18 ديسمبر، 2024 5:56 م

قضية حلب تمهد الطريق لقوى دولية في الشرق الاوسط

قضية حلب تمهد الطريق لقوى دولية في الشرق الاوسط

الاحداث الاخيرة في حلب وما آلت لها الامور تجعل الكثير من المحللين يتوقفون كثيرا ويعيدون قراءة الاحداث مرات عدة قبل أن يحللوا الواقع على الارض وما وصلا له احوال اللاعبين في هذه المدينة التي أعتبرها البعض من الدول وداعش المعقل الاول قبل الموصل والرقة ولم يتوقعوا أن تصل الى ما هو عليه الان ,,الحديث عن الذي يجري بعد سيطرة الجيش السوري على المدينة صار يغفوا على اوراق الغرابة والترقب عما سينتهي بعد أن استفردت به ثلاث دول اثنان بعيدة عن المشهد هما ايران وروسيا وأخرى تركيا التي دست بأنفها دسا ,,هؤلاء الثلاث اليوم يجلسون متقاربين على طاولة الحوار لرسم خارطة طريق تجعل من مدينة حلب تسير حسب رؤيتهم على الارض التي يتواجدون عليها بقوة ..
ابتعاد دول كانت تتباهى بأنها اوصلت الوضع السوري الى الانهيار وهي تنسحب مرغمة حتف انفها رغم ما فقدته من المليارات من الدولارات على تجهيز قوات داعش وتدمير سوريا واسقاط الاسد من رئاسة سوريا منها السعودية وقطر والإمارات ودول الخليج عدا عمان والتي أعترفت السعودية أخيرا بأنها ستتوقف عن التدخل بالشأن السوري مستقبل يعني الكثير ويشرح ايضا المستور بمجرد أن تتعمق في تداعيات الازمة وما وصلت اليه .
في كل الاحوال واضح أن ايران اليوم تلعبا دورا مهما كقوة كبيرة تستطيع أن تؤثر بكل الاحداث التي تجري في المنطقة ولا تتأثر هي وتنأى بنفسها داخليا على اي تأثير يطال أمنها وسياستها بل اصبحت القطب من الرحى الدولة المستريحة جدا وهي تتلاعب بخيوط الدمى الصارخة وتحركها بشطارة ومهارة سياسييها وبجنرالاتها اللاعبين في الارض بوضوح في العراق وسوريا وربما اليمن ايضا وتستطيع هذه الدولة الاكبر في منطقة حساسة ومهمة للعالم كونها المنبع الاول للنفط العالمي ان تضع هي الخطوط العريضة في سير وتسيير الدول الاخرى سياسيا وحتى أقتصاديا في المستقبل القادم على الرغم من وجود دول أخرى قوية بالمال لكنها ضعيفة سياسيا وتعيش تخبطا سياسيا ومنها السعودية اولا والدول الاخرى التي تدور بفلكها لكن هذه الدولة التي تعيش على حلم تكوين تطرفا اسلاميا مشوها سائرة في تدمير الدول الاخرى التي تختلف معها مذهبيا على الاقل .
اعتراف السعودية الاخير بأنها لم تتدخل في الشأن السوري مستقبلا اعترافا رسميا يكلفها الكثير في الاجواء الطبيعية لو كانت سوريا وحكومتها في وضع مختلف ومستقر لان هذا التصريح يعني ان المشاكل والتدهور الذي حصل كان نتيجة هذا التدخل وبالتالي على سوريا او من كان معها أن يقاضي هذه الدولة المارقة التي اعترفت بأنها تدخلت في شأن دولة أخرى عضوا في هيئة الامم المتحدة وبالتالي فأن التعويضات ملزمة على السعودية أن تدفعها على كل الضرر الذي حصل بسبب تدخلها وما عليها الا أن تنصاع لما يتمخض من قرارات في مجلس الامن لو كان الوضع السوري اليوم يسمح بذالك ,, والا اي اعتراف بالتدخل في شؤون اي دولة مسببة ضرر بسبب هذا التدخل يعني ايقاع عقوبات على المتدخل وطلب التعويض .
