22 ديسمبر، 2024 10:04 م

(1) السياسة فن الكذب
كان متحدثا لبقا ومفوها بالكلام ويؤمن بالمثل الشعبي ( الجذب المصفط أحسن من الصدك المخربط)، وكان يكره السياسة كره العمى، تغيرت الأحوال وتبدل الزمان في بلاده، فأصبح سياسيا بارزا في البلاد وله حضوره الدائم في الفضائيات واللقاءات والندوات السياسية . ذات مرة أتصل به أحد أصدقائه القدامى وسأله: ما الذي رمى بك الى السياسة وأحضانها ونحن نعرفك بأنك تكرهها ولا تطيق حتى الحديث عنها، فأجاب: لقد أصبحت السياسة في بلادنا مهنة الذي لا مهنة له!، وهي لا تعدوا غير تصفيط الكلام وتزويقه، كما لا يخفى عليك بأن السياسة هي فن الكذب وأنت تعرف أخوك زين!، أجابه صديقه بحسرة وألم: هي ليست هكذا والله ولكن أنتم وأمثالكم من الكذابين من جعلتموها هكذا، فبعد مرور عشر سنوات على قيادتكم للبلاد، لم تستطيعوا بناء طابوقة للوطن، بل أجدتم فن الكذب وتزويق الكلام على الشعب.

(2) مات بسبب المباديء والقيم
كان مدرسا رائعا بكل المعاني ويحظى بأحترام الطلاب وأدارة المدرسة، بما عرف عنه الألتزام والحرص ونشر المباديء والقيم الأنسانية والتربوية العالية بين الطلاب. ودارت الأيام وألقت ظروف البلاد من حروب وحصار بظلالها القاسية والقاتمة على الشعب، لم يعد راتبه يكفي لسد متطلبات المعيشة والحياة، والتي صارت تضغط عليه يوما بعد يوم. خفت صوته عن المباديء والقيم التربوية والأخلاقية وهو يرى أنهيارها بشكل مرعب وسريع!. ذات مرة دخل على زوجته وهو يحمل فخذا من اللحم والكثير من الخضار وأنواع من الفاكهه!، أصاب الذهول زوجته وقبل أن تسأله قال لها: لم تعد الحياة تساوي عندي أي شيء، فاليوم بعت نفسي ومبادئي وقيمي بثمن بخس الى أحد الطلاب ، لقد أعطيته أسئلة الأمتحان مقابل هذا الطعام، ثم سقط ميتا!.

(3) تواضع الكبار، وتكبر الصغار

في الوقت الذي كانت فيه أحدى الفضائيات تعرض لقطات نادرة عن ملكة بريطانيا وهي تتسوق بأحد المولات الكبيرة في العاصمة البريطانية بكل حرية وبدون أية حراسة كأي مواطنة عادية، وتعرض لها صورة أخرى لها وهي تضع كيس الأزبال في حاوية النفايات بكل تواضع. بنفس الوقت عرضت الفضائية نفسها صورا لأنقطاع السير في أحد المناطق الراقية بأحد العواصم العربية ولأكثر من نصف ساعة!، لأن زوجة ضابط كبير في الجيش قد دخلت أحد محلات الصاغة لتشتري طقما من الألماس!.

(4) لم تستطع المقاومة

فقدت زوجها بالحرب الطائفية وتركها بلا معيل مع 3 أطفال وهي في عنفوان شبابها وجمالها وأنوثتها الصارخة، أحد موظفي الرعاية الأجتماعية الجبناء! ظل يحاول معها لأكثر من سنة وبأكثر من طريقة لعرقلة أكمال معاملة أستلامها منحة ال 150 ألف دينار الشهرية المخصصة للعوائل المتعففة!، في الآخر ضعفت أمام مكره وخبثه ولم تستطع المقاومة فغريزة الجوع والجنس كانت أكبر من أن تقاومها!.