7 أبريل، 2024 12:20 ص
Search
Close this search box.

قضاء مشتل أبو حمادة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

تألّمت كثيراً وأنا أرى وأتابع ما يجري في أروقة رياضتنا وكرتنا وما يحدث من أمور جلعتني أخجل وأنا أتذكّر أشياء ومحطات كنت شاهد عيانٍ عليها..

قبل أيام لا أكثر، كتب لي التواجد في جلسة مع شخصية سياسية وحكومية كبيرة، دار حديث خلال الجلسة عن مجموعةٍ (كتلة أو حزب) تقرّبت من هذا المسؤول وتمنّت عليه أن يجد لها (إوزيرة زغيرة ياكلون من وراها خبزه).. أقف هنا مع أهل السياسة وأنتقل إلى الجانب الرياضي المشوّش، حيث خرج علينا القضاء قبل أيام و(حكم) بغلق الدعوى المرفوعة من قبل السيد محمد علوان الفكيكي على رئيس اتحاد الفروسية (أمين عام اللجنة الأولمبية) حيدر الجميلي.. تحت بند عدم وجود ما يثبت أن الجميلي ألحق ضرراً بالمال العام!.. يا الله.. كل البراهين والإثباتات التي تكدّست ومن بينها أوراق رسمية من اللجنة الأولمبية وتلاعب وهدر بالمال العام على سفرات وصرف رواتب وميزانية وأمور أخرى لفترات كان فيها هذا الإتحاد غير (شرعي) ومجمّد وكتاب رئيس اللجنة الأولمبية بتجميد الإتحاد خير دليل على ذلك، لكن التحرّكات والعلاقات والضغوطات التي تمارس، قبل الأسود (أبيض) والعكس صحيح..

تعود بي الذاكرة إلى العام (1994) عندما وجّه لي أحد الأصدقاء الدعوة لكي أسهر معه في مشتل يقع في شارع القناة يطلق عليه (مشتل أبو حمادة) الذي ترتاده شخصيات كبيرة ويومها قررت أن أذهب مبكّراً إلى المكان المقصود وكان بإستقبالي صديقي (موجّه) الدعوة.. جلست لأتفرّس بالمكان وأستكشفه، لأنّه سيجمع بعد قليل نخبة من الفنانين والمطربين بصحبة (راقصات الهجع) من (الكاوليات) وما أكثرهّن في تلك الأيام!.

جال بصري في المكان، حتى توقف عند مجموعة كانت منعزلة، يظهر عليها الهيبة والوقار.. سألت مضيّفي عنها، فأخبرني.. بأن هؤلاء يعملون في سلك القضاء وهنا يعقدون ويرتبون صفقاتهم غير الشرعية مع أهالي المحتجزين والمتهمين، فكانوا يكيّفون الأحكام ويصدرونها قبل يوم أو يومين من عقد جلسات النطق بالحكم، وكلّه بالقانون وكان الثمن (كواني نقود) تدفع لهم!.. وأجزم أن أناس كثر سيتذكّرون المكان وما كان يحدث فيه، لأنّه أصبح وقتها شهيراً جداً.. قبل أن أودّع ذلك المكان على صوت المطرب الشهير صاحب الأغنية المعروفة (عاين يا دكتور…) رددت مع نفسي وقلت هذا البلد ما (يصيرله جاره).. فأسميت القضاء من ذلك اليوم بقضاء أبو حمادة.. وكم أتمنى أن لا يصبح أو يتحوّل قضاءنا الذي لا يحتاج لأي شيء، وتحديداً بعد الإهتمام الإستثنائي بالقضاء والعاملين في سلكه، لأنّه عصب حياتنا الذي لا نريد لأحد التحكّم أو التلاعب به..

ولأن الأحداث تربط نفسها، إستغربت بشدةٍ وأنا أرى الإنزعاج الكبير من بعض أعضاء إتحاد الكرة والنجوم، لتواجد الكابتن عدنان درجال في وطنه وما لقيه من حب وترحاب.. وتأكّدت بأن أولئك الذي لا يرحبّون بالجنرال، هم ذاتهم الذين ساهموا بإنحدار كرتنا العراقية إلى الحضيض ولم يقدموا لها أي شيء وحتى قصّة رفع الحظر وتكسير جداره شيئاً فشيئاً، جاء بجهدٍ حكومي وليس غيره، أللهم بإستثناءات لا تذكر.. أقول لهؤلاء الذين يشعرون بقرب نهايتهم بوجود الكفاءات ، بأنّكم أنتم وليس غيركم من تحاربون الكفاءات ولا تتمنون تواجدها، وليس الأحزاب والكتل والسياسين، لأن أفعالكم كشفتكم وبدل أن تتعاونوا مع القادمين من الخارج للعمل رحتم تزرعون الأشواك بدروبهم.. ودليلنا تهجّم البعض على درجال وتجييش من يأتمرون بأمره سواء الجيوش الإلكترونية (الفسابكة) أو مرتزقة الإعلام..

آمل وبقوّة أن تنصلح أموركم وتضعون أياديكم بأيادي من رغبوا بالعمل بإخلاص وإلا سنقوم نحن بالتصدي لكم ولأفعالكم وتذكّروا أننا نمتلك ملفات كثيرة تريدون أنتم غلقها ومن بينها قصة عقد زيكو وخليجي (21) وأمم آسيا في أستراليا ونزيد بأننا ربما نفتح عليكم ملفات تعود لعقود، وساعتها ستكون براقش هي من جنت على نفسها..

وآخر كلماتنا هي.. ربنا حصّن قضاءنا وإجعله مهاباً مصاناً من عبث العابثين ممن يريدون تحويله إلى قضاء مشتل أبو حمادة.. ودمتم..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب