20 مايو، 2024 8:39 ص
Search
Close this search box.

  قصتي مع ايران (1)

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان فرحي بالثورة الايرانية لا يوصف وكنت اتابع بنشوة كيف تحولت السفارة (الاسرائيلية) الى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية , وبقيت هكذا
وفي العام 1990وعندما كنت طالبا في كلية الدفاع الوطني يوم كانت البديهية الشائعة ان ايران ما هي الا اداة بيد امريكا تداخلت مع المحاضرالصديق الاستاذ مازن الرمضاني الذي اكد تلك الفرضية قائلا له ((يبدو انه قد آن الأوان لأن نعترف بأن ايران ليست اداة بيد الولايات المتحدة الامريكية بل هي تشكل تهديدا للمصالح الامريكية في الشرق الاوسط )) لم يكن جوابه سهلا في حينه فدون المداخلة وفي الاخير بدأ بقرائة سؤالي فقرأ كلمة (نعترف) نغترف وبعدها قرأها (نعتزق) فأنقذته بقولي أني اطلب الاجابة عند لقائنا اليوم بعد المحاضرة…    اعقب ذلك ان يكون عنوان بحث التخرج ( استثمار عناصر الضعف ومجابهة عناصر القوة في الاستراتيجية الايرانية) وكان الاستاذ مازن نفسه هو المشرف..
تسلسلت حتى اصبحت رئيسا للهيئة التدريسية في تلك الكلية حيث اني لم اكن اصلح للمناصب القيادية في الجيش ؟؟ وخلال استماعي لحل مجموعة في تمرين استراتيجي وكانت الساعة مخصصة لتحليل من هي الدول التي ستشترك في الحرب ضد العراق فقال رئيس المجموعة الذي كان مدنيا وقائدا في الحزب بعد ان حدد بعض الدول (( اما ايران فضيقي التفكير فقط هم من يتصورون بأن ايران سوف لن تشارك ضذ العراق في هذه الحرب )) فأجبته بعد ان قدم عرضه وكان ولا يزل صديقا عزيزا (( نحن متفقون على عدم السب والشتم وأنت شتمت ناس لأنهم يحملون تصورا معينا يخالف تصورك , وأذا كنت تمتلك قائمة بأسماء (ضيقو التفكير) فضع اسمي في مقدمتهم كوني اتصور ان أيران سوف لن تشارك في الحرب ضد العراق
 قبل ذلك وفي العام 2000 قدمت بحثا في ندوة علمية بجامعة البكر بعنوان (مستقبل العلاقات العراقية الايرانية) أوصيت فيه بتعزيز المشتركات وتطبيع العلاقات مع ايران….كما اوصيت ب ((الترجل عن ضهور الخيل قليلا والتفرغ لبناء البلد وترصين الجبهة الداخلية )) و((دعوة المعارضة العراقية لعقد مؤتمرها في بغداد ))  وأختتم وزير الدفاع والأخ الاكبر سلطان هاشم المناقشات بقوله ((عراق قوي بشكل دائم هو مايخدم العلاقات بين البلدين )) ورغم حبي لهذا الرجل, ورغم ان السياقات تنص على ان يكون هو آخر المتحدثين..علقت قائلا ((لا ادري لما كلما طالبنا بتعزيز العلاقات مع الدولة س أو ص يعد ذلك انبطاحا؟؟ أوليست السياسة لعبة القوة….)) وبعدها بسنين ثلاث قابلت الرئيس صدام حسين في مقابلات سيادته للمواطنين وقدمت له دراسة أحد نقاطها المخيفة كانت ((يبدو ان لا مناص سيدي الكريم من تفعيل محور طهران بغداد دمشق لأننا الثلاثة في قارب واحد مثقوب في بحيرة مغلقة وأن العراق القوي سوف لن يكون ذيلا في هذا التحالف الذي سيؤسس الارضية لعودة الدب الروسي ليكون منقذنا من شرور القطب الواحد)) وكان ذلك قبل الغزو الامريكي بسنة , ..ولمسنا اليوم ان هذا التحالف قائم وهو من سيبقي سوريا قلعة العرب الاخيرة قائمة فضلا عن ان ذلك كان سببا رئيسيا لعودة الدب الى الحلبة .في سوريا ,ولا اريد ان اضاف لقائمة (الكتاب المتنبئين) ولكن المعطيات تقول ان هناك حلفا يتشكل من (روسيا ,الصين,تركيا ,ايران ,سوريا,العراق) رغم العلاقات السيئة للغاية بين تركيا وكل من ايران وسوريا والعراق((فأذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))
بعد العدوان الامريكي الاول ووقف الرئيس بوش لاطلاق النار من جانب واحد وصدور كراسة (لماذا وقف اطلاق النار من جانب واحد) التي اعطت اسبابا واهية ,قلت في مناقشة رسمية ((الاساس هو ان بوش لاحظ ان العراق سيكون من حصة ايران فاوقف اطلاق النار وسمح للسمتيات العراقية بالطيران لتعزيز قوة الجيش ..واسمحو لي بالقفز الى العام 2006 حيث قلت في لقاء متلفز على الفضائية السورية (( يبدو ان بوش الاب كان  اقل غباءا من ابنه يوم اوقف اطلاق النار وجاء ابنه الذي يقول عنه جورج تنت  في مذكراته انه لم يكن يفقه شيئا عن العراق حيث التقى بشخصيات عراقية قبل العدوان الاخير بشهرين ليسمع منهم عن عراق ما بعد صدام حسين فاجابه احدهم بانه قد يحصل خلاف بين السنة والشيعة فسأله ما معنى سنة وشيعة؟؟  (كان ذلك قبل العدوان بشهرين فقط لا غير) ولذلك حصل الذي حصل وكان بوش الابن ممثلا حقيقيا للشجرة الغبية التي تعيش في الامازون وتحمي ثمارها من الناس بأن تكون ثمارها في الاعلى فقط وتلفها بالاوراق كي لا يراها الناس , ولمن يريد التسلق عليه مجابهة الاشواك في ساقها واغصانها..تنضج الثمار وتختار الشجرة اكثر الليالي ظلاما فتنفض ثمارها , وما كان على الاهالي سوى الجلوس تحتها ليجمعوا الثمار وهذا هو ما قامت به ايران بعد احتلال العراق وخصوصا بعد خروج الامريكان ..مع ان الانصاف يدفعني للاعتراف انها كانت صاحبة دور في جلاء الامريكان كي لا يزعجها احد في جمع الثمار .
وللحديث بقية[email protected] 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب