8 أبريل، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

قضايا … في الصدارة

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعض القضايا الهامة والمصيرية تبدأ مثل زوبعة فتحتل الصدارة في وسائل الاعلام وتصبح مادة لحديث الشارع العراقي والاهتمام العربي والدولي احيانا ، وحين لاتجد لها حلا او صدى لدى رؤوس الدولة والجهات المسؤولة عنها ،يبدأ الاهتمام بها بالتضاؤل لتحل محلها قضايا اخرى فتتحاشاها وسائل الاعلام ويتحول عنها حديث الشارع الى القضايا الجديدة وينساها العرب والشارع الدولي …وحدهم المتضررون منها لايمكنهم نسيانها وقد يواصلون البحث عن حلول اواصداء لها ..

هل تنسى امهات مجزرة سبايكر مثلا ان جثث اولادهن لم تجد لها قبورا تحتضنها وان هناك من بقي حيا من ضحايا المجزرة وتشير دلائل كثيرة على وجودهم في معتقلات يراد منها خنق اصواتهم لكيلا يعرف الناس حقيقة المجزرة ومن المسؤول الاول عنها ..وهل ينسى ابناء المناطق المحتلة من داعش انهم تحولوا بين يوم وليلة الى نازحين توزعوا في مختلف انحاء العراق والعالم واستحقوا صفة (مواطنين من الدرجة الثانية ) في بعض مناطق سكناهم الجديدة بعد ان فقدوا ابناءهم ومنازلهم ومصادر رزقهم واضطر بعضهم الى السكن في الخيام والهياكل وممارسة اعمال لاعهد لهم بها ..هل ينسى هؤلاء انهم كانوا ضحية رجال دين وساسة مأجورين وحكومة اسهمت في تسليم مناطقهم لداعش ثم تحولها الى اراض محروقة ومهجورة …ام ينسى اهالي الشباب الذين اختاروا الهجرة والموت في البحار الغريبة والتذلل لدخول الدول الاوروبية كلاجئين انهم فقدوا احساس الانتماء لوطن لم يقدم لهم ماتؤمنه الدول الاخرى لرعاياها من أمن ورفاهية فاختاروا الايناضلوا من اجله بل من أجل لحظة أمان خارجه …

في التظاهرات التي صارت القضية الاهم حاليا خاصة بعد تكرارها كل جمعة وخروج العراقيين فيها من مختلف الاجناس والانواع والطوائف صار يمكنك ان تجد امهات سبايكر بين المتظاهرين يطالبن بالثأر لدم ابنائهن واسترجاع الاحياء منهم وصار يمكنك ان تجد شابا من مدينة

الموصل يصرخ بملء صوته :” انا ابن الموصل ..لست من داعش واطالب بضرورة انقاذ الموصل وتحريرها ..انا مع الجيش والشرطة ” ، أما المهاجرون في البلاد الغريبة فقد خرج اشقائهم واصدقائهم ليعلنوا انتمائهم لهذا الوطن ورغبتهم في انتشاله من محنته وعودة طيوره المهاجرة اليه …

هاهي التظاهرات اذن تواصل تصدرها القضايا الاعلامية والسياسية الأهم وتصبح مادة لاتنضب لمواقع التواصل الاجتماعي فقد وحدت الهم العراقي وجمعت القضايا العراقية الساخنة المندثرة منها والطازجة في بوتقة واحدة لتكون صوتا عراقيا هادرا من اجل التغيير …

المشكلة ان التظاهرات نفسها ورغم تكرارها واستحواذها على اهتمام الاعلام والشارع لم تجد صداها الحقيقي لدى الحكومة والمسؤولين ولم تتحقق من مطالبها الا فقرات بسيطة وغير مرضية لجمهورها العريض فهل سيتضاءل الاهتمام بها تدريجيا وتخفت اصوات المنادين بها حين تصطدم بالتجاهل والتسويف ويعود رجعها اليهم خاويا ..وربما تظهر وقتها قضايا اخرى لتحتل الصدارة وتغيبها تماما …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب