من هم الذين شملهم فتنة قميص عثمان { ردة الفعل } القتلة ..؟ أم المحرضون؟ أم المشاركون ؟
إذا كان ألقتله، فالذين ذكروا خمسة عشر شخصا فقط ً، من أبرزهم سودان بن حمران من أهل مصر وعمرو بن الحمق الخزاعي (بدري)، وكنانة بن بشر من مصر ورومان الأصبحي من الشام , ومحمد بن أبي بكر, ومحمد بن عمرو بن حزم..إلى أن يصل العدد إلى خمسة عشر ..هؤلاء الفئة الأولى المباشرون بقتل عثمان ..* الفئة الثانية، المحرضون ، وهم أقسام، فمنهم من حرض على قتله، ومنهم من حرض على الثورة عليه، ومنهم من كان يناصحه وينكر عليه.. هذه الفئة المحرضون على الثورة هم معظم الصحابة من المهاجرين والأنصار، وأشدهم في ذلك عائشة وطلحة والزبير وعمار بن ياسر وغيرهم ، وقد سبق أن أنكر على عثمان صحابة كبار ماتوا قبل الثورة، مثل عبد الرحمن بن عوف وأبو ذر الغفاري وعبد الله بن مسعود والمقداد، كانت عباراتهم شديدة، وقد تنبأ عمر بن الخطاب بأن عثمان سيوطئ بني أمية على رقاب الناس ثم يثورون عليه ويقتلونه، فتحققت نبوءة عمر كما قال!
الفريق الثالث الذين كانوا يحرضون على قتله ثم طالبوا بدمه فكثير، مثل طلحة وأم المؤمنين عائشة وعمرو بن العاص ومعاوية حرض عليه بدهاء، وكان الأضر به ..*** الخلاصة: قتلة عثمان الفتنة التي استمرت الى اليوم , ولكن بصورة متعددة متجددة فهل يجب قتلهم؟ حسب مفهوم معاوية .. الجواب نعم، كل محرض يقتل.وكل مشارك يقتل ومن قام بالقتل يقتل .. إذن توسعت الفكرة وأصبح القتل والثار مطلبا ينم عن عقلية عربية جاهلية .. وأصبح القميص غاية يتوسل بها الأقوياء للوصول إلى مبتغاهم .
بمعنى:لو صحت فكرة القميص بكل عناصرها ..ل وجب على الإمام علي{ع} قتل معاوية وا بن العاص وطلحة وعائشة وعمار بن ياسر ..الخ نظرية معاوية فقط تقول هذا، لكن واقع معاوية لا يقول هذا،لأنه حين حصل على مبتغاه تناسى القميص وما جرى لصاحبه , فهو وصل عن طريق القميص لغايته …وتطور القميص وأهدافه مع كل المشاريع السياسية والاجتماعية فأصبح قتل جميع المسلمين وأهل الكتاب والمعاهدين بحجة الكفر لكتاب الله .. وهؤلاء دخلوا تحت عنوان , ودين آخر , وغير مكترثين للإسلام وتعاليمه , وغير ناصرين للحركة التي تحمل قميصا معينا عثمان .. فالجميع يقتلون .. ليس هذا فقط , فالقميص توسعت فكرته كثيرا وأصبح أقوى البضائع الرائجة في زماننا , أصبح له ألوان متعددة ..هذا الأمر يتجدد الآن في المشاكل العشائرية , فلا توجد مشكلة بينهم إلا ورفع قميص عثمان عندهم , وفي الخلافات السياسية , تجد قميص عثمان يتصدر المواقف السياسية.
ونسمع المغردين والمنتفعين يرفعون قميص عثمان مدافعين عن المظلومين سنة وشيعة , في حين الذين قتلوا أصحاب القميص هم المغردون أنفسهم , إذن الفكر الأموي الذي أسسه معاوية يوم الفتنة الكبرى , وصل من خلاله إلى كرسي الحكم , أصبح مدرسة وعقيدة يتعلم بها كل من يريد الوصول إلى غايته , فما عليه إلا أن يخرج القميص المناسب للحاجة ويرفعه , وسيجد من يتابعه من أصحاب المصالح ومن أهل الشام المستحمرين ..