23 ديسمبر، 2024 6:39 ص

خطاب مفتوح
تحية عراقية
سبق ان طالعت كتابا بعنوان (الاجتثاث في العراق من الالف الثالث قبل الميلاد حتى الالف الثالث بعد الميلاد) للسيد باقر ياسين..وللدقة نقول ان الالفيات الست لم تشهد ما شهده العقد الاخير..صحيح ان كل نظام يأتي يكون الذي قبله بائدا ومقبورا ولكن سرعان ما يغيب هذا الخطاب ويتجه الجديد الى امام سلبا او ايجابا ألا في النظام الحالي كونه كان نتاجا لأحتلال غاشم يتطلب منه ان يوضح للشعب ان هذا الاحتلال هو افضل من النظام المقبور ، ولكونه لم يتمكن من تحقيق تغييرا جوهريا نحو الاحسن فأن عليه ان يظل يطرق على الماضي الى ان يتحقق شيئا ذي بال فيقول انسوا الماضي ها انذا وفعلت كذا وكذا..مع العرض انني اعترف بالمكتسب الذي تحدث عنه السيد عزت الشابندر ((الايجابية الوحيدة التي قدمناها للشيعة اننا حققنا لهم ان يلطمون ويمشون 20 مرة في السنة..هل يوجد مثل هذا الاستخفاف))
بدأ النظام الجديد بالعم بريمر الذي تقول مذكراته انه حال وصوله مقره في بغداد فتح حقيبته وأخرج منها ثلاثة اشياء الاول كان حذاء رياضة اهداه له ولده عند سفره قائلا له ((اضرب به قفاهم هناك)) والثاني كان قانون حل الجيش العراقي، والثالث كان اجتثاث البعث …ويقول في مكان لاحق ((لقد تعسف الجلبي بالاجتثاث فسرح 35 الف تدريسي دفعة واحدة)) بينما يقول مهاتير محمد((يستغرب الكثيرون كيف حققنا نهضة ماليزيا..انها ببساطة التعليم اولا ..وجدنا ان لدينا 25 جامعة فجعلناها 25000 ))
ماضوية السيد المالكي طورت الموضوع الى حرمان رضع من رضاعاتهم وشيوخ من دوائهم كما اسلفت لكم في خطابي السابق ، واليوم سأقتصر فقط على توضيح صورة معاكسة لتصريح قديم لقيادي في حزبكم اجاب عن قطع (الحقوق) التقاعدية لعوائل البعثيين ((انهم ليسوا بحاجة اليها فقد كنزوا في السابق))
كان راتب عضو الفرع (ورقتان) وهي تعادل اليوم أقل من ربع راتب فرد فضائي في حماية نائب، ويكون راتب النائب الواحد يساوي راتب 40 عضو فرع أو أو 150 عضو شعبة، بل ان راتب كل اعضاء فروع العراق لألفية كاملة لا يوازي الترليونات الثلاثة التي سرقها السيد عبدالفلاح السوداني ..
قصص قصيرة لكم من سفر الماضوية سأقصها عليكم ..
الاولى للواء الركن عبدالحسين صدام عضو فرع ، يعيش برجل واحدة قبل الاحتلال..خطف ولده علي من لدن ميليشيا ودفع ، جائت له ميليشيا اخرى بأضبارته الحزبية (الناصعة البياض) فدفع، باع ملكه الوحيد فتم سرقة نصفه، هرب الى دمشق التي نسى البعض مواقفها المشرفة ، تعدلت حاله بعد قانون التقاعد الموحد رغم انه مجحف بحق ضباط الجيش السابق ، قطع السيد المالكي راتبه أسوة بباقي اعضاء الفروع ، اصيب بورم في الدماغ ، وهو الان فاقد الذاكرة وفي ذمة شرفاء العراق
الثانية للفريق الركن احمد حماش معاون رئيس اركان الجيش ومحافظا للبصرة بعدها (متوفي) بعد مرض عضال ، شوهد وهو ينتظر دوره في استلام مساعدة بسيطة من الامم المتحدة في دمشق قبل سنوات.
الثالثة لمصطفى (ابو محمد) من اهالي مدينة المدن كان مدرسا بعدها مدير الخطوط في البصرة بعدها تفرغ للعمل الحزبي بدرجة عضو فرع ، في اجتماع الشعبة أيام ذيوع صيت ساميكو سأله احدهم بعد الاجتماع أن كان قد شاهد برنامج سامكو الذي بث بالامس فأجاب بالنفي واستغرب ذلك الشخص وألح عليه عن سبب عدم رؤيته فلم يجيب حيث انه لا يملك تلفزيون حتى العام 2002 حيث ابتاع تلفزيون ابيض وأسود مستعمل ، لم يستلم معاشا حتى رحيله للباري قبل سنتين ، هرب الى دمشق وضلت زوجته المعلمة الفاضلة عند اهلها تعيل اولاده الذين لم يراهم لسنين عشرة حتى وفاته كونهم لا يملكون تكاليف السفر..كان يرده من اهله ورقتان الاولى للايجار والثانية للمصرف المتظمن علاج مرضه المزمن…بعد سنين وفي القاهرة زرته في شارع حسين دسوقي اتعس شارع في مصر وكان قد فقد بصره وسألته عن الحال اجاب نفس الورقتين لم تزد ولم تنقص ،
الرابعة لحي لا يرزق وأستغفر الله ، ولذلك لن اذكر عنه الا انه عضو فرع من اهالي ذي قارالكرام .عمل عاملا في فندق لعراقي في دولة ما وكان اجره منامه وطعامه فقط                       قصص اربع من آلاف القصص في سفر الماضوية وثقافة الكراهية ..وقبل ان انتقل لا بد من القول ان الرجال الاربعة كانوا رجالا من النوع الذي يذكرني بأن انتمائي لشعب انجب هؤلاء هو شرف ما بعده شرف..انهم والله يثيرون التساؤل كيف يمكن ان يوازن الانسان بين كل هذه الشجاعة وكل هذا الحياء
أسألكم سيادة رئيس الوزراء والدنيا يومان هل لو دارت الدنيا وأجتث محافظو البصرة من 2003 لحد الآن..هل كانوا سيعيشوا كما عاش المحافظ احمد حماش أم انهم سيعيشون كما يعيش رموز النظام الحالي عبدالفلاح السوداني وأيهم السامرائي وغيرهم من حرامية العصر.
 وأسألكم بل وأطلب منكم ان تقوموا بجرد لاعضاء حزب الدعوة الذين تم اعدامهم لأسباب سياسية قبل الاحتلال وجرد لأعضاء حزب البعث الذين اعدموا لنفس الاسباب ولنفس الفترة في العراق …وجرد آخر باعضاء حزب البعث الملوثة ايديهم بأموال العراقيين والشئ نفسه لحزب الدعوة أو أي حزب (((اسلامي))) آخر؟؟؟
السؤال الاخير : هل يحق لنا بعد كل هذا ان نشتم النازية والفاشية بل ونشتم الارهاب ونحن نمارسه بأشد الوسائل سقوطا (رضاعات الاطفال)
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته