9 أبريل، 2024 5:37 ص
Search
Close this search box.

قصة يوسف والايمان المطلق

Facebook
Twitter
LinkedIn

سورة يوسف من السور القصصية في القران الكريم يحفظ اياتها اغلب الناس مثل حفظهم الفاتحة والسور القصيره كونها تتكلم عن قصة نبي كاملة ..
يوسف بن يعقوب من الأنبياء الذي تم ذكرهم في القرآن الكريم ولد في العراق ونشا وتربى في فلسطين وعاش ومات في مصر ..
سورة يوسف نزلت في العام العاشر من الرسالة والمسمى بعام الحزن وهي القصة الوحيدة التي ذكرت كاملة في القرآن الكريم..تبدأ بحلم شاب ..وتنتهي بتفسير هذا الحلم . في قصصها معاني كثيرة . تبدأ بتعريف معنى الخيانة والغيرة الشديدة عند إخوة يوسف ثم الصبر وتحمل العبودية ومقارعة هوى النفس الإمارة بالسوء في منزل عزيز مصر ..ثم تحمل كيد النساء ومنها الصبر على البلاء في السجن مع زوجة عزيز مصر والتي ذكرها المؤرخين بإسم زليخا.وآخر المطاف محاربة النفس عن المكابرة عندما استلم موقع عزيز مصر ..وأصبح من المقربين لملك مصر …
نهاية القصة لقاء النبيين يعقوب ويوسف في ارض مصر وليس في ارض كنعان فلسطين .بعد القحط الذي ضرب العالم في وقتهم …
معاني ومدلولات كثيرة يستطيع المؤمن أن يستدلها من سورة يوسف .فالجمال احيانا لايعني أن تعيش مميزاً فربما يكون العكس فجمال نبي الله يوسف أوصله السجن .
امتحانات كثيرة يمتحن الله عباده في هذه الدنيا فالمال والجمال والبنون وغيرها من النعم التي اذا ماحافظ الإنسان عليها فإنها سوف تكون ابتلاء عليه ..
شاب في مقتبل العمر تعرض عليه إمرأة من اجمل النساء . امرأة بيدها سلطة المال والجاه فيرفضها رفض قاطع يالها من نفس مؤمنة يخاف منها الشيطان الذي تمثل في الوجه الآخر وجه امرأة العزيز ..لم يقل لها امهليني بعض الوقت لكي افكر أو اعطيني نص ثروتك أو طلب اشياء دنيوية أخرى ..ولكنه قال اني اخاف الله .نعم اخي القارئ الكريم
مخافة الله هي البناء الحقيقي للإنسان الصحيح .مخافة الله تبني المجتمع بصورة صحيحة وتحصن النفس من الخطأ .مخافة الله تبعدنا عن الوسواس وعن الطمع وعن كل الملذات الدنيوية الفارغة ..مخافة الله أحبطت المؤامرة التي حاكتها زليخا ومن معها من حبائل الشيطان ضد هذا الشاب المؤمن ..
ومن العجيب في قصة نبي الله يوسف قميصه الذي استخدم بأمر إلاهي كعنوان للبراءة فلقد أثبتت القصة ان قميص يوسف استُخدم كأداة براءة لإخوته عندما جاؤوا اباهم بدمٍ كذب.. فدل على خيانتهم – ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز إن كان قميصه قد من دبرٍ فبرَّأه – ثم استخدم للبشارة الكبرى ولمعجزة ربانية عظيمة فأعاد الله تعالى به بصر والده يعقوب ….
نلاحظ أن للقصة معاني كثيرة ومتجسدة مفادها ان الإنسان يحب ان يفرح باشياء قد تكون ظاهرها رحمة لكن ربما نجد في مدلولاتها العذاب أوالعكس أحياناً ..لوتكلمنا عن انسانية يوسف فما أحوج القافلة في الصحراء للماء . ليخرجه الله من غيابات الجب ويذهبون به إلى مكان اختاره الله له ليصبح نبي وينقذهم من القحط ..ثم ما أحوج عزيز مصر للأولاد ليشتريه وهو يبني ويتأمل منه ولد صالح ينفعهم في مرحلة الشيخوخة..وبعدها حاجة الملك لتفسير الرؤيا.. ليخرجه من السجن ويكذب القائمين في المعبد الذين عجزو عن تفسير الرؤيا وهي ماسوف تقدم عليه مصر من سنين عجاف وقحط شديد .وهنا حاجة اهل مصر بأكملها للطعام ليصبح عزيز مصر.او مايسمى في وقتنا وزير الخزانة أو التجارة ..هذا كله من مصداقية العبد مع ربه .وقوة ايمان الإنسان ومحاربته للنزعة الشيطانية. فنجد أن نبي الله يوسف قد تولى الله أمره بكل شيء ..
ما أحوجنا اليوم شيباً وشباباً أن نقرأ سورة يوسف ونأخذ منها العبر والمعاني في زمان نقرأ فيه القرآن حروفا دون أن نطبق شيئا فكم من شيخ فينا اليوم نادم على ما اقترفه من إثم في حياته ..وكم من شاب اليوم يتمنى أن يفعل الخطأ ولكنه سوف يندم عليه في يوماً ما ..وكم من مسؤولاً اليوم خان الأمانة وسيقف أمام الله بدون رصيد.. وكم امرأة باعت نفسها لهوى النفس بحجج واهية . وكم ..وكم…في مجتمعنا اليوم..
ويبقى السؤال المهم كم يوسف ..وكم زليخا يعيشون في مجتمعنا اليوم …
أن قصة يوسف بكل أحداثها معجزة ربانية ودروس يستفاد منها الإنسان مدى الحياة ليثبت النزاهة الحقيقية والايمان المطلق .ولكي نبني شعوب ومجتمعات صحيحة خالية من الشوائب …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب