إعادة وتكرار حالات قصف طائرات التحالف الدولي لقصف العوائل المحاصرة والمختبئة في سراديب وزوايا بيوتها في الموصل , والى الحدّ الذي بلغ مؤخراً اكثر من 200 شخصاً من الفتيات والنسوة والكبار والصغار في السنّ , والذي يحتل الجزء الأكبر من وسائل الإعلام , يدعو اوّل ما يدعو الى تذكّر واستذكار قصف الأمريكان لملجأ العامرية في حرب عام 1991 والذي استشهدت جرّاء قصفه مئاتٍ من العوائل , حيث كان الأمريكان يشاهدون تللك العوائل المتكدسة في طابقين من الملجأ وبوضوح , عبر AIR RECONNAISSANCE – وسائل المراقبة والأستطلاع الجوي المتطورة , لكنّ شكوكاً ما تملّكتهم منْ أنّ القيادة العراقية السابقة قد تكون مختبئة في الطابق الأرضيّ الثالث – تحت الأرض و المخصص للمعدات الفنية لخدمات الملجأ ” لكهرباء والغذاء والمياه ” , وبرغم كثافة التحصينات المتخذه ببناء ملجأ العامرية ذلك ضدّ القصف الجوي والقنابل التقليدية , فأنّ الأمريكان اطلقوا صواريخ مخصصة وذات تقنية عالية خرقت السقوف والطبقات الأسمنتية الشديدة السُمك , بأمل قتل من يتواجد في القبوّ تحت الأرض , وحولّت مئات العوائل المختبئة الى كتلةٍ من نار .!
والى ذلك ايضاً , ففي كلا حربي 1991 , 2003 فأنّ السفن والبوارج الحربية الأمريكية كانت تطلق صواريخها بدقّةٍ متناهية على اهدافٍ متفرقة داخل العراق من البحر الأحمر والخليج العربي والبحر المتوسط , وذلك عبر خرائط واحداثيات تستند على صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي وسواها من وسائل التجسس الألكتروني , بالأضافة الى وسائل تحديد الأهداف الأرضية الموجودة في القاذفات والمقاتلات , فضلاً عن وجود ضباط رصد من القوات الخاصة الأمريكية والأستخبارات الذين يزودون الطيارين بأحداثيات الأهداف المطلوب قصفها وتدميرها , واذا اضفنا أنّ الطائرات المسيّرة UNMANNED AERIAL VEHICLE وكذلك طائرات BEBOP DRONE والتي يضاف لها احياناً ال SKYCONTROLLER – المتحكّم الجوّي , وهي جميعها من دون طيّار وسبق لها أن قتلت ارهابيين محددين في اليمن وباكستان وافغانستان منذ عشرين عاماً ولغاية الآن , فأنّ الأمر يستدعي اكثر من لحظة توقّف وتأمّل ! عمّا اذا كان الطيارين الأمريكيين وسواهم من قوات التحالف الدولي , لم يعلموا ولم يشاهدوا جموع المدنيين الغفيرة المحاصرة في مساكنها خشيةً من كلا القصف الجوي ومقاتلي داعش .!
لا نشككّ هنا , ولا نتّهم قوات التحالف الدولي بقصف المدنيين في الموصل عمداً .! انّما حماس الأدارة الأمريكية الجديدة وقيادتها العسكرية في الإسراع في القضاء على الدواعش , ينبغي ويتوجّب جداً عدم الأستخفاف بأرواح المدنيين , والتأكّد الشديد عند قصف الأهداف من عدم وجود ايٍّ من السكّان المدنيين قرب الهدف , فما جرى مؤخراً غير مقبولٍ بالمرّة , ومن الأفضل كثيرا أن يتأخّر انهاء المعركة بدلاً من هذا القتل الجماعي .!
وما لاحظناه مؤخراً وجود ردود افعال اعلامية مناسبة على عمليات قصف المدنيين , لكنّ ردودالأفعال هذه لا تتواءم ولا تتناغم إطلاقاً مع ردّ الفعل الرسمي للحكومة العراقية .!