روسيا التي باتت اليوم وبعد ترقب طال عدة سنوات قبل تدخلها بطلب رسمي من قبل الحكومة السورية واحدة من ثلاث دول هي اليوم تقود تحالف او قل شبه تحالف يعمل على قضية سوريا تحت الشمس وليس عن بعد فطائراتها وفرقاطاتها وقادتها وقواعدها اليوم شاهد على هذا التواجد الذي اعاد التوازن لكفة القوات السورية في العودة ثانية بدباباتها الى المدن التي سرقت من الخارطة السورية بالمال الخليجي والحلم التركي الذي لعب هو الاخر في سوريا على الرغم من تحركاته كانت عرجاء ومشوهة لكن وجود قوات لتركيا في سوريا جعل من روسيا وأيران ان تركيا اللاعب الثالث ومن الكبار ايضا ولم يبعدا تركيا على الرغم من أنها تمر بحال لا تحسد عليه بسبب التخبط السياسي لرئيسها اردوغان الذي يعيش حالة من الطموح بمحاولته أعادة أمجاد دولة آل عثمان فهو لا يتردد بأتخاذ قرارات متسارعة ويحاول فرض سياسته على الصورة التي ربما تكتمل بوجوده أو عدم وجوده .
الحقيقة أن تواجد تركيا في طاولة الحوار حول مدينة حلب هو اثارة للتساؤل لان تركيا في كل الاحوال تعيش على ولادة الاحداث المؤلمة لجيرانها وتراها تحاول مد عنقها بالقوة في تلك الاحداث لتضع نفسها الركن المهم في تلك الولادات على المنطقة النفطية فهي في العراق ترسل جيوشها وتتبجح وتهدد وتتوعد لكن في المحصلة الاخيرة وجدت نفسها لايمكن أن تحرك واحدة من عجلاتها في الشمال العراقي لان الاوضاع تسير وفق خطط مرسومة بعيدة عن تطلعاتها وفي سوريا ايضا وجدت نفسها تارة المنقذ وتارة المهدد وتارة المتدخل وأخيرا المحاور لانقاذ الموقف في سوريا من جل اجلاء وأنقاذ العوائل والاطفال وأخراج ارهابيي العصابات التي أحتلت حلب ودمرتها ,,واعتقد وهذا غير معلن أن تركيا الى الان حتى في الحوار الثلاثي لم تقدم رؤية سليمة لما يستطيع ان يخرجوا الاوضاع من مستنقعها لانها تعيش في حال سياسية ودبلوماسية مزرية ويبدو ان روسيا وايران تتسيدا القرارات وهما من تقبل رؤيتهما لا تركيا وعلى الاخرين القبول . 
ما يحصل الان لم ينتهي في حلب لو نظرنا بعمق اكثر ان امريكا شبه مهمشة في الاوضاع الحالية وهي بعيدة عن اتخاذا القرارات من قبل الثلاثي الروسي والايراني والتركي وتأثيرها فقط كان معتمدا على حلفاء لها وجدوا أنفسهم خاسرين فأبتعدوا فقررت هي الابتعاد لعل ابتعادها مؤقتا لكن في كل الاحوال لم يكن متوقع ن تكون الدبلوماسية الامريكية بعيدة في هذا الحدث بالذات التي لعبت فيه دورا واضحا غير مخفيا ,, لكن كما يبدوا أن أنتهاء الفترة الرئاسية لاوباما الذي وصلت الى ايامها الاخيرة بدأت تعطي المجال للقادم الجديد في البيت الابيض وهو الذي سيكون او قد يكون مختلفا في نظرته للأوضاع في المنطقة ,, اذن سحب البساط من الدول الاوربية وأمريكا وجعل القضية السورية وبالذات قضية حلب قضية اسيوية بأمتياز ينبأ ظهور قوى دولية في الشرق الاوسط واسيا ستأخذ مكانتها وتلعب بقوة في كل احداث القارة المشتعله اليوم وفي المستقبل وأعتقد سيبعد الكثير من الدول التوابع التي ما فتئت تتراجع عن احلامها التي اوجدتها قوة اقتصادياتها في التحرك على محاولتها تخريب ما بني في دول حتى لو كانت لفترة سابقة تعتبر الاخت الكبرى او الممول لحل المشاكل لكنها اليوم اجبرتها التحولات الى المغادرة والانتباه والصحوة لما هي عليه من تخبط سياسيى وتدخل غير مشروع وتصدير فكر متطرف الى دول الجوار والعالم .
Kathom [email protected]