18 ديسمبر، 2024 6:58 م

قضية المهدي ليست عبارة عن مليشيات وقتل وإجرام

قضية المهدي ليست عبارة عن مليشيات وقتل وإجرام

محمد المهدي هو رجل يؤمن المسلمون بظهوره في الفترة الأخيرة من حياة البشر على الأرض أو ما يعرف إسلامياً بـ”آخر الزمان” ليكون هذا الشخص حاكماً عادلاً وعظيماً لدرجة أنه سينهي الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل والإسلام الصحيح بعدما قام المدلسون والمنحرفون من المتأسلمين – من الشيعة والسنة بكل فرقهم – بتشويه صورة الإسلام…

نجد إن في الخط الإسلامي وخصوصاً في عصرنا الحديث هناك منهجين إستغل عنوان المهدي لصالحه، ففي الخط الشيعي هناك من جير هذا العنوان من أجل تأسيس المليشيات و السرقة والسعي للحصول على المناصب السياسية وكذلك لغرض التغرير بالناس وتشكيل مجاميع منحرفة فكرياً بعيدة عن المنهج الإسلامي القويم، وهذا ما جعل عنوان المهدي مبغوضاً عند الجميع من المسلمين وغير المسلمين…

بينما نجد في الخط السني هناك من جعل عنوان المهدي سبباً وذريعة لتكفير الناس وللقتل وسفك الدماء خصوصاً أتباع الخط التكفيري الذين يدعون الانتساب إلى السنة والسنة منهم براء، فهم يقتلون ويسفكون دماء كل من يعتقد ويؤمن بالمهدي، فكل من يعتقد بالمهدي فهذا يكون مباح الدم عند هؤلاء، فصار عنوان المهدي ذريعة لهؤلاء المجرمون ليمارسوا طبيعتهم السادية في ارتكاب أبشع وأقبح الجرائم …

وبين هذا وذاك صار القتل والجرائم وتشكلت المليشيات والتنظيمات الإرهابية، فذاك الطرف يقتل بعنوان نصرة للمهدي وهذا الطرف يقتل بعنوان محاربة البدع !! فصار عنوان المهدي سبباً لسفك الدماء بسبب الطرفين، بينما المهدي وعنوان المهدي وكما يقول المرجع المحقق الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ” صلى الله عليه وآله وسلم “).. {{… نأتي بالبحوث العقائدية حتى يكون كل إنسان على بينة، ونعرف من هو المهدي وما هي قضيته، فقضية المهدي ليست عبارة عن مليشيات وقتل وتقتيل وإجرام وأموال ورشا ومناصب وسياسة واحتيال وسرقات وفساد، ليس هذا هو المهدي سلام الله على المهدي، المهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وإيثار وأخلاق …}}…

ولأن عنوان المهدي هو بما وصفه المرجع المحقق الصرخي نجد إن كل الأطراف التي استغلت هذا العنوان وجيرته لمصالحها الشخصية في تحقيق أهدافها ومشاريعها الإجرامية الفاسدة نجد تلك الأطراف قد حاربت كل من سعى ويسعى لنصرة قضية المهدي والتأسيس لها بالقول والفعل الصادق الذي يمثل الإرادة الإلهية وذلك من أجل التغطية على فعالهم النتنة حتى لا تكشف حقيقتهم للناس ويبقى التغرير والتضليل مستمر وتبقى عمليات القتل وسفك الدماء مستمرة.

https://www.gulf-up.com/i/00070/kg9s17rv6g0z.jpg