لم يكن الكثيرون يتوقعون ان يكون مدخل جسر الميكانيك من جهة حي الطعمة في منطقة الدورة او فتحة الميكانيك الصغيرة لعبور المشاة ، وهي تقع بعد الجسر بأمتار ان يؤثر مثل مثل هذا الامر على الأمن والسلام الدوليين ، أو يمكنها ان تؤثر على سياسات البيت الأبيض وستراتيجته العسكرية، لهذا أقدمت قيادة عمليات بغداد على حرمان العشرات من أهالي الدورة من المرور يوميا عبر الجسر الى الطريق السريع المؤدي الى البياع أو بغداد الجديدة، وبدأ الاف الناس من الطلبة والكسبة والنساء وكبار السن ساعدهم الله وأعانهم على مصيبتهم ، والناس العاديين من يريدون الوصول الى اعمالهم وهم يلعنون أقدارهم التعيسة لأن الأمر في العراق وصل الى هذا الحد من ان يتدخل مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة في تحديد أمر تحركهم أو سيرهم اليومي في طرقاتهم العامة.
وتشير مصادر مطلعة الى ان أهالي منطقة الدورة يودون توجيه نداء عاجل الى البيت الأبيض والناطقة بإسم الخارجية ماري هارف والامين العام للأمم المتحدة والاتحاد الاوربي وحلف شمالي الأطلسي والممثل الخاص للأم المتحدة لزيارة منطقة جسر الميكانيك جنوبي بغداد ، وهو من أكثر المعنيين بهذا الملف للتدخل لاعادة عبور المشاة من على جسر الميكانيك والفتحة القريبة من الجسر والتي لايتجاوز عرضها المتر ونصف المتر ، وجعلها ضمن أحد الملفات التاي تعرض على رؤساء الكتل السياسية عند تشكيل الحكومة المقبلة ، كونها من وجهة نظرهم ليس لها علاقة بالأمن القومي الامريكي ولا تؤثر على الأمن والسلام الدوليين ، أو له علاقة بالأزمة في أوكرانيا ، بأي حال من ألأحوال، وبإمكان الولايات المتحدة عبر مسؤوليها في العراق أن تتأكد من ان هذه المنطقة كانت مفتوحة منذ التسعينات من القرن الماضي لكنها أغلقت قبل يومين، وهم يتساءلون عن سبب اغلاقها بعد عشرين عاما أمام المارة وليس السيارات، لانه لايوجد طريق لمرور السيارات أصلا ، ويؤكدون مرة أخرى انها امام المارة الذين يضطرون للنزول على مدرجات عالية جدا او الصعود اليها للوصول الى مناطقهم في منطقتي الميكانيك والطعمة، اللتان لم تبديا أي توجه يظهر معاداتهما للسياسة الاميركية ، الا ربما أثناء احتلالها لبلادهم لفترة أكثر من عشر سنوات، والان وتحت رعاية الحرية الاميركية فان أغلبية العراقيين يعيشون في بحبوحة من العيش بفضل سلات مختلفة الانواع من مختلف البضائع والسلع وشتى اصناف المنازل والمساكن والشوارع الجميلة والاحياء الراقية قد غمرت بلد الديمقراطية، بفضل بحيرات النفط العائمة في ارض العراق، والتي تدر على شعبه مليارات الدولارات ، لكنه لايراها ولا يدري الى أين تذهب، المهم لدى العراقيين انهم يتجرعون كأس الديمقراطية المر وهم يخلطونها مع الزعفران والحامض شلغم ،وإضافة ( مقبلات ) أميركية وإيرانية عليها ، لتكون مستساغة من الجميع!!
