23 ديسمبر، 2024 11:04 ص

قضية كرامة أمام الرأي العام والحكومة العراقية

قضية كرامة أمام الرأي العام والحكومة العراقية

الحادث الذي تعرّض له منتسبوا لواء المشاة الآلي السابع والثلاثون التابع للفرقة المدرّعة التاسعة , العائدون إلى ديارهم في أجازتهم الاعتيادية والذين تعرّضوا للاعتقال والتعذيب الوحشي على يد مجموعة من مجرمي الأسايش الكردية في نقطة للتفتيش تابعة لهم , بعد خروجهم من مقرهم في قرية مهانة التابعة لقضاء مخمور , تحوّلت إلى قضية كرامة لشعب العراق وجيشه المقدام البطل وقضية رأي عام , ليس فقط لما تعرّضوا له هؤلاء المقاتلون من تعذيب وحشي بدون أي سبب لذلك , بل لما لاقاه المقاتلون من إهانات وشتائم وبذاءات لهم وللمؤسسة العسكرية العراقية والجيش العراقي المقدام , بطريقة تنمّ عن أحقاد عنصرية لئيمة تقطر كراهية للعراق والجيش العراقي , فالقول ( كواد جيش عراقي .. كواد مقدم ) كانت تخرج من أفواههم بحقد لئيم وكراهية كحقد وكراهية قائدهم مسعود على العراق .
اليوم أريد أن أعكس هذه القضية أمام الراي العام والحكومة العراقية ليس من أجل إثارة مشاعر العداء و الكراهية للشعب الكردي , بل من أجل وضع حد لمثل هذه الاعتداءات والممارسات المملوءة حقدا وكراهية للعراق ومؤسسته العسكرية , وأفترض أنّ هذه المجموعة هم من العسكريين البيشمركة الأكراد العائدين من بغداد إلى كردستان لقضاء أجازتهم الاعتيادية , وتعرّضوا في إحدى سيطرات الجيش العراقي إلى ذات التعذيب الوحشي وذات الشتائم التي تعرّض لها أخوتهم العرب العائدين إلى ديارهم وسمعوا من يقول لهم بعد التعذيب الوحشي ( كواد بيشمركة .. كواد مسعود بارزاني ) , فماذا سيكون رد فعل حكومة إقليم كردستان والأحزاب الكردية عموما ؟ هل ستصمت حكومتهم وأحزابهم على هذا الاعتداء الصارخ ؟ أم أن حكومتهم ستقلب الدنيا على رأس الحكومة العراقية ؟ وسيطالبون بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الاعتداء العراقي الأثيم ؟ وماذا سيكون رد فعل الحكومة العراقية والشارع العراقي ؟ فأول رد  فعل لحكومة المنبطحين في العراق سيصدر من رئيس الوزراء وسيأمر فورا بتشكيل لجنة تحقيقية في الحادث برئاسة كردي لضمان نزاهتها في سير التحقيق , يتبعه في أول جمعة بعد الحادث خطيب جمعة كربلاء ليعلن عن استنكار المرجعية العليا لهذا الاعتداء الصارخ ويطالب رئيس الوزراء بإنزال أقصى العقوبات بالمعتدين ومنع تكرار مثل هذا الاعتداء , ثم تتوالى بعد ذلك بيانات الشجب والاستنكار من قبل أحزاب الانبطاح السياسي , وستكرّس وسائل الإعلام الكردية كل جهودها باتجاه دفع الأكراد بالإسراع بالانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية والخلاص من بطش وعنصرية نظام بغداد, وسيأمر رئيس الإقليم وزرائه ونوابه من الانسحاب من الحكومة ومجلس النوّاب , وستتراجع جريمة الكرادة ولم يعد أحدا يتكلّم بها , وستتحوّل هذه القضية إلى ملف جديد لابتزاز الحكومة العراقية ودفع التعويضات المجزية لكردستان , وستتوافد الوفود إلى أربيل من أجل إقناع كاكا مسعود بإرجاع وزرائه ونوابه الى بغداد , وسيبتهل خطباء المساجد ويدعون الله أن يرجع الوزراء الأكراد إلى بغداد حتى لا تنهار العملية السياسية .. بربك أيها القاري المنصف هل هنالك مبالغة في هذا السيناريو ؟ أليس هذا ما سيحدث بالتمام والكمال ؟ فإذا كان هذا ما سيحدث , فلماذا لا نهب نحن ونثأر لكرامتنا وكرامة جيشنا وكرامة جنودنا المقاتلين الأبطال الذين تعرّضوا للتعذيب والإهانة ؟ متى ستنتفض غيرتكم وكرامتكم يا قياداتنا السياسية ويا حكومتنا الموّقرّة ؟ ألا تستحق هذه الحادثة أن ننزع ثوب الذّل والمهانة والخنوع ونثأر لكرامتنا وكرامة مقاتلينا ونجعل من هذه القضية قضية للرأي العام ؟؟؟ .