7 أبريل، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

قصي صدام حسين.. وأوراقه الخفية

Facebook
Twitter
LinkedIn

ـ يلقبونه بـ (الأفعى) في إشارة إلى إفراطه في القسوة دون أن يكون ظاهراُ للعيان.. فهو أكثر دموية من أبيه.

ـ معروف بقلة ظهوره في الأماكن العامة وابتعاده عن الأضواء.. أو الحفلات العائلية.. وهذا ما جعله دائماً عند حسن ظن والده.

ـ قصي كما يصفه القريبون منه بأنه: انطوائي.. كتوم.. شديد الحرص.. والتصرف وحيداً.. انه يتصرف بثقة.. ولا يستشير حتى والده إلا في الأمور المهمة جداً.

ـ مثلما يتميز بالحذر الشديد.. وقليل الثقة بالآخرين.

ـ أما حرير حسين كامل فتصف خالها قصي في مذكراتها.. بأنه: هادئ.. متماسك.. قليل المعارف والأصدقاء.

 

ـ وتضيف حرير: يحب ان يعمل دون ان يلفت الانتباه ويعمل بصمت.

ـ ويعتبر أي كلام يأتيه من أبيه.. بمثابة الامر الذي لا يمكن مناقشته.. فقد كان شديد الولاء والطاعة.

ـ وبعد ان اصبح مسؤولاً عن جهاز الامن الخاص.. اصبح بطريقة ما مرشحاً لخلافة ابيه.

 

ـ تعلقه بأبيه وملازمته له.. كما لو أنه ظله.

ـ مذ كان صغيراً كان يحلم بالعمل في الأجهزة الأمنية.. وهو الأمر الذي تحقق له بعدما أصبح المشرف على أكبر الأجهزة الأمنية في العراق وأقواها.

ـ يتمتع قصي بإسلوب حياة بذخ.. كالآخرين من المسؤولين في نظام صدام.

ـ له عدداً من العشيقات.. يحب الكاولية.. يشرب أفضل أنواع الويسكي.. ويأكل لحم الخنزير.

ـ اشتهر بحبه للصيد في المنطقة الغربية للعراق.. المسماة الجزيرة.

ـ اشتغل بالتجارة.. الى جانب مناصبه الحكومية.. ويمتلك مزرعة كبيرة.

ـ قاتل.. أرتكب جرائم قتل جماعية بدم بارد.. فكان يحي حفلات القتل في سجن أبو غريب.

 

ـ كما كان يحي حفلات القتل أيضاً في المزرعة المحاذية للكلية العسكرية الثالثة في العامرية.

ـ فبعد أن يسكر تماماً كان يقتل أي سجين أو معتقل سياسي.

ـ بعد تسلمه مراكز حساسة في نظام صدام.. كان ينظر إليه أن يكون خليفة والده.. وأوكل إليه والده مسؤولية حمايته.

السيرة والتكوين:

 

ـ ولد قصي صدام حسين المجيد يوم 17 أيار / مايو / العام / 1966 في بغداد.. أكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط والإعدادي فيها.. والتحق بجامعة بغداد.. ودرس الحقوق.

 

 

زواجه:

 

ـ تزوج قصي العام 1988 .. من لمى كريمة الفريق الركن ماهر عبد الرشيد قائد الفيلق السابع.. وينحدر ماهر عبد الرشيد هو الآخر من أسرة “تكريتية”.

ـ أنجب من زوجته (لمى ماهر عبد الرشيد).. خمسة أولاد هم: (موج.. ومصطفى.. وصدام.. وعدنان.. وماهر).

ـ أما مصطفى فقد فقتل مع أبيه وعمه عدي في محافظة نينوى العام 2003.. بينما سافر الآخرون مع أمهم إلى الأردن.

 

ـ يقيم ماهر في كوبنهاجن لندن.. انتقل الى مدينة الى لندن لدراسة العلوم العسكرية العام 2010.. ويزعم ماهر إلى اعادة حكم جده في العراق.

 

المناصب التي شغلها:

 

ـ أشرف على “الحرس الجمهوري” منذ العام 2000..

ـ كما تولى قيادة “الحرس الجمهوري الخاص” (الشعبة الذهبية) ، وهي قوة مكونة من 15000 فرد تم تجنيدهم لحماية صدام حسين وعائلته الكبيرة.

 

ـ كما اشرف على “الأمن الخاص” المكلف التعاطي مع الاضطرابات وأشكال المعارضة المسلحة التي شهدها العراق.

ـ فأشرف على قمع الانتفاضة الشيعية بعد “حرب الخليج” العام 1991.

 

ـ على صعيد الحزب فهو: نائب مسؤول المكتب العسكري لحزب البعث”.

عضواَ في القيادة القطرية:

 

ـ في ختام المؤتمر القطري الثاني عشر لحزب البعث الذي عقد في15 / 5 / العام 2001.. انتخب قصي صدام حسين مع عكله الكبيسي.. وسيف المشهداني.. اعضاءً في القيادة القطرية.

ـ النائب الثاني للرئيس صدام في أمانة سر المكتب العسكري للبعث.. (وهو أعلى من منصب وزير الدفاع من الناحية العملية).

ـ المشرف على مجلس الأمن الوطني.. الذي يضم وزيري الدفاع والداخلية ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.

ـ العام 1999 خول بالإشراف على “جهاز المخابرات” من خلال عمله في “مجلس الأمن الوطني” الذي شكله والده العام 1992 من أجل إنهاء حالات التمرد التي قد تواجه الحكم.. وهو ما حصل في “الانتفاضة الشعبية” في آذار / مارس / العام / 1991.. (بعد حرب الخليج الثانية 1991).. مباشرة.

 

ـ تؤكد الوثائق إن قصي لم يلعب دوراً يذكر في حرب الخليج الثانية العام 1991.. وتخوف صدام من اندلاع الانتفاضة في بغداد فصدر أمر منع التجول الليلي.

ـ كان قصي المشرف المباشر على أمن بغداد.. وخلال الانتفاضة الشعبانية جعل قصي من مدينة الثورة منطقة حرب.

– فما أن خرج عدد من الشباب في محاولة للتظاهر.. حتى تحركت قوات الحرس الجمهوري وعناصر المخابرات.. التي كانت مبثوثة في هذه المدينة.. وأحرقت بالرصاص أسواق جميلة وقطاع 55 وحي الأكراد.. وقتلت عشرات الشباب المنتشرين في الشوارع.. واحتلت هذه القوات المنطقة.

 

ـ وبدأت أكبر حملة اعتقالات.. وقد غيب الكثير من المعتقلين.. وهكذا أجهضوا الانتفاضة في مهدها.

ـ وجرت أكبر عملية تفتيش لمدينة الثورة من الفجر حتى الليل.. وعلى امتداد شرق القناة (بيتاً.. بيتاً).. بعد منع التجول فيها لذلك اليوم

– لم يستثنى من التفتيش حتى بيوت البعثيين.

 

– كان يقود هذه العملية ميدانياً عزة الدوري.. وبإشراف مباشر من قصي صدام حسين.

– شارك فيها عناصر من المخابرات والأجهزة الأمنية الأخرى.. والجهاز الحزبي من غير الحزبين من أبناء مدينة الثورة.. وطلبً من الحزبين من أبناء المدينة البقاء في بيوتهم.. وعدم المشاركة في هذه العملية.

ـ صودرت جميع الأسلحة حتى أسلحة البعثيين من أبناء هذه المدينة.. وهكذا أفرغت مدينة الثورة وضواحيها من كل سلاح حتى مسدس التاتو.. وكل الطلاقات والخناجر فأصبحت فعلاً مدينة منزوعة من السلاح تماماً.

قصي.. وتجفيف الأهوار:

 

ـ قاد عملية تجفيف الأهوار في أعقاب الانتفاضة الشعبانية في آذار / مارس / العام 1991.. تلك العملية التي أدت إلى تجفيف 8200 كيلومتر مربع.. تحت ذريعة لجوء المعارضين والفارين من بطش النظام الى هذه الأهوار.

قتل جماعي في الاهوار:

ـ جمع قصي 300 شخص من الشباب في أحد الحقول في الأهوار.. وأمر قصي بقتلهم جميعاً.

– يؤكد شاهد عيان إن قصي شارك في قتل هؤلاء.. فقتل أربعة منهم بيده.. ومثل نفس هذه العملية جرت في حقول أخرى.

 

مجزرة 1998:

ـ اتهم قصي بقيامه بما عرف بحملة “تنظيف السجون” في نهايات العام 1998 من معتقلين في السجون وصل عددهم إلى 2000 معتقل سياسي.

ـ يقول النقيب خالد الجنابي: احد أعضاء لجنة تشرف على سجن أبو غريب بتاريخ 15 / 3 / 1998 صدر أمر بتطهير السجون العراقية عبر تشكيل لجنة من الاستخبارات والأمن العام والجهاز الخاص والمخابرات العامة.

ـ كان سجن (أبو غريب) في بغداد مقسماً إلى سجن عسكري خاص.. وسجن مدني.

ـ النقيب عباس حسين علي.. من الاستخبارات العامة.

ـ قاسم كريم حمد القيسي.. من الأمن العامة.

ـ سعدون فرحان عبد الدوري.. من جهاز الأمن الخاص.

ـ النقيب خالد عزيز الجنابي.. من مديرية المخابرات العامة.

ـ يقول خالد الجنابي: كان واجبنا الإشراف على السجناء ومتابعة التنفيذ.. مثلا إذا انتهت مدة السجن والمسجون لازال في السجن ولم يطلق سراحه.. فإننا نقوم بالكتابة عنه.. وننتظر الأوامر التي تصلنا بشأنه.

ـ يوم 26 / 4 / 1998.. قام قصي بزيارة السجن وركز بزيارته على المكان فيه 2000 سجين.. وقد وجهت لهؤلاء اتهامات باطلة.. إذ كان أكثرهم فقراء من الجنوب وتهمهم أنهم يشتغلون مع المعارضة.. أو أنهم يهربون دائماً من الجيش.. أو ينتمون إلى حزب معين.. و أكثرهم محكومون بعقوبات خفيفة.. حتى إن قسماً منهم انتهت مدة حبسه.. وقسماً منهم آخر ينتظر الإفراج.

ـ أمر قصي العقيد حسن العامري مدير السجن بإعدامهم جميعاً.

ـ ردً عليه العامري: سيدي.. إن هذا العدد كبير ولا نقدر أن نخلصه.

ـ قال قصي: هذا الأمر من قصي صدام وأنك تنفذه.. وسيأتيك الأمر الرئاسي.

ـ أوعز لنا العقيد حسن العامري بأننا سنبدأ بالإعدام في الساعة السادسة صباح غد.. ثم قال قصي:

ـ سأترك عندكم ضباطا من الجهاز الخاص يشرفون عليكم.. ثم مضى!!

 

ـ يقول خالد الجنابي: كانت لدينا في سجن أبي غريب خمسة مقاصل.. تنفذ بالعسكري عقوبة الإعدام.. والمدني شنقاً.

ـ ويضيف خالد الجنابي: بدأنا بالإشراف على عمليات الإعدام والشنق لألفين عراقي بريء من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة التاسعة مساءً.

ـ بعد الانتهاء من شنق وإعدام ألفي عراقي اتصلنا بقصي.. وأخبرناه بأن المهمة انتهت.. فأجاب أعطوا جثثهم إلى أهاليهم.. والآخرين أدفنوهم في المقبرة الخاصة (مقبرة الكرخ).. وقد وضعت أرقام وليس أسماء لكل قبر من قبور المدفونين.

ـ العام 1999 خول صدام قصي سلطات تولي مهام الرئاسة تحسبا لأي طارئ في إطار إعداده لخلافته.

 

 

قصي.. وراء مقتل الصدر:

 

ـ أمر صدام العام 1999 باغتيال محمد محمد صادق الصدر.. وكلف نجله قصي وأربعة الجنرالات في الأمن بتنفيذ المهمة.. فخلال عودته بعد صلاة العشاءين من مدينة النجف القديمة الى منطقة الحنانة.. برفقة ولديه مؤمل.. ومصطفى يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة.. المصادف التاسع عشر من شباط / فبراير/ العام 1999 تعرض لملاحقة من قبل سيارة أخرى فاصطدمت سيارته (نوع ميتسوبيشي) بشجرة.. وبعد ذلك ترجل عناصر الأمن من السيارة الأخرى وأطلقوا النار على الصدر ونجليه.. قتل مؤمل فوراً.

 

ـ أما السيد الصدر فقد جاءته رصاصة من سلاح لواء حضر المكان وأصابته في الرأس فقتلته فوراً.

 

ـ أما ابنه مصطفى فقد أصيب بجروح.. ونقل إلى المستشفى من قبل الأهالي.. ظل قصي يشرف على عملية الاغتيال.. حتى تأكد من قتل السيد الصدر.

 

محاولات الاغتيال:

 

ـ نجا قصي من محاولتي اغتيال:

 

المحاولة الأولى:

 

ـ جرت محاولة اغتيال لقصي في 19 تشرين الأول / أكتوبر / 2001.. نفذها اثنان من كبار المسؤولين الأمنيين تمكن احدهما من الفرار.. وهما: “المقدم حسين الدوري.. والرائد كامل عباس الحديدي.. وهما من كبار ضباط جهاز الأمن الخاص العاملين داخل القصر الجمهوري قاما بالمحاولة”.

 

ـ كانت خطة الضابطين تتمثل في “محاولة اغتيال قصي تقضي بقيامهما بقيادة سيارتيهما بسرعة باتجاه سيارة قصي والاصطدام بها (لتحديد حركته) لدى خروجه من دائرة عمله في عمارة الحياة.. ومن ثم إطلاق النار عليه”.

 

ـ “إلا إن المحاولة فشلت بعد أن شعر قصي بنيتهم بعد أن لاحظ انطلاق السيارتين معاً.. واقترابها من سيارته التي كان يقودها بنفسه مما دعاه لان يزيد من سرعة سيارته وتغيير وجهتها عند الاقتراب منهما”.

ـ تمكن جهاز الأمن الخاص وأفراد الحماية من إلقاء القبض على الرائد كامل عباس الحديدي.. فيما تمكن المقدم حسين الدوري من الفرار الى جهة مجهولة.

المحاولة الثانية؟

ـ نفذت عملية اغتيال استهدفت قصي صدام حسين في الأول من آب / أغسطس/ 2002.. وقد أصيب في ذراعه عندما أطلق مسلح النار على موكب سيارته في حي المنصور بالعاصمة العراقية.

ـ وقد اشتبكت قوات الأمن العراقية مع المهاجمين الذين فروا من مكان الحادث.. ووصف متحدث عن المعارضة العراقية بان قصي “أقدم على عمليات تطهير في السجون وأخمد ثورات بوحشية”.

 

قصي.. خليفة أبيه:

ـ أصدر صدام في منتصف 1999 قراراً يتيح لنجله قصي التمتع ببعض صلاحيات (رئيس مجلس قيادة الثورة).. في حال حدوث أي طارئ يستهدف النظام.

ـ في أيار / مايو / العام 2001 أعادت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم انتخاب الرئيس صدام حسين أمين سر لها بالإجماع.. وانتخبت نجله قصي عضواً في القيادة القطرية في حدث وصفه المراقبون بأنه الخطوة الأولى في طريق خلافة والده.

ـ يرى المراقبون في دخول قصي القيادة الحزبية استكمالاً للدور المرسوم له لخلافة أبيه على رأس النظام.. بعدما أمن لنفسه سلطات عسكرية وأمنية واسعة.

ـ يشترط الدستور الذي يتبعه حزب البعث أن يكون رئيس الجمهورية عضواً في القيادة القطرية.. وكانت محاولة اغتيال النجل الأكبر عدي.. التي أعاقته بنسبة كبيرة.. دفعت الرئيس صدام لغض الطرف عنه والتركيز على ابنه الثاني قصي.

غيابه الإعلامي:

– ما يلفت أنظار العراقيين غياب قصي عن واجهات الإعلام.. وحجب أخباره (الشخصية والعامة) عن المواطنين.. حيث لا يظهر في المناسبات التي يظهر فيها غيره من المسؤولين.. بل ربما أن مسؤولين أقل منه موقعاً يحتلون مساحات أوسع في واجهات الإعلام.

 

ـ هذا الموقف لم يكن موقف قصي وحده بل يؤكد الجميع انه موقف والده.. وموقف مؤسسة الرئاسة أيضاً الحريصة على أن تظل صورة قصي ناصعة في عيون الناس.. ولا يعرفون عنه إلا ما تريد مؤسسة القصر لهم أن يعرفوه.

ـ وإذا كان الشارع العراقي يتناقل كثيراً من أخبار عدي الشخصية.. فإنه لا يجد ما يمكن أن يتناقله عن قصي من أخبار.. وعادة ما تكون هذه الأخبار إيجابية في كثير من الأحوال.

قصي.. بديلاً عن أبيه أمريكياً:

 

ـ كانت مشكلة (البديل) لنظام صدام حسين مطروحة منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي.. على وجه التحديد.. منذ أن بدأ العراق يلوح بتدمير إسرائيل والسعي لامتلاك مفاعل نووي.

ـ لم تتمكن الإدارة الأمريكية من تهيئة (البديل) أو (الحاكم) الذي سيتولى أمر العراق بعد إسقاط نظامه السياسي بشهادة قيادات أمريكية حاكمة آنذاك.

ـ (ديفيد ماك) المسؤول عن الملف العراقي في عهد الرئيس الأمريكي ريغان).. أشار بصراحة انه لا توجد معارضة عراقية في الخارج يمكن أن تكون بديلاً لصدام حسين.. ونصح بعدم التعامل معها.. وعدم التعويل عليها في حكم العراق.

ـ اقتصرت المحاولات الأولى للأمريكان في إيجاد (البديل في العراق) على قيادات من داخل السلطة.. وعملت على تقديم بعض الشخصيات من داخل الحزب الحاكم آنذاك.. وهو حزب البعث ليكون البديل المنتظر.

ـ لكن الولايات المتحدة.. وباعتراف قادتها لم تتمكن من أن تصل الى ما تود الوصول إليه في أن تجد من يكون الرجل.. الذي بمقدوره أن يكون له قبولاً في الداخل العراقي.

ـ حتى عندما هرب حسين كامل صهر الرئيس صدام حسين الى الأردن العام 1995 حاولت الولايات المتحدة مد صلات وطيدة معه.. لكنها لم تثق بقدراته.

ـ بداية العام 2001 وما بعدها وجدت الولايات المتحدة إن أفضل من يحل عقدتها مع صدام حسين أن تأتي بشخصية من داخل طاقم السلطة.. ومن مقربيها على وجه التحديد.

ـ كانت الولايات المتحدة قد تمنت أو رغبت بأن يكون قصي صدام حسين (البديل الأفضل والمقبول عراقياً وعربياً وحتى أمريكياً) لأسباب معروفة داخل العراق لكون (قصي) وفق حساباتها الشخصية الأكثر اتزاناً واعتدالاَ.. ويتحكم بقيادات قوات عسكرية وأمنية عالية المستوى.. ووجه عراقي مقبول داخلياً وشخصية لامعة.. حظيت باهتمام الأمريكيين.. ولم تعارضه حتى دول المنطقة خاصة دول الخليج.. وهو أي (قصي) لم يكن يعرف بتفاصيل ما يجري.

ـ لكن صدام أحبط كل خطط من هذا النوع حتى لو تم اختيار ابنه (قصي) الذي لو قبلً بتوليه منصب رئاسة العراق.. لكان قد خفف الأمريكان من إصرار قيادات مهمة داخل الكونغرس على إسقاط النظام في العراق.

ـ حاولت غوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي بوش الابن إقناع الرئيس بوش آنذاك بالسير بهذا الاتجاه.. وجرت مداولات في غاية السرية بين قيادات أمريكية رفيعة المستوى وقيادات من دولة عربية لها صلات وطيدة بالولايات المتحدة.. وترتبط مع غوندليزا رايس بروابط وصلات مصرفية في البنوك الأميركية.

ـ الا ان صدام حسين صم أذنيه عن كل محاولات لقبول فكرة من هذا النوع.. بل ورفض قبيل بدء الحرب بأيام أي حوار مع الولايات المتحدة ليكون ابنه (قصي) على رأس القيادة في العراق.. بل أكد إن الأمريكان لن ينالوا العراق إلا بتدميره كاملاً.. وبالتالي كانت الحرب الخيار الأخير للولايات المتحدة في العراق.

 

 

دور قصي.. خلال الاحتلال الأمريكي:

 

ـ أوكلً إليه قيادة قطاعات الجيش في منطقة بغداد خلال حرب العراق العام 2003.

 

ـ كان قصي يدير الشؤون اليومية في العراق.. حيث كان مسؤولاً عن حماية بغداد ومدينة تكريت خلال الحرب على العراق العام 2003.

ـ يلقى عليه اللوم في اندحار الجيش العراقي أمام القوات الأمريكية العام 2003 بسبب عدم درايته بالأمور العسكرية.. فلم يجد الفريق الركن هاشم سلطان وزير الدفاع أمام تقدم القوات الأمريكية ليلة الثامن من نيسان 2003.. من أن يتقهقر ويذعن للخصم وهو يبكي.. ويردد: (قصي دمر الجيش.. وعبد حمود دمر الدولة).

ـ ويذكر أن أحد أهم أسباب خسارة الحرس الجمهوري العراقي أمام الجيش الأمريكي في معارك سقوط بغداد.. وهو خطأ عسكري فادح من قصي.. حتى أن صدام قال له: “لو لم نكن في الحرب.. لحاكمتك عسكرياً”!!.

قصي.. سرق ربع أموال العراق:

ـ نشر تقرير امريكي.. على موقع (military com)..ان ثلاث شاحنات انسحبت من البنك المركزي العراقي.. في الساعة الرابعة عصر يوم 18 آذار/ مارس/ 2003.. كانت حمولتها ثلاث مليارات دولار (أي ربع احتياطي العملة في العراق).

ـ تولى عملية السطو على البنك هذه فريق بقيادة قصي صدام حسين.

ـ كان قصي يحمل مذكرة مكتوبة بخط يد والده (صدام حسين).. يأمر بسحب 3 مليارات دولار من خزائن البلاد.

ـ أشرف علي تحويل هذه المليارات الى الثلاث شاحنات عدد من مسؤولي النظام بينهم قصي.

ـ وأوضح التقرير انه في الايام والاسابيع الاولى للاحتلال تمكنت قوات التحالف الدولي على العثور على 650 مليون دولار من الاموال المأخوذة من البنك المركزي.. كانت مخبأة في أحد القصور التي كان يستخدمها عدي صدام حسين.

 

أموال في الأردن:

ـ رفضت الأردن إعادة مبلغ أودعاه عدي وقصي صدام حسين ببنوك عمان للعراق.

ـ فقد طالب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الأسبق الحكومة الأردنية العام 2018 إعادة (28) مليار دولار هي أموال عراقية.. كان قصي صدام حسين وعدي صدام حسين نجلا الرئيس صدام حسين قد أودعا هذه المبالغ في 3 مصارف أردنية.

ـ “الأردن يرفض إعادة المبلغ كونه حساب شخصي لنجلي الرئيس صدام.. وليس حساباً حكوميا عراقيا”.. مشيراً الى إن “شقيقة عدي وقصي صدام حسين.. وهي رغد صدام حسين ووفق القانون الإسلامي للتوريث والحصول على الورثة.. فهي التي يحق لها الحصول على هذا المبلغ لأنها وريثة شقيقيها.. وليس من غيرها وريثاُ لهم أو لثروة والدها الرئيس السابق صدام حسين”.

ـ سرقة أموال طائلة.. دفنها قصي صدام حسين في سجن:

ـ في سجن “نكرة السلمان” في محافظة السماوة (200) مليون دولار دفنها “قصي صدام حسين”..

ـ فقد أكد النائب العراقي عبد الأمير الدبي في 27 نيسان 2019.. سرقة أموال دفنها قصي نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. من قبل عصابة دولية”.. ووجه الدبي دعوة للقائد العام للقوات المسلحة بإجراء تحقيق فوري في السرقة المزعومة.

 

مقتله:

 

ـ حل قصي وابنه مصطفى وشقيقه عدي ضيوفاً عند نواف الزيدان في الموصل بعد سقوط النظام.. وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليلة (22 تموز 2003).. ذهب نواف الزيدان ومعه شقيقه الى قائد القوات الأمريكية في الموصل ديفيد بتريوس.. وأخبره بأن عُدي وقُصي موجودان في داره.. خرجً الجميع بسيارة مدنية.. ثم عاد بتريوس بعد ساعة ونصف الساعة.. ليخرج بتريوس بموكب من عربات الهمفي والمدرعات يتقدمهم نواف الزيدان.. وحين وصلوا الى داره دخل نواف فوجد (عُدي وقُصي ومصطفى) نائمين.. فخرج ليشير بأصبعه الى الأعلى للأمريكان أن الوضع (أوكي).. ثم ذهب مع ولده (ش) وركبا في عربة همفي مكشوفة واضعاً (منشفة) على كتفه تاركاً بيته للأمريكيين.. شنت القوات الأمريكية عملية عسكرية على مخبأ عدي وقصي ومصطفى في مدينة الموصل.. وقد تم قتلهم في معركة دامت لأكثر من ست ساعات .

 

(تفصيلات عن مقتل قصي: يراجع عدي صدام حسين المنشور في كتابي: (رجالات العراق الجمهوري من عبد الكريم قاسم الى صدام حسين.. بيروت 2018).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب