في ذكرى ذلك الجرح النازف حتى اليوم .. جرح العدالة .. وسفك دم الانسان .. جرح علي بن ابي طالب
أيُّ دمعٍ يا عليّْ … قَدْ يوافي المُبتليْ
…
يا سحاباً جادَ بالغَيْثِ وما
بَلَّهُ الغيثُ نقيّاً بَرْعَما
ذلك البُرْعمُ يا مَولى نما
أزهرتْ أورادُهُ معنى عليّْ
…
أثمرتْ أورادُ ذا الزرعِ الهدى
حيث أندى الغيثُ ما بلَّ الندى
ليعودَ القلبُ رَطْباً قَدْ شدا
بمعانٍ أظهرتْ فَيْضَ عليّْ
…
كُنتَ لليُتْمِ أبَاً ، أيُّ أبِ
تَذرفُ الدمعَ سريعاً لصَبيْ
أَيُّهَا الضرغامُ كلّ العَجَبِ
بينَ حدّينِ وجدناكَ عليّْ !
…
أَيُّهَا المغصوبُ حقّاً قد سَما
كُنتَ نُبْلاً أَمْ عِماداً أَمْ هما ؟!
أيها الخصمُ الشريفُ طالما
يندبُ الأعرابُ غَوْثاً يا عليّْ
…
حُكْمُكَ الوَضّاءُ شمسٌ أسفرتْ
عن ربيعِ الحقِّ لمَّا أشرقتْ
حينَها الأَحكامُ للهِ سَمَتْ
فاستحالَ العدلُ شخصاً في عليّْ
…
عَشِقَ الأيتامُ ودّاً ظِلَّكَ
وجدوا فيضَ أبيهمْ مِثْلَكَ
شبْهَ حنوِّ الأمِّ فضلاً انَّكَ
أحْمَديُّ الفَيْض عَطْفاً يا عليّْ
…
عطرُكَ الفوّاحُ أحيا ما أماتْ
رجسُ أشياخِ السنين الكالحاتْ
عَبَقٌ من روضةِ الآياتِ آتْ
تزهرُ الأرواحُ طهراً بعليّْ
…
كُنتَ تهْتَاناً إذ الروحُ غَدتْ
مِثْلَ صحراءٍ لبلوى ما أتَتْ
جادها غيثُ عليٍّ فارتوتْ
أنبتتْ بعضَ الذي أندى عليّْ
…
كُنتَ سَيْفاً يقرأُ الآتيْ كما
قرأَ الماضيْ بنظراتِ السما
أنتَ لا تسفكُ للناسِ دَمَا
ذاكَ زرعٌ بذرُهُ سيفُ عليّْ
…
ذلكَ البيتُ جِنانٌ أَمْ ضِيَا
أنتَ والزهراءُ صَفْو الأصفيَا
أيُّ أملاكٍ صَغَتْ
أيُّ حورٍ سَبَّحتْ
أيُّ أورادٍ تَلَتْ
أيُّ صوتٍ رتَّلا
أيُّ نورٍ قَدْ علا
مَنْ أجابَ الناعيا
( لا فتى إلّا عليّْ )