19 أبريل، 2024 9:00 م
Search
Close this search box.

قصة وطن…… الحلقة الثانية : (عراق ولاة العثمانيين) !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ظلت حال العراق المتمثلة: (بالجوع.. والظلم.. والأمراض.. والأوبئة.. والتخلف.. والأمية.. وغياب الأمن..وانتشار البدع والخرافات).. كما هي عليه حتى سقوط الولاة المماليك العام 1831.. وتولي ولاة عثمانيون.. لتشهد بغداد في العهد الجديد العديد من الأحداث والوقائع الهامة..
وكان أول والي عثماني هو: علي رضا باشا.. الذي كان له ثلاثة معاونين يساعدوه في إدارة الحكم.. ولم يكن هؤلاء المعاونين الثلاثة يحسنون معاملة أهالي بغداد أبدا.ً. وفي 28 أيار العام 1832 اندلعت ثورة في منطقة باب الشيخ يقودها المفتي عبد الغني آل جميل ضد معاملة هؤلاء المعاونين.. وظلم وفساد الحكم.. وانتشرت الثورة لتعمً بغداد.. غير أن الوالي علي باشا تمكنً من القضاء عليها..
ووفق سياسة فرق تسد التي مارسها العثمانيون في العراق.. سمحً علي باشا بإقامة مجالس العزاء في عاشوراء علانية.. بعد القضاء على ثورة الجميل.. وذلك عندما حضر هذا الوالي مجلس عزاء لدى إحدى الأسر الشيعية.. فقد منعً العثمانيون منذ سيطرتهم على العراق العام 1534 إقامة المجالس الحسينية.. لكن بعض الشيعة كانوا يقيمون مجالس العزاء في عاشوراء بشكل خفي عن أنظار السلطة.. (يعني حكم لصوص.. وعصابجية.. وتخلف.. وظلم.. والنوبة تمنعون العالم من اللطم على إمامهم.. غضب الله عليكم)..
وفي العام 1835 جرى انتخاب المختارين لمحلات بغداد.. ومحلات الولايات الأخرى (الموصل والبصرة).. فصار لكل محلة مختارين (أول وثاني).. مع إمام أو شيخ يقوم بشؤون الزواج بالتنسيق مع المختارين.. بعدها لم يأتي الى بغداد خلال ثلاثين سنة والياً قدم شيئاً جيداً يذكر..
ـ وبين عامي 1869ـ 1872 أصبح مدحت باشا والياً على بغداد.. وأول عمل قام به هو تطبيق نظام التجنيد الإجباري.. فنشبت ثورة شعبية كبرى في بغداد.. لكن مدحت باشا استطاع القضاء على الثورة.. وطبق نظام التجنيد على أهالي بغداد بالقوة..
ـ وشهدت بغداد في عهده نمواً اقتصادياً وعمرانياً.. ومن أهم إصلاحات مدحت باشا:
1ـ محاربة الرشوة.. فقد بدأ عهده بالتقصي عن الموظفين المعروفين بأخذ الرشوة وعزلهم….. (يعني الرشوة والفساد المالي مو جديدة في العراق.. بل له عِرك قديم).. ويبدو إن مسؤولينا الحاليين عندهم عرك عثماني.. هذوله يجذبون يقولون: (نحن حسينيون)..
2ـ كما أنشأ أول مدرسة حديثة للذكور.. وهي المدرسة الرشيدية.. (هلهوله للعراق العظيم.. أول مدرسة للذكور فيه العام 1871.. (طبعاً لا وجود لمدارس للإناث.. حرام البنت تطلع باب الحوش).. (داعشيون مع سبق الإصرار منذ ذاك الوكت.. هاي احنه أصحاب حضارة.. وهيج.. لعاد لو مو أصحاب حضارة جان إشلون)..
3ـ كما أنشأ مدحت باشا المدرسة الرشيدية العسكرية.. كمدرسة إعدادية خاصة بتدريب العسكريين….(والله مدحت باشا.. أثقف من الجماعة الحاليين.. فشرطتنا الوطنية اليوم 50% منهم لا يعرف يقره ولا يكتب.. ويطلب هويتك ويظل يفرفر بأذنه)..
4ـ كما أنشأ مدرسة الصنائع لأيتام المسلمين الذين لا معيل لهم.. يتعلمون فيها مهنة الحدادة.. والنجارة.. والنسيج.. (يعني أيتام المسيحيين واليهود والصابئة والأزيديين العراقيين والبغداديين ممنوع يدخلون هذه المدارس.. ويكلك داعش جاءتنا من الخارج)..
ـ واعتمدت هذه المدارس التركية لغةً رسمية لها..
5ـ كما أنشأ أول مطبعة للحكومة في بغداد..
6ـ وأصدر أول جريدة في بغداد باسم (زوراء).. وهي جريدة حكومية.. تصدر بالغتين التركية والعربية..
7ـ وبنا مستشفى عام في بغداد.. عن طريق جمع التبرعات من الأهالي.. وسمي المستشفى بـ (مستشفى الغرباء)..
8ـ وأقام مصنع للنسيج لإنتاج الملابس العسكرية والبطانيات للجنود..
9ـ العناية بمدينة بغداد.. فقد قام بتبليط بعض الشوارع..وأضاء بعض شوارعها.. بفوانيس التمرة والنفط..
10ـ ربط مدينة بغداد بضاحيتها قضاء الكاظمية بواسطة خط الترام ـ العربات.. التي كانت تجرها الخيول..
11ـ أنشا صندوق (الأمنية).. يعني ما يشبه المصرف الحكومي تقبل الودائع المالية.. وتمنح أصحابها فوائد محددة.. وتقوم بإقراض المزارعين وغيرهم بفائدة معينة أيضاً..
(المجاعة.. والكوليرا.. والرشوة.. تضرب أطناب العراق):
ـ في عهد الوالي عبد الرحمن باشا والي بغداد العام 1879.. حدثت مجاعة كبرى في العراق.. وسميت تلك السنة ببغداد بسنة البرسيمة.. فقد جاء الكثير من الأكراد إلى بغداد هرباً من المجاعة.. وهم يصرخون برسيمة.. برسيمة.. (أي جوعان.. باللغة الكردية)..
ـ ظل العراق في هذه الحال من سيء الى أسوأ.. ومجي والي واستبداله بأخر.. وفي صيف العام 1889 ظهرت الكوليرا في بغداد.. وانتشرت كوباء.. فهرب الموسرون.. والحكام.. والأجانب.. وأسرهم من بغداد متجهين نحو البراري.. حيث خيموا هناك.. (يعني مثل هالوكت.. ولد المسؤولين والميسورين يمرحون في أوربا مع أجمل البنات.. وولد المالحة يقاتلون داعش.. أو في المستقبل القريب يقاتلون الأكراد)..
ـ استمر وباء الكوليرا أكثر من ثلاثين يوماً.. بعد أن مات بسببه آلاف المواطنين..
ـ وفي العام 1890 أصبح سري باشا منصب والياً على بغداد.. وكان عهد هذا الوالي من أبشع العهود.. حيث انتشار ظاهرة الرشوة والمحسوبية والتفسخ في المؤسسات الحكومية في بغداد بشكل واسع جداً…. (بس في كل الأحوال كانت أقل بمئات المرات من الرشوة والفساد المالي والإداري في عراق اليوم)..
ـ طرد هذا الوالي وعينً مكانه نامق باشا.. الذي عرف بالقوة والشدة في تطبيق أنظمة السلطة وتوجهاته.. حتى وقع له حادث مع صيرفي من الرعايا الفرنسيين ببغداد.. أثارت هذه الحادثة عليه نقمة الهيئات الأجنبية.. فاستدعاه السلطان الى الأستانة..
واستمرت الفوضى الإدارية بعد رحيل نامق باشا عن بغداد.. وكثرت الشبهات والتجاوزات الإدارية التي كانت تطرق البلاط العثماني في الأستانة بقوة.. حتى أعيد نامق باشا لولاية ثانية لبغداد العام 1862…. ( يابه طلعت الولاية الثانية عصملية.. وليست مالكية)..
ـ وفي العام 1899 عين نامق باشا الصغير.. الذي حاول التشبه بمدحت باشا من خلال قيامه بعدد من الإصلاحات في الإنشاء والتعمير..
ـ وكانت أولى أعماله عزل احمد أغا مدير الشرطة الذي ضرب المثل بتعسفه وطيشه..
ـ وأجرى الوالي الجديد حملات على الأشقيائية والقتلة واللصوص.. ونفاهم الى خارج الولاية..
ـ كما اتخذ بعض الإجراءات للمحافظة على المال العام..
ـ وقام بتجديد جسر بغداد القديم.. وصرفت على تجديد هذا الجسر مبالغ كثيرة.. ومن الغرائب إن السلطان العثماني أمر بعزل الوالي نامق باشا.. إلا إن هذا الوالي أصرً البقاء لحين افتتاح الجسر.. وتم افتتاح تجديد الجسر القديم في بغداد بوجود هذا الوالي 1902…. (يعني مثل بعض مسؤولينا الحاليين.. تنتهي ولايته.. أو يعفى أو يُقال من المسؤولية.. ويظل مجلب بيديه الاثنين ورجليه بالمكتب والقصر والسيارات.. ولو يموت ميسلمهن…. فگر.. هي كوه)..
ـ لكن حال العراقيين لم تظل على ما هي عليه.. بل زادت سوءاً.. بسبب انتشار الرشوة.. والفيضانات الهائلة.. وانتشار الأوبئة.. التي أكلت الأخضر واليابس.. وفقدً المواطنون كل شيء.. ومات ألاف منهم..
(مسكين أنت يا شعب عراق.. من سيء الى أسوأ.. إن لم يمت العراقي بالفيضان.. يموت بالمرض.. أو يموت من الجوع في أيام القحط.. أو يقتل من قبل الأشقيائية.. أو يقتل الجندي المكلف في حرب بغير أرضه ..خارج الوطن.. وليس له قبر مثل الناس)..
(ملاحظة : انتظرونا في الحلقة الثالثة: (قصة وطن.. (الأوضاع الصحية في العراق في العهد العثماني)..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب