أوردت وكالات الإنباء العالمية خبرا مفاده بأن اللاجئين العراقيين تكلف الحكومات العربية مليارات الدولارات خلال السنوات ( 13 ) المنصرمة هذا ما أكدته بعض المنظمات الدولية الإنسانية في تلك البلدان العربية المحاذية للعراق خلال استقبالها المفوض السامي للأمم المتحدة مناشدة أمينها العام بهذا الخصوص , ولا ادري حقاً من المستفيد من موضوع ( اللاجئين العراقيين ) هل هي الأمم المتحدة وأمينها الصنديد بان كي مون الذي كاد أن يصاب بجلطة دماغية في أثناء زيارته الأخيرة لبغداد وسماعه لدوي انفجار قذيفة هاون , تعوَّدَ العراقيون على سماعها والاسترخاء على سمفونيات المفخخات والعبوات , أم سوريا والأردن الفقيرتان جداً جداً وتكاد تموتان من الجوع بعد أن تسبب اللاجئون العراقيون في إحداث مجاعة في هذين البلدين ! أم الأمريكيون والإيرانيون الذين يسعون بطرق شتى لإخلاء العراق من أهله وتقسيم (25) مليون برميل نفط خام درجة أولى فيما بينهما ، أم الحكومة العراقية الحائرة الباحثة عن ألف حل وتبرير وإجابات لأسئلة ومطالب لشعبها المعذب وهموم الساسة الجدد ، أم أعضاء البرلمان المنهمكين بقضية المتظاهرين , والشيء بالشيء يذكر أن هؤلاء سينضمون بأغلبهم مع قوافل اللاجئين المزعومين في دبي وعمان لكن في فنادق الدرجة الأولى والفلل والشقق الفخمة التي بنوها بعرق جبينهم ! لا هؤلاء ولا أولئك , قضية اللاجئين وهو اسم كريه ومنبوذ ولا يستسيغ سماعه احد إذا ما نظر إليه من باب آخر وهو الهجرة المؤقتة لوجدت آلاف الحلول لها , العراقيون في الخارج منذ عشرات السنين في أمريكا ويشكلون جالية عظمى في ديترويت ومشغان وكاليفورنيا وواشنطن وفي كندا وأمريكا الجنوبية والدول الاسكندينافية وفي بريطانيا واستراليا ومعظم دول أوربا وروسيا واسيا وأفريقيا والعراقيون تعرض حتى اليهود منهم إلى هجرة قسرية بعد نكبة 1948 إلى إسرائيل وهاهم لحد الآن يتمنون ويتحرقون شوقاً لزيارة العراق . العراقيون هاجروا وهجّروا لأسباب عديدة وصلت ذروتها بين عامي 1991 – 2003 والبحث عن لقمة العيش بعد تعرضهم لحصار اقتصادي لم يشهد له التاريخ مثيلاً ، ثم الهجرة الكبرى منذ سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال الانكلو _ أمريكي ، لكن العراقيين مهاجرين ومهجرين ليسوا لاجئين فقد خرجوا مضطرين مثقلين بالأحزان ، خرجت نساؤهم ثكالى ، وأطفالهم أيتام ، وشيوخهم باكين على من مات بنيران أمريكية أو بنيران الجار والشقيق إيران والكويت . خرجوا ووصلوا إلى دمشق وعمان يحملون معهم قلباً مفعماً بالأمل وعقلاً لا يقبل الذل وجيوباً ملأى بالقناعة وبما ادخروه من شقاء عمرهم وعملهم وتعبهم – أسواق وشوارع ودكاكين وبورصات دمشق وعمان تشهد للعراقيين مسعاهم لخدمة البلد الذي يضيفهم فقط وهم غير جائعين ولا يستجدون أحداً ، أسسوا الشركات وأعادوا الحياة إلى أسواق ميتة وبدأت الحركة بين هذين البلدين والعراق تنتعش ، واسألوا بذلك المنصفين من أشقائنا في سوريا والأردن أين يقطن ويسكن العراقيون وماذا يأكلون وكيف يتنقلون وكيف يعيشون ، أما موضوع اللاجئين فهو أكذوبة أطلقها بضع موظفين بما يسموا بالأمم المتحدة لتوسيع دائرة السلب والنهب لتشغيل آلاف العاطلين في هذا المنظمة المشبوهة وبإذن الله الذي لا تضيع ودائعه العراقيون وديعة الله في ارض العروبة ، سيعودون إلى بلدهم العراق الموحد الصامد والى دأبهم وديدنهم لفتح أبواب بلدهم لكل العرب والمسلمين وان غداً لناضرة .. نذكر دائماً عسى أن تنفع الذكر