نعود الى موضوع لم تتمكن قيادة عمليات بغداد من حله رغم مناشدات كثيرة بايجاد حل لمشكلة الفتحة الكائنة قرب جسر الميكانيك وعلى مدرجات جسر الميكانيك التي أغلقت أمام الاف المارة، بحجة انها تؤثر على الأمن القومي الاميركي ، إذ ان أوباما اتصل كما يبدو بأحد القيادات العسكرية وحذرهم من مخاطر عبور المشاة عبر الجسر، إذ رصدت الاقمار الصناعية الاميركية قبل أيام جموعا من البشر تسير على امتداد هذا الطريق، الا ان قيادات عراقية أبلغت الادارة الاميركية ان هذه الجموع هي جموع الزائرين لكربلاء، ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد بتحركات رصدها البيت الأبيض على أمتداد هذا الطريق السريع وطمأنهم من ان مثل هذه الحشود قد انتهت الان بعد ان بقي الجسر لاسابيع مغلقا بوجه من يريد الدخول اليه، عدا جموع الزائرين، وفعلا تم اغلاق الجسر امام المشاة ولكن بعد انتهاء الزيارة ، وليس اثناءها ، ما يدل على ان هناك ريبة في الامر من مخاطر ان يمر عشرات الناس صباحا وعند الظهيرة لكي يصلوا عبر صعود الجسر الى الطريق السريع المجاور أو النزول منه الى بيوتهم ، ووجد المختصون في الشأن العراقي أن افضل طريقة هو منع مرور المشاة من جهتي الجسر صعودا أو نزولا لتلبية رغبة البيض الأبيض وطمأنته من أن الاجراءات المتخذة تسير على مايرام وان ليس هناك مايهدد السلام العالمي من هذه المنطقة..
غير ان محللين سياسيين ممن كثر عددهم هذه الايام ، وقد إفتتح بعضهم ( بسطيات ) يرون في الموضوع ان له علاقة بتشكيل الحكومة ، وموضوع ( الولاية الثالثة ) ولا ندري هل يفتح العبور للمشاة في (الولاية الخامسة ) أم ان الامر قد يطول الى ( الولاية العشرين )؟ وهم يعتقدون ان الأمر سيدخل دهاليز السياسة، مما يعني ان حل قضيته ( الشائكة )أصبحت من المستحيلات !!
ويبدو ان سواق السيارات العمومية والكيات على وجه الخصوص لديهم نية بتنظيم تظاهرة وارسال مناشدات عاجلة الى مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة والممثل الخاص للامم المتحدة في العراق يطالبون بإعادة طريق المشاة قرب جسر الميكانيك ، والفتحة القريبة من الجسر والتي أغلقت قبل شهر ، كون إغلاق الجسر قد أدى الى قطع ارزاقهم وعدم مقدرتهم الان على الاستفادة من عشرات الناس الذي يستقلون سيارات الكيات للعبور الى البياع او جهة بغداد الجديدة للتجمع عند مدخل الطريق السريع لكي يسقلوها الى باقي مناطق بغداد، وعدوا اغلاق هذا الجسر حرمانا لرزق كانوا يستفيدون منه، في وقت تدعي الجهات المختصة ان بامكان هؤلاء السواقين ان يقدموا طلبات الى الأمم المتحدة لتعويضهم من صندوق التعويضات الدولي ، وقد وعدهم الامين العام بان كي مون بانه سينظر بطلبهم امام جلسة لمجلس الامن، ويخشى عشرات الناس من ان جمهورية الرأس الاخضر قد تستخدم حق النقض ( الفيتو ) لابطال مشروع القرار، كونه يهدد أمنها القومي بأن يضطر هؤلاء لعبور البحر الاحمر الى المحيط الهندي ما يؤدي حسب اعتقادهم الى تصاعد أعمال الارهاب، خاصة وان بعض السفن قرب البحر الاحمر من جهة مدغشقر وجيبوتي كثيرا ما تتعرض الى القرصنة، ويخشى أصحاب السفن من ان يؤدي تدفق الاف العراقيين الى هذه الشواطيء ان يتعرض أمنهم لمخاطر جمة!!