8 أبريل، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

قصر الخالة جوري/2

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يكن بإمكاني ان افعل شيء لذا كان لزاما عليّ التوجه الى المدرسة عدوا فما بقي على الحصة الاولى الا دقائق معدودة واستطعت ان ادخل المدرسة قبل ان يدق الجرس وقبل اصطفاف التلاميذ ودخولهم الصفوف ,
وصلت في اللحظات الاخيرة وكان قلبي ينبض سريعا وقد التمعت على محياي بضع قطرات من العرق رغم ان الجو لم يكن حارا كما ان وجهي كان قانيا نتيجة الغضب والانفعال والعدو وخوف التأخير خاصة والامتحان مهما في نيل الدرجة التي تؤهلني للفوز بالرضا من المعلم المحبوب ومن والدي الحبيبيين.
وامتحنت رغم انشغال فكري بما جرى صبيحة ذلك اليوم وقد ابتسم معلمي قائلا لي …احسنت …احسنت يا شاطر…واضاف مشجعا :
سبع مينخاف عليك انشاء الله باجر انشوفك دكتور لو مهندس.
قلت له وانا اداري خجلي من كلماته رغم اني تعودت ذلك منه دائما
استاذ آني اريد اصير صحفي.
– الله …الله …ان شاء الله تتحقق امنياتك ونشوفك صحفي ورئيس تحرير بشرط متنسه معلمك اللي ربما يجيك بموضوع ويطلب منك تنشره,واطلق ضحكة قصيرة وربت بيديه على شعري ما حفزني للقول:
– استاذ اني ما انساك وما انسه اسلوبك اللي حبب الي الدروس.
قلت تلك الكلمات موقنا ومطمئنا فأستاذنا مميز في علمه وتعلمه تعليمه وتربيته كان يقول دائما تذكروا يا أعزائي ان المدرسة هي بيت العائلة المتعددة والكبيرة وهي بمثابة مجتمع مدني مصغر الذي يعلم ويربي ويبني شخصياتكم وينمي مها راتكم ثم يختم حديثه بالقول : انتم يا أعزائي عماد المستقبل وبناة الوطن.
ارتسمت ابتسامة هادئة على محياه وتمتم قائلا:
ها …يابطل …كملت الامتحان …النتيجة راح تعرفها …ان شاء الله تعالى النجاح الباهر…يلله …في أمان الله …
في أمان الله…
…………….
عدت ادراجي ولكني وخلال تلك الفترة من الصباح الى الظهيرة لم انس مشهد الصباح والشاب العشريني وقصر الخالة جوري .
اخذتني خطوات العودة الى بيتنا للمرور على القصر فنظرت اليه والى البوابة المقفلة والنوافذ المسدل عليها الستائر ففكرت ان اطرق الباب ولكن عادت بي الذاكرة الى ما حدث في الصباح وذلك السيل الجارف من الكلمات البذيئة والسباب فآثرت ان اكمل طريقي الى البيت وكان فكري يوجهني الى مواجهة أمي واخبارها ولم اكتم عنها لومي وتقريعي لها على تفاخرها بصداقة بنت العائلة سليلة الحسب والنسب والحقيقة غير ذلك والبرهان هو ما قام به ابن اخيها من فضاعه القول والفعل .
واعددت في ذهني مقولات مطولة عن الاخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة وارتأيت ان ابدأ حديثي بأية من آيات القرآن الكريم وهي مخاطبة الله تعالى لنبيه الكريم إذ يصفه بصفة سامية ونبيلة وهي (انك لعلى خلق عظيم) وما اخفيكم إذ ان ذلك كان درسا مهما من دروس مادة التربية الدينية والتي تم الامتحان بها قبل اربعة ايام اي يوم الاربعاء من الاسبوع الماضي واضفت الى ذلك بيت الشعر المعروف (انما الامم الاخلاق ما بقيت فأن ذهبت اخلاقهم هم ذهبوا)ذلك البيت الذي كثيرا مما ردده مدير المدرسة في خطاباته يوم الخميس صباحا في اصطفاف التلاميذ.
ان ذلك غير كاف فوجدتني ابحث في ثنايا فكري عن كلمات اخرى وكأنني سألقي خطابا مهما في اجتماع لهيئة الامم المتحدة كسبا للحق العام للشعوب في تجنب كل ما يسئ الى القول والفعل من عنف او اذى .
………………

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب