23 ديسمبر، 2024 11:32 م

قضية الشيخ النمر تحتاج لعقلانية من عقلاء النظام السعودي ؟!

قضية الشيخ النمر تحتاج لعقلانية من عقلاء النظام السعودي ؟!

اليوم عندما أكتب عن قضية الشيخ السعودي نمر النمر المعتقل والمحكوم بالإعدام لن أتحدث بحديث خطابي رمادي موجه للنظام السعودي ولن يكون كذلك كلام رومانسي أو عاطفي عابر، فموقفي من سياسات النظام السعودي هو موقف ثابت ومعارض لمعظم سياسات وتوجهات النظام السعودي من ناحية تعاطيه مع مختلف ملفات المنطقة العربية وملفات الاقليم ككل، ولن يكون محور حديثي بجزئيات هذا المقال تدخلآ بشأن “داخلي” لدولة ما، لأنني بالأساس أعارض بالمطلق فكرة التدخل بشؤون الأخرين الداخلية ، ومن هنا سأحاول قدر الأمكان الحديث بحيادية عن مجمل القضية التي سأتحدث عنها أدناه ضمن سياق الموضوع ومضمون الحديث هنا، وهي قضية الشيخ وعالم الدين السعودي آية الله الشيخ نمر النمر، وسيكون عموم الحديث هنا نابع من مبدئ الحرص على أمن وسلامة قطر مسلم عربي يمثل مكانة وقاعدة دينية وشرعية وعقائدية لكل مسلم وليس لأي أعتبارات أخرى، ولهذا يجب على كل مسلم وعربي الحرص على سلامة وأمن هذا القطر المسلم العربي ، ومن هذا الباب سندرس بواقعية وبمصارحة ومكاشفة واضحة قضية عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر، دون التطرق والخوض بتفاصيل القضية وأبعادها وخلفياتها، حفاظآ على مبدئ الحيادية بهذا المقال.
 
 

ومن هنا نبدأ بمحور حديثنا هنا، فبعد مصادقة الحكومة السعودية مؤخرآ على حكم إعدام الشيخ النمر ،كنتيجة للحكم الصادر بحقه بمطلع الربع الثاني من تشرين أول من العام الماضي “2014”والذي قضت فيه المحكمة الجزائية بالرياض، بالحكم بالقتل تعزيرا على عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر على خلفية مجموعة اتهامات ومنها بأنه قام بالاساءة للسلطة الحاكمة والتحريض والاصطدام بدورية شرطة والمشاركة في الاحتجاجات ودعم الثورة في البحرين ودعوته إلى إعادة تشييد البقيع، ومنذ ذلك الحين برزت مجموعة من الدعوات داخل السعودية وخارجها تدعوا رموز النظام السعودي الى التروي والعمل بحكمة ومنهجية والتعاطي بايجابية مع قضية الشيخ النمر، ولكن مجموع هذه الدعوات قوبلت حينها بردود فعل سلبية من قبل رموز النظام السعودي.

 

اليوم ومع وجود رموز جدد للنظام السعودي، يبدو أن قضية الشيخ النمر مازالت ترواح مكانها، فبهذه المرحلة تطلق عدة تحذيرات ونداءات اطلقتها بعض الرموز الدينية والحراكية بعدة مناطق وعبر مجموعة منابر بالسعودية تنادي بمعظمها بالأفراج عن الشيخ النمر، وهنا أتمنى ان لايكون النظام السعودي الجديد قد وصل بحواره مع بعض الفئات من الشعب السعودي إلى طريق مسدود، وهذا ماسيدفع نحو تجذر حالة من الفوضى بالداخل السعودي، وهذا ما لايتمناه احد بالسعودية بهذه المرحلة.

فاليوم ان كان النظام السعودي فعلآ قد وصل بحواره مع بعض رموز المكونات الشعبية بالسعودية إلى طريق مسدود، فهذا الأمر يستدعي اليوم وسريعآ حالة من الصحوة الذهنية والظرفية والزمانية عند العقلاء بالنظام السعودي، ليقفوا بجانب الحق وليعملوا على أعطاء بعض مكونات الشعب السعودي على أساس المواطنة بعض حقوقها المسلوبة التي تقول هذه المكونات أنها مسلوبة منها، لبناء وتأطير مسار الاصلاح الثابت والمتجدد بعيدآ عن حالة التخبط والفوضى بأخذ القرارات الظالمة بحق هذه الفئات والمكونات، وعلى رأس هذه الملفات هي قضية الشيخ النمر فهذه القضية اليوم تستحق ان يتم التصرف معها وبها بحكمة ومنهجية عمل واضحة تراعي مصلحة الداخل السعودي.
 
 

اليوم لا أعتقد ان احدآ بالداخل السعودي يريد ان يرى نمطآ جديدآ من حالات التمرد المجتمعي وخصوصا ببعض المناطق الشرقية بالسعودية والتي يحاول البعض اضفاء الطابع الطائفي عليها اليوم، وبالنسبة لنا لانتمنى ان نرى أي نوع أو نمط من الفوضى بالداخل السعودي، ولهذا يجب على العقلاء بالنظام السعودي اليوم أن يتعاملوا مع قضية الشيخ النمر على مبدئ ثابت ومنهجية عمل وطنية خالصة، فالافراج اليوم عن الشيخ النمر سيكون له عدة تداعيات وتأثيرات وإسقاطات إيجابية على مجمل الوضع العام المستقر نسبيآ بالداخل السعودي، وهذا بدوره سيحفظ ويجنب الدولة السعودية من تداعيات فوضوية كبرى.
 
 

وقبل الختام، فاليوم هناك سؤال مطروح ويستحق ان يطرح اليوم وليعتبر قضية رأي عام عالمية توضع أمام جميع عقلاء النظام السعودي ومضمون هذا السؤال، ماذا ستستفيد الدولة السعودية اليوم من أستمرار سجن الشيخ النمر أو إعدامه كأقصى حد ممكن؟، هذا السؤال سيترك برسم الأجابة عند كل العقلاء بالنظام السعودي.

ختامآ، هل ياترى سينجح عقلاء النظام السعودي بالحفاظ على مكانة ووحدة السعودية ضمن مسار جديد يضمن ان تكون السعودية بعيده عن تقاطعات الفوضى؟، وان نجحوا بهذا فهل يستطيعوا ان يعملوا على أنجاز وقطع مجموعة وجملة من التحديات والاستحقاقات المرحلية التي تواجه النظام السعودي اليوم، ومن أهمها الأفراج عن الشيخ النمر، ومن هنا سننتظر الأيام القادمة لتعطينا إجابات واضحة عن كل هذه التكهنات والتساؤلات التي طرحناها بمجمل حديثنا هنا، لأن المرحلة صعبة والتكهنات كثيرة بما يخص التطورات المستقبلية الخطرة على السعودية أذا تم فعلآ تنفيذ حكم الإعدام  الجائر بحق الشيخ نمر النمر …

[email protected]