23 ديسمبر، 2024 7:43 ص

قصر القامة بين التعريف الطبي والاوهام المجتمعية

قصر القامة بين التعريف الطبي والاوهام المجتمعية

علينا واجب مهني ودور اخلاقي كأستشاريين اختصاص وأطباء عاملين بالغدد الصماء والهرمونات بما يتعلق بالتوعية الصحية ونشر المعلومات الطبية الصحيحة وخاصة بظل بحار المعلومات الخاطئة التى يغرق بها الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي او انتشار المعلومات الخاطئة مجتمعيا من خلال التجمعات الشعبية واللقاءات الشخصية.

من هذه المقدمة ننطلق للحديث عن مسألة قصر القامة وما يتم تداوله بخصوصها طبيا ومجتمعيا لتبيان ومعرفة الحقيقة من الوهم والدعاية الزائفة.

ان تعريف “قصير القامة” ليس وصف اجتماعي ولا علاقة له بقناعة الاهل والعائلة او رغبة الشخص بالحصول على طول وشكل وقامة مخالفة لقوانين الوراثة ومضادة لقوانين الطبيعة الانسانية.

وكذلك وصف اي شخص “بقصر القامة” بشكل طبي هو امر به شروط ومعايير علمية محددة والاستشاري المختص حسب بروتوكولات التشخيص الطبية هو من يحددها ويقررها.

وعلينا أن نعرف ان قصر القامة لديه تعريف طبي محدد ومقاييس علمية معينة وتعتمد على العوامل الجينية وايضا على تغير الطول على البعد الزمني وكذلك درجة تسارع الطول بالإضافة الى متوسط الطول المتوقع حسب الحالة الوراثية لكل حالة.
ومن الخطأ ان يقارن الشخص نفسه بطول شخص اخر من عائلة اخرى لديهم صفات وراثية مختلفة ناهيك انه لدينا امراض كثيرة بالجهاز الهضمي او الرئوي أو الكلي او الدم قد تكون هي العامل المؤثر على النمو.

لذلك نقول ان طلب وتوجه العديد من الناس والطلب بحقنهم بهرمونات النمو من غير حاجة طبية ومن دون وجود “مرض” بناء على حكايات وقصص وهمية يتم تداولها اجتماعيا هو امر قد يتسبب بمأسي وامور ضارة خاصة ان تم إعطاء الحقن من دون حاجة طبية مما يدخل الانسان بمضاعفات عديدة.

وعلينا كذلك ان نعرف مدى وحجم الاضرار الخطيرة التي يحدثها هرمون الجروث على الانسان عند تعاطيه من دون حاجة طبية. حيث يؤدي تعاطيه الي مشاكل مرضية خطيرة من حيث ارتفاع ضغط الدم ونمو الوجه وغضاريف المفاصل بشكل غير طبيعي مما يصنع تشويه بشع بالخلقة الطبيعية للوجه و الي حدوث آلام بالمفاصل ,ناهيك عن تضخم حجم القلب و باقي الأعضاء الداخلية و زيادة نسبة سرطان القولون و زيادة التعرض الاصابة لمرض السكري.

ولذلك على الجميع ان يدرك ويعرف ان الكلام عن
“ابر سحرية عجيبة!؟”
لأطاله وصناعة طول والكلام المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبجروبات الواتس اب اغلبه كلام فاضي وبه معلومات غير دقيقة تصنع اوهام وتخلق فقاعات للوهم والخيال بعيدا عن ارض الواقع تخالف وتناقض حقائق العلم و الطب الحديث المبني على الدليل الاحصائي الثابت في البروتوكولات العالمية المعتمدة.