلك القطرات قد تتحول في بعض الاحيان الى زخات كثيفة متتالية مؤلمة مخلفة دمار وخراب في الكثير من البلدان .
ما بين نيران المفخخات ومياه الامطار عاشت بغداد وباقي المحافظات الاخرى هذه الأيام مأساةُ حقيقيةُ من تلك الزخات الكثيفة , مأساة مؤلمة أدت الى غرق المنازل والشوارع في معظم مناطق العراق , رسمت ابشع الصور المخزية والتي يعرق لها الجبين ,عن سوء الإدارة وضعف الوعي الخدمي في هذا المجال ,وعمق الفساد في الانجازات الحياتية , في الشتاء تكون الصورة واضحة , وبشعة في نفس الوقت من جراء الامطار ومخلفاتها , حالة يرثى لها .
في البلدان المتقدمة تكنلوجياَ يفرحون بهطول الامطار, وأحياناً يخرجون الى الشوارع تحت زخات المطر المتتالية , وكأنهم لم يشهدوا هذه النعمة أصلاً !!, ونراهم يصورون بعضهم البعض في ( كاميراتهم الديجتال ) يصورون قطرات الندى فوق الازهار , يعتبرون من هذه النعمة حماماَ شاملاَ لكل بلدهم , وصورةٌ حقيقيةُ رسمتها السماء خلابةُ وبراقةُ . في العراق نرى عكس هذه الصورة فالمطر يعتبر لدينا من أسوء نعم السماء ,ترسمُ تلك القطرات الغزيرة صورةُ معتمة ومخزية لما تتركه من اثار ومخلفات جسيمة مادية ومعنوية , فالكوارث الطبيعية مثل الأمطار التي تحل في بلدنا من المحتمل أن تتزايد عاماً بعد عاماَ وتتعرى كل الوزارات المعنية بتعمير المدن , وتكشف سوء التخطيط هنا وهناك ( فالفساد والمفسدين في العراق ( حدث ولا حرج ) يعمدون الى أعمار مصالحهم الشخصية على حساب الأرض وأهل الأرض , نتمنى يكون لدى السؤلين في هذا الشأن اهتمام عام يصب في صالح التنمية الوطنية التي تحتاج الى عمل متكامل في منظومة متناغمة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا في بلد تفوق ميزانيته قدرات المعقول نسمع فيها ولانشعر بها كأنها دقيقُ ذهب أدراج الرياح .
فالبنية التحتية هي الاساس ولابد أن يكون الأساس متيناَ وحتى تكون تلك القطرات الكثيفة نعمة تحتاجُ الى ماهر ساهر يرصد حركات المشروع الخدمي من بدايته وحتى نهايته ,يضمن لنا عدم خروجه عن مساره المحدد له , هذه القطرات نعمة حسب قول رسول الله صلى الله عليه والة ( اللهم أنت الله لا أله الا أنت الغني ونحنُ الفقراء ,أنزل علينا الغيث وأجعل ما نزلت لنا قوةُ وبلاغاً الى حين) .